عانى قلة من لاعبي كرة القدم من تداعيات فيروس كورونا وتأثيرها المباشر على حياتهم، غير أن معالم لتأثيرات طويلة الأمد للجائحة بدأت تظهر بشكل واضح في عالم الكرة المستديرة.
وأشارت إحدى الدراسات إلى تأثر لاعبين من الصف الأول على المدى الطويل بهذا الفيروس الفتاك.
وبرزت عدة حالات للآثار الجانبية لـ “كوفيد-19″، منعت في البعض منها اللاعب المصاب من العودة للمستطيل الأخضر فور صدور نتيجة سلبية.
غاب الألماني يوزوا كيميش لاعب وسط بايرن ميونيخ، الرافض بداية تلقي اللقاح المضاد لكورونا، عن الملاعب لمدة شهرين بسبب تلف في الرئة، بينما قال صانع ألعاب يوفنتوس الإيطالي، الأرجنتيني باولو ديبالا إنه عانى من “ضيق في التنفس” عندما عاد في عام 2020 عقب ثبوت إصابته بالفيروس.
ولم تشذ حالة الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي والمتوج مؤخرا بالكرة الذهبية للمرة السابعة في مسيرته، عن أقرانه من اللاعبين، مقرا انه احتاج إلى “وقت أطول من المتوقع للتعافي” بعد إصابته بكورونا خلال عطلة الأعياد التي قضاها في مسقطه في روزاريو.
ولكن، بخلاف هذه الآثار الجانبية لكورونا شهد عالم كرة القدم الإحترافي حالات أكثر خطورة، فقد أمضى كارل دارلو حارس نيوكاسل الإنكليزي ثلاثة أيام في المستشفى، فيما تم نقل جناح مونبلييه سالومون “جونيور” سامبيا إلى غرفة العناية المركزة، ولم يبدأ جان-كيفن أوغوستان لاعب نانت مباراة مع الفريق الأول منذ عام 2019 بسبب عدم تماثله للشفاء من “كوفيد-19” لفترة طويلة.
وضمن السياق ذاته، أعرب العديد من المدربين عن مخاوفهم في الأسابيع الأخيرة، بشأن آثار قصيرة ومتوسطة المدى لكورونا.
وقال ديدييه ديشامب مدرب منتخب فرنسا الفائز بمونديال 2018 في روسيا: “عندما يصاب اللاعبون بالفيروس ثم يعودون، لا يحدث ذلك بمجرد نقرة من الأصابع. حتى لو شعروا به، فإن الأمر يستغرق بعض الوقت”.
وكشف باحثون من جامعتي دوسلدورف الألمانية وريدينغ الانكليزية نتائج دراسة شملت 257 لاعبا في الدوري الألماني والإيطالي لكرة القدم عادوا إلى الملاعب بعد معاناتهم مع “كوفيد-19″، تشير إلى انخفاض مستوى أداء اللاعبين أيضا.
ووجدت الدراسة أن معدل نجاح اللاعبين في التمريرات انخفض بنسبة تصل إلى خمسة % وأن الفيروس أثر بشكل أكثر خطورة على اللاعبين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما.
كما أشارت إلى أن الأندية التي شهدت أكبر عدد من الإصابات بـ “كوفيد-19″، حققت نتائج أسوأ من منافسيها بعد شفاء لاعبيها.
قال جيمس ريد مدير قسم الاقتصاد في جامعة ريدينغ وأحد المشاركين في الدارسة: “حتى الآن، تشير النتائج إلى تغيير دائم في قدرات اللاعب”.
وتابع: “غالبية اللاعبين لم يتم تطعيمهم (لحين الدراسة) وهذا لا يزال عاملا معقدا”.
وفي سياق مختلف وأخطر، أشارت بعض التقارير إلى إصابة بعض اللاعبين بإلتهاب في القلب، أبرزهم الثنائي الغابوني بيار إيمريك أوباميانغ مهاجم أرسنال الانجليزي وماريو ليمينا لاعب نيس الفرنسي.
غادر هذان اللاعبان صفوف منتخب بلادهما من دون أن يتمكنا من المشاركة معه في كأس أمم إفريقيا في الكاميرون (خرج من ثمن النهائي أمام بوركينا فاسو بركلات الترجيح) للتعافي من كورونا.
من ناحيته، أشار المدير الطبي للاتحاد الفرنسي لكرة القدم إيمانويل أورانت إلى عدم وجود صلة مؤكدة بين الفيروس وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب عند لاعبي كرة القدم.
وجد أورانت في كانون الأول/ ديسمبر 2020 أن 2.2 % من 350 لاعبا ثبتت إصابتهم بالفيروس يعانون من مشكلة في القلب.
وأفاد الطبيب الفرنسي :”كانت (الحالات) جميعها معتدلة واختفت في غضون أسابيع قليلة، ومن المستحيل القول إن جميعها مرتبط بفيروس كوفيد-19″، مؤكدا في الوقت ذاته أن اللاعبين احتاجوا لفترة أطول للتعافي من كورونا مما يحتاجون عادة للشفاء من الانفلونزا.
وتابع: “نعلم أن الفيروس له تأثير قصير المدى على الجهاز التنفسي” و”مع الانفلونزا، يمكننا إعادة اللاعبين إلى أرض الملعب بمجرد أن يتحسنوا. ولكن (مع كورونا) نحتاج لوقت أطول في عملية اعادة التأهيل”.
ونظرا لأن الغالبية العظمى من الحالات في البلدان الأوروبية سببها الآن المتحورة الجديدة “أوميكرون”، فمن المتوقع أن تكون التأثيرات أقل حدة بكثير.
وأردف أورانت: “لم يعد بإمكاننا الحديث عن أوميكرون بالطريقة نفسها التي تحدثنا بها عن الإصابات الأولى، والتي كانت أسوأ بكثير”.
وختم: “اليوم، لا تظهر أي أعراض على معظم اللاعبين تقريبا”.
المصدر: “أ ف ب”
Related Posts