في دير الزور، حيث قامت داعش بهجوم كبير مؤخرا مستهدفة سجنا يقبع فيه الآلاف من عناصرها، بدأ مدنيون بتلقي رسائل تهديد تحتوي عبارات مثل “عودوا إلى دينكم” أو “ابتعدوا عن العمل مع الكفار”، بحسب تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وتعتبر هذه الرسائل مقلقة بشكل خاص، لأنها تستهدف أشخاصا معينين بطريقة توحي أن التنظيم موجود في المدينة، ويستعد ربما لتنفيذ ضربات. ويقول التقرير إن سكان دير الزور يخشون من عودة داعش، حيث عاش بعض منهم تحت ظل حكم المسلحين.
ويروي تقرير الصحيفة قصة سارة، التي اعتقلها التنظيم عام 2016 مع شقيقتها، بزعم التواطؤ مع التحالف الدولي. سارة التي كانت حاملا، حكم عليها بالإعدام بعد الوضع، وقبل لحظات من تنفيذه عفا التنظيم عنها مع عدد آخر نتيجة لصفقة محلية أبرمها التنظيم مع زعماء القبائل.
ولا تعرف سارة إن كانت شقيقتها لا تزال حية، كما قتل اثنان من أبناء عمومتها على يد التنظيم، وفيما تحاول تناسي التجربة الصعبة، تلقت سارة مؤخرا رسالة من التنظيم تحمل اسمها.
وتنقل الصحيفة عن سارة قولها “إنهم يعرفونني. إنهم يعرفون رقم هاتفي المحمول لقد استخدموا اسمي إنهم يعرفون من أنا”.
تقول سارة بهدوء، وهي تجلس على الشرفة الأمامية من كوخها، بينما يلعب ابنها البالغ من العمر خمس سنوات في الخلفية إن “التهديدات من الخلايا النائمة في هذه المنطقة آخذة في الازدياد”.
وسارة ليست وحدها، حيث تحكي العائلات قصصا مماثلة عن كيفية استعادة مسلحي داعش بعض النفوذ ببطء وهدوء. ويعتقد زعماء القبائل والقادة العسكريون والمحللون العسكريون أن داعش يجند أعضاء جددا بين السكان المحليين الذين يعانون من الفقر، ويصبح أكثر جرأة على تنفيذ أعمال العنف من خلال استغلال عدم اليقين والتوتر الناجم عن الفصائل المتحاربة في الأراضي الحدودية المتأججة. وقد تم ابتزاز الشركات ومداهمة المتاجر، في حين اغتيل على ما يبدو العديد من القادة المحليين، من الشرطة وأعضاء البلدية.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد على هذه الشريحة من شمال شرق البلاد. وقد حذرت قسد الدول الغربية منذ فترة طويلة من أن نفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية» آخذ في الازدياد، ولذلك توسلوا للحصول على المزيد من الدعم والمعدات، بينما حثوا البلدان أيضا على إعادة مواطنيها الذين انضموا إلى الجماعة المسلحة ورزحوا منذ ذلك الحين رهن الاحتجاز.
ولا توجد معلومات مؤكدة عن أعداد داعش، على الرغم من أن مسؤول الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف أبلغ مجلس الأمن الدولي هذا الشهر أن هناك ما يصل إلى 10,000 عضو نشطين في العراق وسوريا يواصلون شن الهجمات “بمعدل ثابت”.
وقال إنه على الرغم من أن غارة شنتها القوات الخاصة الأميركية الشهر الماضي على شمال غرب سوريا وقتل فيها زعيم داعش إلا أن عناصر التنظيم معروفون بقدرتهم على إعادة تنظيم صفوفهم وتكثيف أنشطتهم، حتى بعد فقدان القيادة العليا. ويقول الخبراء إن ما لا يقل عن 1000 عضو متفرغ في داعش يعملون في شمال سوريا في الوقت الحالي.
ولا يزال هناك المزيد رهن الاحتجاز، وقد أصبحت هذه مشكلة كبيرة. قالت قوات سوريا الديمقراطية مرارا إنها لا تملك الموارد اللازمة لمراقبة 10 آلاف شخص يشتبه في أنهم من مقاتلي داعش المحتجزين حاليا في نحو 24 مركز احتجاز. ومن بين هؤلاء 2000 أجنبي، معظمهم لم يواجه المحاكمة بعد، ورفضت بلدانهم الأصلية إعادتهم إلى أوطانهم، أو جردوهم من جنسيتهم.
كما تكافح قوات سوريا الديمقراطية لتأمين أكثر من 60,000 من أفراد عائلات أعضاء داعش الأجانب والسوريين في معسكري الاعتقال القريبين في الهول وروج، حيث يتصاعد العنف ويحاول المتشددون الإسلاميون الحصول على موطئ قدم.
وفيما تدعم القوات الأميركية قوات سوريا الديمقراطية، تقبع عبر نهر الفرات مباشرة مدينة دير الزور، عاصمة المحافظة التي يسيطر عليها النظام السوري بدعم من القوات الإيرانية أيضا.
وتقوم الطائرات الروسية والأميركية والفرنسية والعربات المدرعة بدوريات في السماء والطرق.
وإلى الجنوب الشرقي تقع الحدود العراقية حيث تتنافس الميليشيات الشيعية على الأرض كما يحاول رجال القبائل العرب السنة أن يكون لهم دور في المشهد وكل هذا يطرح مشكلة كبيرة، وفقا للسكان المحليين، بحسب الصحيفة.
المصدر: الحرة
Related Posts