يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يكون موسم الأعاصير الذي يبدأ في أول حزيران القادم فوق المحيط الأطلسي موسما عاصفا. ما أبرز التوقعات؟ وما أهم العوامل المناخية التي ستساهم في جعل هذا الموسم نشطا أكثر من العادة؟ وما عدد الأعاصير المتوقعة وأسماؤها؟
ويفوق هذا العدد المتوقع المعدل السنوي طويل المدى المسجل خلال الفترة من 1991 إلى 2020 والمقدر بحوالي 14 عاصفة سنويا.
ومن المنتظر أن تصل 9 عواصف إلى درجة الأعاصير، منها 4 ستكون كبيرة من فئة 3 أو أكثر.
وأشار التقرير إلى أن احتمال أن تضرب هذه الأعاصير سواحل الولايات المتحدة سيصل إلى 71% مقارنة باحتمال لا يتجاوز في المتوسط 52% خلال العقود الثلاثة الماضية.
وتستخدم توقعات جامعة كولورادو نموذجا إحصائيا يقوم على بيانات إحصائية لأعاصير الأطلسي التي هبت خلال الأعوام الـ40 الماضية، بالإضافة إلى النتائج التي توصلت إليها نماذج مناخية أوروبية ويابانية.
من ناحيته تنبأ موقع “أكيويذر” (AccuWeather) المختص في التنبؤات الجوية، أن يشهد الموسم نشاطا مداريا أعلى من المعتاد في المحيط الأطلسي، مع احتمالات أكبر لإمكانية حدوث أعاصير شديدة تضرب الساحل الأميركي.
وتوقع الخبراء في تقرير نشر على الموقع هبوب ما بين 16 و20 عاصفة محددة تصل حوالي 8 منها إلى درجة أعاصير.
من بين هذه الأعاصير المتوقعة، من المرجح أن يصل ما يقرب من 3 إلى 5 أعاصير منها إلى حالة الإعصار الكبير مع رياح تتجاوز 180 كيلومترا في الساعة.
ويشير الخبراء إلى أن هذه التوقعات مشابهة لتوقعات الموسم الماضي الذي شهد هبوب 21 عاصفة، تحولت 7 منها إلى أعاصير من بينها 4 شديدة.
وكان لـ8 من هذه العواصف تأثير مباشر على الولايات المتحدة، ومن المتوقع هذا العام أن تصل ما بين 4 إلى 6 أعاصير إلى اليابسة.
ولإعداد هذه التوقعات، قام خبراء “أكيويذر” بدراسة عدد من اتجاهات الطقس الحالية ومواسم الأعاصير الماضية والنماذج المناخية.
ما الذي سيجعل موسم الأعاصير نشطا أكثر من المعتاد؟
بحسب الخبراء، فإن ارتفاع درجات حرارة مياه المحيط الأطلسي هو أحد العوامل الرئيسية المساهمة في ذلك. إذ تشير المعطيات إلى وجود تيار دائري دافئ في خليج المكسيك تزيد حرارته على المعتاد بحوالي 4 درجات مئوية. وهو قادر على تأجيج عاصفة استوائية وتحويلها بشكل سريع إلى إعصار كبير في يوم أو يومين فقط.
إضافة إلى ذلك، يرجح خبراء جامعة كولورادو استمرار ظاهرة النينيا المناخية في شرق المحيط الهادي خلال ذروة موسم الأعاصير الممتد من يونيو/ حزيران إلى أكتوبر/ تشرين الأول. وتساهم هذه الظاهرة في زيادة احتمال أن يكون الموسم نشطا أكثر من المعتاد.
في المقابل، تضعف ظاهرة النينيو، التي سيكون احتمال ظهورها ضعيفا، من نشاط الأعاصير نتيجة تسببها في زيادة سرعة الرياح في الطبقات العليا من الجو فوق المحيط الأطلسي المداري.
وتقوم هذه الرياح التي تهب بشكل عمودي “بتمزيق” العواصف والحد من قوتها وقدرتها على بلوغ درجة الأعاصير.
