هي الضرورة أو ربما الحاجة، ما يجمع الحزب التقدمي الاشتراكي مع القوات اللبنانية، مع كثير من المحاذير في هذا التحالف الانتخابي، حيث يحرص الاول على عدم اثارة الشارع السني الغاضب على الحزب المسيحي، فيما تناقض الثانية نفسها بعدما تقمصت دور الثورة والمجتمع المدني لجهة عدم التعاون مع اي من اركان المنظومة السياسية.
يمكن القول، إن التحالف الاساسي بين الاشتراكي والقوات تم في دائرة بعبدا حيث يلتقي هادي ابو الحسن مع بيار بو عاصي في تحالف الضرورة، حيث تشير الاحصاءات الى أن الاصوات التفضيلية الاشتراكية تشكل رافعة للائحة التي قد تحصل على ثلاث حواصل من شأنهما أن يؤمنا فوز ابو الحسن وبو عاصي ورئيس حزب الوطنيين الاحرار كميل دوري شمعون الذي رشحه سمير جعجع في هذه الدائرة والذي قد يفوز بكسر الحاصل الاعلى.
أما في دائرة عاليه – الشوف، فما تزال الامور قيد التفاوض مع بروز بعض الخلافات، ففي الانتخابات الماضية اعطى الحزب الاشتراكي الفائض من أصواته التفضيلية الى المرشح الماروني هنري حلو الذي فاز مع اكرم شهيب الذي حصل على 12 الف صوتا، في حين صبت الاصوات القواتية الى الارثوذكسي أنيس نصار الذي فاز معهما، الى جانب المير طلال ارسلان ونائب التيار الوطني الحر سيزار ابي خليل.
وتعتبر القوات اليوم، ان معركتها هي لاسقاط ابي خليل من خلال ترشيح ماروني يحمل بطاقة قواتية بدلا عن الارثوذكسي حيث طرح اسم نزيه متى، في حين يدرك الاشتراكي بعد اجراء الحسابات الانتخابية انه من الصعب اسقاط ابي خليل، وقد تم البحث في هذا الامر خلال اجتماعين عقدا في معراب مع جعجع الذي تشير المعلومات الى انه بدأ يقتنع بأنه لا يستطيع ان يفوز بمقعد ماروني، وقد طلب بعض الوقت لدراسة الامر مجددا لكنه حتى الان لم يعط جوابا نهائيا ما يشير الى ارباك قواتي خوفا من عدم الفوز بالمقعد الماروني وخسارة المقعد الارثوذكسي.
أما في الشوف، فيبدو ان القوات تطمح الى ان تضع يدها على المقعد الكاثوليكي اضافة الى مقعد النائب جورج عدوان، في حين ان حصة القوات في الشوف لا تتعدى حاصلا واحدا، لذلك فإن تيمور جنبلاط رفض الطرح القواتي جملة وتفصيلا، خصوصا ان عدوان ينجح بأصوات القوات من خلال الحواصل التي تؤمنها اللائحة وهي من المفترض ان تضم تيمور جنبلاط ومروان حمادة وبلال عبدالله وسعدالدين الخطيب وهو قريب من تيار المستقبل ومقبول من الجماعة الاسلامية، اضافة الى حبوبة عون.
علما أن أولوية الاشتراكي في الشوف هو تأمين فوز مروان حمادة وعدم السماح للوزير السابق وئام وهاب بإحداث أي خرق خصوصا ان المقعدين الدرزيين في الشوف لم يسبق ان خرجا من تحت عباءة المختارة، لذلك فإن الاولوية في الاصوات الدرزية ستكون لحمادة.
في دائرة البقاع الغربي – راشيا ثمة افتراق بين الاشتراكي والقوات، حيث يتحالف وائل ابو فاعور مع محمد القرعاوي (حليف المستقبل) والجماعة الاسلامية، اضافة الى ماروني غير قواتي وشيعي وارثوذكسي.
وقد آثر الاشتراكي الابتعاد عن القوات لعدم اثارة حفيظة الشارع السني في هذه الدائرة كونه يعتبر ان القوات طعنت الرئيس سعد الحريري في الظهر وبالتالي فهو لا يمكن ان يصوت لمرشحها بأي شكل من الاشكال، كما ان التحالف مع الجماعة سيكون له مردود ايجابي في دائرة بيروت الثانية التي لا يوجد فيها مرشح للقوات لجهة دعم النائب فيصل الصايغ الذي سيكون على اللائحة المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة ونبيل بدر والعائلات البيروتية وكذلك الامر في الاقليم.
ويبتعد الاشتراكي ايضا عن القوات في طرابلس وهو يرشح عفراء عيد التي اقيم لها مهرجان انتخابي حاشد في الرابطة الثقافية، حيث لن تكون عيد على لائحة تحالف اللواء أشرف ريفي – القوات، بل ثمة مفاوضات تجري لتكون ضمن لائحة تشبه الى حد بعيد لائحة البقاع الغربي – راشيا.
كل ذلك يشير الى ان ما يحكى عن أن القوات اللبنانية ستزيد من عدد نوابها هو كلام مبالغ فيه، بانتظار النتائج النهائية التي قد تفرزها صناديق الاقتراع.
Related Posts