لم يكن شعار “إبن مينتي” الذي رفعه المحامي وهيب ططر المرشح على المقعد السني في طرابلس ضمن لائحة لـ”الناس” من فراغ، بل هو تجسيد لحالة إجتماعية ـ أهلية تعيشها مدينة الميناء التي تتميز بقرب أبنائها من بعضهم البعض الى حدود التماهي، ما يجعل عبارة “إبن مينتي” هي نظام حياة يعتمده أبناء المدينة السياحية في تعاملهم اليومي مع بعضهم البعض.
لا يختلف إثنان على أن الميناء تعتبر المدينة الثالثة في لبنان، إنطلاقا من عدد أعضاء بلديتها التي تعتبر ثالث أكبر بلدية بعد بيروت وطرابلس، وعبر التاريخ لعبت شخصيات الميناء دورا كبيرا على الصعيد السياسي والنيابي، لكن زمنها السياسي توقف عند العام 1972.
بعد الحرب الأهلية وإتفاق الطائف، إستعاد لبنان حياته الديمقراطية حيث جرت أول إنتخابات في العام 1992، ومنذ تلك الانتخابات بقيت الميناء خارج أي تمثيل نيابي، ليس تقصيرا من رجالاتها، بل بفعل التحالفات السياسية التي كانت تعتبر الميناء ملحقة بطرابلس، ما أدى الى إطلاق شعارات عدة في إنتخابات مختلفة منها: “بدنا نائب من الميناء”، “حق الميناء بنائب”، “من حق الميناء أن تتمثل”.
اليوم، قدم المرشح وهيب ططر فرصة جديدة للميناء لتحجز مكانا لها في مجلس النواب عبر نائب سني، كونه السني الوحيد في الميناء الذي ترشح لدوره عام 2022 ضمن لائحة لـ”الناس”، الى جانب عدد من المرشحين المسيحيين في باقي اللوائح، لذلك، فإن التواقين الى أن تتمثل الميناء في مجلس النواب وتعيد حضورها الغائب قسرا منذ نحو خمسين عاما، باتت الطريق أمامهم مفتوحة من خلال التصويت للمرشح وهيب ططر إبن الميناء أبا عن جد، والده المربي أحمد ططر الذي علم وربى أجيال المدينة على مدار 46 عاما من الكد التربوي والجهد التعليمي.
يعتبر المرشح وهيب ططر نموذجا عن إبن الميناء الأصيل، حضورا ولكنة وتفكيرا وتعاملا مع الناس، فهو الذي ترعرع على مراكب الصيادين وعلى صخور الكورنيش البحري وفي مياه الشاطئ وصولا الى الجزر التي يحفظ كل شبر فيها عن ظهر قلب، وتربي في أسواقها الداخلية القديمة وتعلم كيف يكون التعايش الاسلامي المسيحي الذي تتميز فيه هذه المدينة الفريدة، فنشأ تنشئة منفتحة، ودرس المحاماة، وأثبت حضورا في مجالات إجتماعية ومدنية عدة، وثار مع الثوار وتعرض لخطر إنفجار مرفأ بيروت، وعاش تفاصيل معاناة أهله، ما يعني أن وهيب ططر من الناس وللناس ومع الناس، وبالتالي فإن ترشيحه اليوم يشكل فرصة حقيقية لاعادة الميناء الى مجلس النواب، وهذا يتطلب أن يصوت الناخبون في الميناء لـ”إبن مينتهم”..
Related Posts