وبحسب الخبراء، ستؤثر حالة الطقس السائدة في الجزء الشمالي الغربي من قارة أفريقيا، كذلك، في موسم الأعاصير للعام الحالي.
ومن المتوقع أن يؤدي هبوب رياح قوية فوق أفريقيا إلى موجات استوائية متكررة في وقت لاحق من الموسم. وتتدفق هذه الموجات الاستوائية عبر الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا وفي أجواء المحيط الأطلسي المفتوح، حيث يمكن أن تتحول إلى منخفضات أو عواصف استوائية.
كيف ستكون شدة أعاصير هذا الموسم مقارنة بالمواسم الماضية؟
يحدد الخبراء الكثافة الإجمالية لموسم الأعاصير بمقياس يُعرف باسم طاقة الأعاصير المتراكمة (Accumulated Cyclone Energy)، ويتم حساب هذا المؤشر بناء على السرعة القصوى للرياح في كل العواصف المدارية التي تهب في موسم معين.
وكان مؤشر الطاقة المتراكمة قد بلغ في موسم 2021، 145 مقابل 182 لموسم 2020، مع العلم أن القيمة الطبيعية تبلغ 123. وكان كلا الموسمين الماضيين نشطين بشكل أعلى من المعدل الطبيعي عند قياسهما من حيث الشدة.
ويتوقع أخصائيو الأرصاد الجوية في موقع “أكيويذر” أن يصل إجمالي طاقة الأعاصير المتراكمة لموسم 2022 إلى ما بين 120 و150.
يذكر أن موسم الأعاصير الأطلسية لعام 2021 شهد هبوب 21 عاصفة مسماة تحولت 7 منها إلى أعاصير.
وكان إعصار إيدا من الفئة الرابعة الذي ضرب لويزيانا في 29 أغسطس/ آب أكثرها تدميراً في عام 2021.
وحطم موسم 2020 الأرقام القياسية بهبوب 30 عاصفة محددة و13 إعصارا، بما في ذلك 6 أعاصير كبرى. وكانت هذه هي المرة الثانية فقط التي تستخدم فيها الأبجدية اليونانية لإكمال الموسم.
ما أسماء الأعاصير للعام 2022؟
منذ عام 1953، يطلق على العواصف الاستوائية الأطلسية أسماء من القوائم التي أنشأها المركز الوطني الأميركي للأعاصير. وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يتم استخدام 6 قوائم من الأسماء بشكل دوري كل 6 سنوات، أي أن قائمة الأسماء المعتمدة لموسم 2021، على سبيل المثال، سيتم استخدامها مرة أخرى في عام 2027.
واقتصرت القوائم في أول الأمر على أسماء النساء فقط إلى غاية عام 1979، عندما أدرجت أسماء الرجال بالتناوب مع أسماء النساء.
ولا تغطي قائمة أسماء الأعاصير سوى 21 حرفا من الأبجدية الإنكليزية، لذلك اضطر خبراء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى اللجوء إلى الأبجدية اليونانية لإكمال موسم 2020 الذي هبت خلاله 30 عاصفة.
وتستخدم الأسماء الإنكليزية والفرنسية والإسبانية بشكل متوازن في القائمة من أجل عكس التغطية الجغرافية لعواصف المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي. كما أن القائمة متوازنة بين الجنسين وتحترم الحساسيات المجتمعية.
وقد يحدث أحيانا حذف أسماء من القائمة لتجنب استخدام اسم إعصار مميت وتسبب في خسائر فادحة مرة أخرى.
ومن بين الأسماء التي حذفت “كاترينا” الذي كان مدمرا عام 2005 و”ساندي” في 2007 و”لورا” في 2020.
ووفقا للمنظمة الأممية، ستكون أسماء العواصف التي ستهب هذا الموسم فوق شمال الأطلسي هي: أليكس، بوني، كولين، دانييل، إيرل، فيونا، جاستون، هيرمين، إيان، جوليا، كارل، ليزا، مارتن، نيكول، أوين، باولا، ريتشارد، شاري، توبياس، فيرجيني، وأخيرا والتر.
المصدر: الجزيرة
Related Posts