عقدت وكالة داخلية الشمال في الحزب التقدمي الإشتراكي ولجنة العمل النسائي، لقاء في طرابلس للاعلان عن ترشيح وكيلة داخلية الشمال في التقدمي القيادية عفراء عيد للانتخابات النيابية 2022 عن المقعد السني في دائرة الشمال الثانية، بحضور مرشحة التقدمي في دائرة الشوف – عاليه الدكتورة حبوبة عون، داليا وليد جنبلاط، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، أعضاء مجلس القيادة رفيق درويش، المحامية لما حريز، ميلار السيد وأحمد مهدي، رئيسة الإتحاد النسائي التقدمي منال سعيد، رئيس جمعية الكشاف التقدمي القائد زاهر العنداري، ومسؤولين من المناطق، بالإضافة لعدد من الحزبيات والحزبيين.
سعيد
في البدء ألقت سعيد كلمة قالت فيها: “نأتيكم اليوم باسم الحزب التقدمي الإشتراكي، حزب المعلم الشهيد كمال جنبلاط الذي لم يغب الشمال عن أجندته الفكرية والثقافية والسياسية يوما، حزب الرئيس وليد جنبلاط الذي لم يغب الشمال يوما عن وجدانه الإنساني وحساباته الإنمائية”.
وأضافت: “هذا الحزب الذي عمل وزراؤه لكل لبنان وفق مبدأ العدالة والمساواة والإنماء المتوازن، يأتيكم اليوم مستكملا طريق النضال، رافعا شعار المعلم الشهيد كمال جنبلاط مواطن حر وشعب سعيد، آملا أن يشكل ترشيح الرفيقة وكيلة داخلية الشمال عفراء عيد نقطة ضوء وسط هذا الظلام السياسي والأمني والإقتصادي الدامس”.
وأشارت سعيد الى أن “الحزب التقدمي الإشتراكي بترشيح الرفيقة عفراء عيد عن المقعد السني في طرابلس والرفيقة الدكتورة حبوبة عون عن أحد المقاعد المارونية في الشوف، يثبت لكم ولكن، ولكل اللبنانيات واللبنانيين أنه حزب عابر للطوائف والمناطق، وأنه حزب تقدمي اشتراكي قولا وفعلا. وان كتلة “اللقاء الديمقراطي” برئاسة النائب تيمور جنبلاط تمثل الناس كل الناس على امتداد الوطن”.
وأضافت: “قد يتساءل البعض لماذا قرر رئيس الحزب وليد جنبلاط ترشيح امرأة للمرة الأولى في منطقة الشمال؟ هنا نقول أن أكثر المناطق حاجة للاصلاح والإنماء هي أكثر المناطق حاجة لوصول امرأة إلى مواقع القرار فيها، وهي أكثر المناطق حاجة للشراكة بين النساء والرجال في إدارة شؤونها وشؤون الناس فيها. فلقد أثبتت الكثير من التجارب السياسية والتنموية الناجحة حول العالم قدرة المرأة وفعاليتها في التعاطي مع أصعب الظروف وأكبر التحديات. فالمرأة بطبيعتها أشد حساسية تجاه هموم وقضايا الناس، أكثر تفهما لهواجسهم، وأعمق دراية بحاجاتهم الأساسية، بالإضافة إلى كونها أكثر التزاما بتأمين الحقوق الأساسية لكل الناس من حولها، ليس فقط لأنها حريصة على بناء مستقبل أفضل لها ولأفراد عائلتها بل لأن لديها نظرة شاملة الأبعاد لبيئتها وللمشاكل والوقائع فيها، كما ان لديها دوما تصورات جديدة لمخارج سلمية ناجحة وفعالة في حل تلك المشاكل”.
وأشارت سعيد الى أن “التاريخ قد أثبت للأسف أن الحروب حدثت وما زالت تحدث في حين أن النساء مغيبات عن مواقع القرار، وأن التهجير مستمر، والإرهاب مستمر والجوع والفقر والفساد كلها مستمرة بغياب المرأة عن مواقع صنع القرار. من هنا جاء قرار الحزب التقدمي الاشتراكي بترشيح اثنين من النساء على لوائحه الانتخابية، اي ما يعادل كوتا 30 % من اللوائح، إيمانا منه بأهمية الشراكة في صنع القرار السياسي لضمان القدرة على حل المشكلات وتحقيق التوازن المطلوب لانتشال البلد من أزماته المتراكمة”.
