علي درويش.. حضور لافت وتجربة تستحق الإستمرار

كتب المحرر السّياسي  

لم يكن فوز النائب علي درويش بالمقعد النيابي المُخصّص للطائفة العلوية في طرابلس في انتخابات عام 2018، ضمن دائرة الشّمال الثانية التي تضم طرابلس والضنية والمنية “فلتة شوط”، بل كان تعبيراً عن حضور قوي وفاعل للرجل في أوساط طائفته وبين أبناء مدينته، الأمر الذي انعكس بوضوح تأييداً له في صناديق الإقتراع عامها.

من الدلائل على ذلك حلوله في المرتبة الثانية في مدينة طرابلس بين مرشّحي لائحة العزم خلف الرئيس نجيب ميقاتي، بعد حصوله على 2246 صوتاً تفضيلياً، متقدماً على بقية حلفائه وزملائه في اللائحة من مختلف الطوائف، ما أعطى إنطباعاً أنّ النائب الجديد ليس قادماً من فراغ، أو أنّ لا جذور أو حيثية شعبية له.

أكثر من ذلك، فالنائب درويش دخل معترك الإنتخابات لأول مرّة مقارنة ببقية المرشّحين من أبناء طائفته تحديداً، فضلاً عن غيرهم. فقد احتل المرتبة الثانية بين المرشّحين العلويين الثمانية الذين تنافسوا عامها على المقعد النيابي المخصّص لهم في عاصمة الشمال، بعد المرشح أحمد عمران الذي ترشح على لائحة الكرامة الوطنية حائزاً على 2794 صوتاً تفضيلياً، ما يعني أن درويش حصل تقريباً على أقل بقليل من نصف أصوات العلويين الذين أدلوا بأصواتهم في صناديق الإقتراع.

طيلة السنوات الأربع الماضية كان النائب درويش حاضراً في كلّ المحافل تقريباً، سواء في اللجان النيابية، أو خلال جلسات الثقة أو جلسات مناقشة الموازنة العامة، فضلاً عن حضوره الإعلامي اللافت، معبّراً عن مواقفه ومواقف كتلته النيابية التي يمثل، متطرقاً إلى كلّ القضايا بمنتهى الدقّة والعناية والإهتمام، كاشفاً عن إطلاع علمي واسع وحضور ذهني لافت ومتابعة مختلف القضايا والمشاكل والملفات عن قرب.

غير أنّ أبرز ما ميّز النائب درويش خلال فترة السنوات الماضية أنّه كان معبّراً عن حقيقة التعايش في طرابلس، وقرّب الكثير من المسافات بين أبناء أحياء ومناطق مدينة طرابلس، وكان جسر عبور بينها وبين مختلف الطوائف والقوى، وأنّ مطالبته الدولة بضرورة الإهتمام والعناية بطرابلس لم تفرّق بين منطقة وأخرى، ما جعله عبر حضوره ينسف كلّ جدران الوهم والبُعد التي ارتفعت على حين غفلة بين مناطق خطوط التماس في مدينة طرابلس، ورسّخ لدى مؤيديه ومعارضيه على حدّ سواء فكرة وقناعة أنّ العيش الواحد في طرابلس بين أبناء جميع الطوائف هو الأصل، وعكس ذلك هو الطارىء والغريب والشّاذ.

تجربة النائب علي درويش خلال السنوات الأربع الماضية، برغم ملاحظات شكلية قليلة عليها، كانت أكثر من ناجحة، وهي تجربة تستحق الإستمرار والتمسّك بها.


Related Posts


 

   

   

Post Author: SafirAlChamal