بدأت علامات الإجهاد تظهر على احتضان بولندا للاجئين الأوكرانيين، إذ قلت الموارد التي تشمل المتطوعين والمساكن والفصول الدراسية والوظائف، بل أوشكت على النفاد، بسبب استمرار الحرب الأوكرانية بدون نهاية قريبة في الأفق، وفقاً لتقرير نشرته شبكة NBC News.
الشبكة الإخبارية الأميركية التقت بالعاملة الاجتماعية البولندية أدريانا بوروسكا، التي أوضحت أنها كانت تجد صعوبة في حصر الأشخاص المتقدمين للتطوع لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين الذين يصلون إلى وارسو.
ولكن بعد مرور ما يربو على تسعة أسابيع على الحرب، بدأت موجة المتطوعين في الانحسار، وهي الآن تواجه صعوبة في العثور على متطوعين.
أدريانا بوروسكا قالت: “لا نرى أناساً جُدداً ينضمون إلى المتطوعين، بل نراهم يرحلون فقط”، موضحة أن من ينضم إلى المتطوعين “يضطرون لأداء أعمال إضافية ويشعرون بإرهاق بالغ”.
وتابعت أدريانا، وهي جالسة في خيمة طعام أمام محطة قطار في وارسو يوم السبت 30 نيسان قبل عيد الفصح، أنها بالكاد تجد وقتاً لتقضيه في منزلها.
وقالت مازحة: “أتعشم ألا يطلقني زوجي وألا يهجرني ابني. لكن أملي الحقيقي هو ألا يتخلى المتطوعون عني”.
واستقبلت بولندا ما يقدر بنحو 2.9 مليون من أكثر من 5 ملايين أوكراني فرَّوا من البلاد. وفي العاصمة، زاد عدد السكان بنحو 15% منذ بدء الحرب. وحذر عمدة وارسو، رافال ترزاسكوفسكي، من أن المدينة “وصلت لسعتها القصوى” ولا يمكنها استيعاب موجة أخرى من اللاجئين، يخشى أن تأتي من روسيا بعد تغييرها استراتيجيتها لتركيز هجماتها على الجزء الشرقي من أوكرانيا.
وقال في مقابلة مع قناة MSNBC: “نتصور أن كثيراً من المشكلات ستظهر على المدى الطويل، وهذا يضع ضغطاً هائلاً على المدينة”.
وقد زار العمدة الولايات المتحدة لمطالبة المجتمع الدولي بتقديم مزيد من المساعدة، ونبّه إلى أنه “في ظل التصعيد في الشرق ونزوح 7 ملايين شخص داخل أوكرانيا، فنتوقع موجة أخرى”.
وقد رحب آلاف المواطنين في بولندا بالأوكرانيين في منازلهم في بداية الحرب، لكن العثور على سكن ازداد صعوبة بعد ذلك. فالعائلات البولندية الراغبة في استضافة اللاجئين ملأت غرفها الفارغة بالفعل. وانخفض عدد الوحدات السكنية المتاحة للإيجار في وارسو بدرجة كبيرة وزادت أسعار الإيجارات بأكثر من 30% منذ نهاية شباط.
المصدر: عربي بوست
Related Posts