وتابعت: “نأتيكم اليوم من كل لبنان، باسم لجنة العمل النسائي في الحزب التقدمي الإشتراكي لنقدم كل الدعم لرفيقتنا عفراء عيد، متمنيات لها كل التوفيق في مسيرتها باتجاه الندوة البرلمانية، وكلنا ثقة بأنها ستكون صوت المرأة التقدمية داخل البرلمان وصوت كل شابة وشاب، وصوت كل أب وأم، وكل مواطن حر يتمسك بأرض طرابلس، ويطمح لبلد حر سيد مستقل يلبي طموحاته ويحتضن أحلامه بغد أفضل”.
وختمت سعيد بالقول: “عشتم. عاشت المرأة التقدمية قيادية ناجحة أينما حلت، عاش الحزب التقدمي الإشتراكي صوت الحق الهادر وسط ضجيج الفساد والتضليل وعاش لبنان”.
ناصر
وأشار ناصر إلى أن “لهذا اللقاء في طرابلس الفيحاء، وفي آذار، بعد يومين من ذكرى إستشهاد المعلم كمال جنبلاط الذي سكنت طرابلس والشمال عقله، وفكره، ونضاله، وعمله، وخطابه السياسي طيلة مسيرته حتى استشهاده”، مضيفا “لنا في الشمال، وفي طرابلس، كما كان للمعلم الشهيد طيلة هذا التاريخ، خيرة الرفاق والرفيقات الذين حملوا قضية طرابلس والشمال، وكانوا صوتهما في الحزب التقدمي الإشتراكي، ومن خلال الحزب على مساحة كل لبنان. ويأتي هذا اللقاء بعد أربعة أيام من ذكرى الرابع عشر من آذار، ذكرى ثورة الإستقلال 2005، بعد إستشهاد الرئيس رفيق الحريري. وإذا كان هدف اللقاء اليوم إعلاننا كحزب ترشيح الرفيقة عفراء عيد للانتخابات النيابية في طرابلس، إلا أننا لا نأتي إلى طرابلس بحثا عن دور سياسي، ولا عن موقع نيابي إنما نأتي لنثبت موقع طرابلس في عقلنا، وتفكيرنا، ونضالنا، ونهجنا الذي غرسه فينا المعلم الشهيد كمال جنبلاط، واستمر فيه رئيس الحزب وليد جنبلاط، وسيستمر ملتزما به الرفيق تيمور جنبلاط بإذن الله. وإذا كان اللقاء اليوم في موسم الانتخابات، إنما هو بالنسبة للحزب التقدمي الإشتراكي محطة وصل بين تاريخ أصيل وعريق، وواقعٍ للأسف مؤلم، وفيه الكثير الكثير من المآسي؛ ولكن هو أيضا حلقة وصل مع مستقبل سنبقى، نحن وأنتم، نحلم بأنه سيكون أفضل، وسيكون أجمل. وسنعمل سويا، ونتشارك سويا الهم والمسؤولية وكل استحقاقات النضال والعمل الاجتماعي والتنموي، قبل السياسي وقبل القضايا الاستراتيجية الكبرى حتى ننهض بطرابلس، ومعها كل لبنان بإذن الله”.
وأضاف: “طرابلس كانت ركنا أساس في ثورة استقلال وسيادة لبنان، بالشراكة مع كل المناطق اللبنانية من الجبل، إلى السهل، إلى البقاع، إلى الجنوب، إلى كل منطقة لبنانية. وفي هذه المناسبة نجدد التزامنا بالعمل لأجل سيادة لبنان، وحريته، واستقلاله مهما كلف الأمر، فلن نقبل بأن يكون لبنان، أو يدخل لبنان، في سجن آخر بعد، كما رفضنا دخوله في السجن العربي الكبير”.
وأشار إلى “الواقع الأليم في كل لبنان، المعيشي والاجتماعي والاقتصادي. وهذا يفتح الباب على قضية طرابلس والشمال، وعلى القضية الاجتماعية الاقتصادية، وقضية التنمية على المستوى الوطني العام”، مشيرا إلى أنه “في العام 1965، تقريبا منذ 57 سنة، قالها كمال جنبلاط بعد أن قام بزيارة إلى طرابلس، وإلى عكار (في رحلتي الأخيرة الى مدينة طرابلس، واتصالي ببعض الأهلين من الفيحاء وعكار وسواهما، يشعر المرء بقلق كبير لمصير هذا الجزء الكبير العزيز من لبنان، الذي يتزايد عدد سكانه بشكل مستمر لا يطاله أي ازدهار اقتصادي مباشر، ولو استمر وضع الحرمان في مدينة طرابلس لكانت الثورة تشتعل في كل حين، ولا يستطيع أحد أن يخمدها)”.
وتابع ناصر: “هذا في العام 1965، لذلك لم يعجب أحد من اللبنانيين عندما ثارت طرابلس في 17 تشرين. هذه اللوحة الجميلة التي قدمتها طرابلس، ربما نكون قد اختلفنا في الكثير من العناوين مع هذا الحراك أو جزء منه، لكن طرابلس قالت كلمتها بوجه الحرمان الذي يطالها. قالت كلمتها بوجه الظلم والمظلومية التي تطالها، فهذا حق أهل طرابلس، ولذلك قالها الرئيس وليد جنبلاط منذ عامين (صبرا طرابلس على البلوى، فكم صهرت سبائك الذهب الغالي فما احترق)”، مضيفا “على هذا الأساس نجدد التزامنا السياسي والنضالي إلى جانب طرابلس ومطالبها المحقة”.
وأردف: “من باب قول الحقيقة، وإنصافا للحقيقة، وليس لأنفسنا فقط. وللتذكير كم أخذ مطلب المرفأ في طرابلس أعواما وأعوام حتى تحقق. ولم يتحقق هذا المرفأ إلا عندما كنا نحن، كحزب، في وزارة الأشغال. فبتوجيه ومتابعة من الرئيس وليد جنبلاط آنذاك، حقق هذا الحلم الرفيق غازي العريضي عندما كان وزيرا للأشغال، وكان إنجازا تاريخيا لمدينة طرابلس، وبسعيٍ دؤوب من الرفيق الكبير توفيق سلطان، أبو راشد، أطال الله عمره”.
وحذر ناصر من أي خطوات في الموازنة غير متوازنة، وقال: “دعينا بشكل واضح، وكررنا عناوين محددة لها علاقة بالإصلاح. للأسف، لم تقدم هذه الحكومة على أي خطوة إصلاحية. ونحذر أنه إذا لم نباشر ببرنامج إصلاحي فعلي فلا صندوق النقد، ولا البنك الدولي، ولا المؤسسات الدولية ستلتفت إلى لبنان لا اليوم ولا غدا”، مشيرا إلى أن “هذه الإصلاحات معروفة على المستوى الاقتصادي، والمستوى المالي والإداري، وعلى مستوى المؤسسات الكبيرة: الجامعة اللبنانية، والضمان الاجتماعي، والمؤسسات التي تعني الناس، وتعني الشباب اللبناني، والشابات اللبنانيات في مستقبلهم. فكلنا نسمع أن وضع الجامعة اللبنانية يتدهور أكثر فأكثر”، مؤكدا أنه “إذا لم تكن هناك إرادة حقيقية فالأمور ستذهب إلى الأسوأ”، داعيا إلى “الإقدام بجرأة وبإرادة لمفاوضة البنك الدولي في خطة تعاف حقيقية”، ومعتبرا أنه “على بعض القوى التي تعاند الحوار والتفاوض عليها أن تتراجع قليلا حتى نستطيع أن ننقذ ما تبقى من المؤسسات، وما تبقى من لبنان”.
وشكر ناصر للشابات والشباب حضورهم اللقاء، “وهذا يعبر عن مدى التزامكم وتفاعلكم من باب الحوار أولا، ومن باب تشارك الأفكار ثانيا. وما حضور الآنسة داليا وليد جنبلاط بيننا، ووفد من مجلسي القيادة والمفوضين، والاتحاد النسائي التقدمي، إلا تأكيدا على أهمية هذه الخطوة، وموقع طرابلس بالنسبة للحزب التقدمي الإشتراكي، ودورها السياسي والوطني والعربي، وأهمية ترشيح الرفيقة عفراء عيد في هذا الموقع بالتحديد، التزاما منا بطرابلس وبأهلها وبالشمال وبقضاياهم المحقة”.
عيد
من جهتها، ألقت المرشحة عيد كلمة قالت فيها: “نحن وطن خسرالمال والبنين، وهما زينة الحياة الدنيا، وطن فقد الكرامة والسيادة فأصبحنا على غير ما كنا عليه، نحيا غرباء في ديارنا، عابرون في غير مسارنا، لم نستسغ هذا التحول، ولما نستسيغه؟ ولم نتكيف معه، ولما نتكيف؟ كي نعيش في سجن كبير، حيث لا قرار لنا ولا اعتبار؟ لا رأي لنا ولا خيار؟ ننزع جلدتنا ونلبس أقنعة بشعة لا تعبر عن خياراتنا، ولا هويتنا، لا تعكس جوهرنا ولا مكاهيتنا”.
