إنطلاق المعارك الانتخابية.. تكرار للخطابات وغفوة الناخبين مستمرة!… مرسال الترس

منتصف ليل أمس أقفل باب تسجيل اللوائح الإنتخابية في دوائر وزارة الداخلية والبلديات، وقبله أقفل باب الترشيح إلى الانتخابات والانسحابات. ومع كل ذلك فتح باب المعارك الانتخابية على مصراعيه لكي يستخدم المتراشقون مباشرة أو عبر مواقع التواصل الإجتماعي كل انواع السموم والقصف بالكلام المتعدد الفوهات بين السياسيين الذين رغم كل ما حصل من إنهيارات وأزمات في البلد لم يتعبوا من تكرار خطاباتهم التي تمدح بمواقفهم وتذم بتصرفات ومواقف الفريق الآخر والطرفان يديران الظهر لما أصاب المواطنين من قهر وعذاب.

فهل فكّر من استغلوا ثروات الوطن على مدى عقود أن يقفلوا الأبواب التي تسربت منها أموال المودعين ولاسيما الصغار منهم الذين فنوا أعمارهم في تجميع بعض الآلاف من العملات كحماية لمستقبلهم الخالي من أية حماية اورعاية صحية أو إجتماعية من قبل الدولة؟

وهل فكّر من استفاد من خيرات الوطن ان يعمل على إقفال أبواب مافيات الدواء وإحتكار الصيدليات وترك المرضى اسرى الأمزجة المتعجرفة التي كانت تتفرج على من ابتليوا بالامراض المستعصية وهم ينتظرون بالصف أمام أبواب كانت توصف بالانسانية وباتت بعيدة عنها إلى أقصى الحدود؟.

وهل فكّر من دفع الوطن دفعاً إلى الأزمات الإقتصادية والمالية أن يقفل أبواب من إمتهنوا ذلّ اللبنانيين بـ “الانتقام” من رفع الأسعار باساليب أقرب ما تكون إلى من يمتهن حرق أهل الوطن وشيّهم وتقليبهم طوال أربع وعشرين على سعر دولار في سوق سوداء هي في الواقع سوق نخاسة بيع الأخلاق والضمير.

قد يستفيق اللبنانيون يوماً من نومة أهل الكهف التي أدخلوا أنفسهم بها كرامة لهذا المرجع او ذاك، ولكنهم بالتأكيد لن تبرح ذاكرتهم الأنماط التي عملت على تعذيبهم وتشريدهم ودفعهم إلى أكثر من جهنم في كل لحظة من الأيام التي مرّت عليهم وتركت وراءها ذلاً وقهراً

ولكن المؤسف، لا بل من المؤسف جداً، أن من يتابع وسائل التواصل الإجتماعي ويرى مستوى وفحوى التخاطب الذي ينضح من الأحاديث التي يتبادلها أنماط من البشر تعودوا حمل المباخر بإتجاه، والتصويب حتى الموت على أقرب الناس أحياناً، يُدرك جيداً أن اللبنانيين لن يستفيقوا من غفوتهم في مدى منظور أو حتى محدد الأفق. لأنهم يعتمدون المثل القائل:”من شبّ على أمرٍ شاب عليه”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal