قد نُتّهم بأننا نكتب في معظم الأحيان إلى جانب الفئات المظلومة أو المحرومة في مجتمعنا، ولكن بالتأكيد أن ضمائرنا مرتاحة لما نقوم به، ولو شاءت بعض المراجع والمصادر أن توجّه إلينا اللوم بطريقة أو بأخرى. فالموضوع المطروح اليوم وبشدة، هو الإرتفاع في الأقساط المدرسية التي تشد الخناق على رقاب العائلات التي باتت مكشوفة من جميع الإتجاهات.
والسؤال الذي يطرح نفسه ويرفعه الإهالي كشعارات:
أين ذهبت المساعدات المالية التي قدمتها الحكومة الفرنسية للمدارس الفرنكوفونية المرتبطة بها أو التي توجد إداراتها المركزية في العاصمة باريس، على هامش الزيارة الطارئة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت على هامش تفقده للعاصمة اللبنانية بعد إنفجار المرفأ الكارثة في الرابع من آب 2020 والتي وعد فيها علانية بتقديم مساعدات بالعملة الصعبة إلى إدارات المدارس اللبنانية. ولم يظهر منها سوى الفتات لبعض الأساتذة. فهل تكرمّت المراجع الفرنسية في متابعة مصير تلك الأموال وتحويل جزء يسير منها إلى دعم أقساط الطلاب الذين يئنون مع أهلهم من الزيادات التي تُفرض عليهم؟
والأمر نفسه ينطبق على المراجع الأوروبية الأخرى من ألمانية أو بريطانية أو من الإتحاد الأوروبي او المؤسسات الإجتماعية الدولية التي تبرعت بملايين الدولارات لدعم القطاعات التربوية في لبنان من جراء الأزمات التي حلّت بها وتم حجز الأموال في المصارف ويقال أنها قد تبخرت!
وبات جميع المراقبين على قناعة بأنه إذا إستمرت الأمور على هذا المنوال فإن العديد من الطلاب سيصبحون خارج المدارس، طالما أن الأهالي الذين لا يستطيعون تامين الكتب لأولادهم أو تأمين وصولهم إلى المدارس بسبب الإرتفاع الجنوني في اسعار المحروقات، فكيف سيؤمنون الأقساط التي باتت بعيدة جداً عن قدرتهم على تسديد قسم منها فكيف بتسديدها أضعافاً مضاعفة. وأين هي المؤسسات الدينية في جميع الطوائف التي تدير مئات المدارس لا تضحي بجزء من مدخراتها التي تفوق اي وصف في دعم أبنائها كما كان يفعل قادة هذه الطوائف في أوقات الشدة في أزمان مضت!
فهل هذا هو لبنان الذي تهيئون له، أم لبنان الذي رفد العالم بالخبرات والقدرات العلمية التي باتت مضرب مثل في جميع دول العالم ولاسيما الخليجية منها. سؤال برسم الإجابة فهل من متبرع بذلك؟..
Related Posts