وأضافت: “أما آن لكل الأفرقاء أن يعوا أن هذا البلد محكوم بالتعددية؟ لا انعزالية تبنيه، ولا إلغائية تنجيه. أما آن لنا ان نتداعى ونوحد الجهود لنجعل هذا البلد المتفرق الطوائف، المتنافر الأحزاب، المتفكك الأوصال، أن يكون شعبا واحدا وقلبا موحدا، يبقي الدين محور حياة الفرد، على أن يكون الوطن والسياسة للجميع؟ أما آن للشمال عامة، ولطرابلس خاصة، أن تكون في صلب المعادلة الوطنية، وركيزة الانماء المتوازن؟”.
وأشارت إلى أنه “لم يبق ثمن لم تدفعه طرابلس، أول الأثمان كان التزامها بالقومية العربية، ومن ثم ايمانها بالقضية الفلسطينية، ليأتي الاحتلال السوري بمجزار باب التبانة ومركز الأميركان ومار مارون، ليكون بعدها محور سياسي اقتصادي أمني أطبق على غالبية شبابها فتحكم بتوجهاتهم الانتخابية وغيب الطبقات الفقيرة وهمش قرارها، ثم لاحقا لتطعن بواحد وعشرين جولة وينسف الإسلام السياسي فيها”.
ولفتت إلى أن “طرابلس التي تدق أجراس كنائسها على أصوات مآذنها، اغتصبت كل حقوقها من أقرب المقربين وتركت لينهشها الفقر والأمية تحت أنظار الوطن ومسؤوليه. طرابلس اليوم تثور وتحتج على كل هذه الممارسات التي حصلت تحت جنح التسييس الإعلامي بهدف التشهير لا التبرير”، مضيفة “رغم كل ما سبق، لا زالت طرابلس تبحث عن كنف الدولة، العادلة وتسعى إلى إعلاء المصالحة الوطنية التي تضمن حقوق المواطنين دون تمييز وتبحث عن العدالة الاجتماعية في حقها بالغذاء والرعاية والصحة والتعليم، كيف لا وهي تشكل نموذجا صالحا ليكون رافعة وطنية عبر 4 ميم، مرفأ طرابلس معرض رشيد كرامي الدولي المنطقة الاقتصادية ومطار القليعات”.
وتابعت: “إن طرابلس فقدت الانماء المتوازن والتطوير المستدام وإعداد خطط التعافي الاقتصادي والعمل بالتوازي على النواحي الادارية والقانونية والتقنية. هذه العوامل تشكل شبكة أمان لوالد طرابلسي، ذلك العامل الذي تعب وكدح ليستحق أن يعيش أولاده، مواطنين صالحين فاعلين يتمتعون بكافة الحقوق وغير مهمشين أو مواطنون درجة ثانية، والأم الطرابلسية التي سهرت وعلمت كي لا يتسرب اولادها في دهاليز الأمية، كي لا يكبروا وتلوح لهم مودعة في أحسن الأحوال من مطار بيروت وفي أسوأها مركب غير شرعي، وفي أحزنها بتابوت عائد اذا عاد من سوريا والعراق، ولشاب طرابلسي أصبح واعيا أن الكرامة مجد يأتي نتيجة العدل المستقيم والجهد المستديم، هذا الشاب عرف أن الحقوق تؤخد وأن الخوف لا يصنع الحرية، والضعف لا يخلف كرامة والتردد لن يفرض السياسة وأن الأمور لا تعالج بالتهديد والوعيد وأن لا بديل عن مؤسسات الدولة، وبأننا شعب تليق به الحياة رغم مسيرة الوطن المليء بمعمودية الدم”.
وذكرت أنهم “اغتالوا رشيد كرامي ولم يأخذوا رسالته، اغتالوا كمال جنبلاط ولم يغتالوا وصيته بأن الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء، واغتالوا رفيق الحريري ولم يأخذوا أمانته بأن لا أحد أكبر من بلده، لن نساوم وسنبقى نقاوم، حتى يصبح لبنان سيدا عزيزا”.
وختمت مستشهدة بقول للمعلم كمال جنبلاط: “نقف اليوم على هذه القمة الفاصلة بين سفحين منفتحين، من حياتنا، يدفع بنا إلى الظفر دفعا ماض مشرق يذكيني ويحفزني نضال مثقل بالتضحيات والجهود وبالعناد البصير المكابر، وبصعوبات وبمرارة الخيانات، وبطهر الآلام، فإذا بالدنس يتساقط عنا ومن حولنا، كل ما ولجنا طريق النظير”.