ذكرت “الجزيرة” أن صحيفة “الغارديان” (The Guardian) البريطانية، استطلعت آراء عدد من العلماء لتحديد أهم وأبرز 10 أحداث علمية وقعت في عام 2021.
وفي ما يأتي تورد الجزيرة نت موجزا لتلك الأحداث كما جاءت في تقرير الصحيفة:
احتلّ الفضاء عناوين الأخبار الرئيسة في العديد من المناسبات في عام 2021، فقد ذاع صيت أحداث مثل هبوط المسبار الفضائي أو الروبوت الجوال “برسيفيرانس” على سطح المريخ، وسقوط نيزك نادر في المملكة المتحدة، وإطلاق مركبة فضائية في مهمة لتغيير مسار كويكب، واكتشاف نحو 200 كوكب جديد خارج المجموعة الشمسية.
وتقول أستاذة علوم الكواكب والفضاء في الجامعة المفتوحة (The Open University) ببريطانيا، مونيكا غريدي، إن أكبر تغطية إخبارية لحدث ما ربما كانت أول رحلة تقوم بها مركبة فضاء تابعة لشركة “بلو أوريجين” (Blue Origin) إلى حافة الغلاف الجوي للأرض، واستغرقت 11 دقيقة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، وكانت تقلّ الممثل وليام شاتنر (90 عامًا).
وكانت تلك الرحلة هي الثانية التي تقوم بها المركبة الصاروخية “نيو شيبارد” (New Shepard) التي سُمّيت تكريما للراحل آلان شيبارد أول رائد فضاء أميركي، وقد أطلقتها شركة “بلو أوريجن” التي يملكها الملياردير الأميركي جيف بيزوس.
وانطلقت أول رحلة مأهولة للمركبة “نيو شيبارد” في يوليو/تموز 2021، وكان على متنها بيزوس و3 ركاب آخرين، لكن البريطاني ريتشارد برونسون أصبح أول ملياردير يقوم برحلة إلى حافة الفضاء على متن المركبة “يونيتي” (Unity) التي صممتها شركته “فيرجن غالاكتيك” (Virgin Galactic) وذلك قبل 9 أيام من رحلة بيزوس.
غير أن رحلة برونسون وصلت إلى ارتفاع 88 كلم عن سطح الأرض، ولم تعبر خط كرمان، وهو خط يقع على ارتفاع 100 كيلومتر فوق الأرض من منسوب سطح البحر، وعادة يستخدم للتفرقة بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي. وبالمقارنة، فقد تمكن جيف بيزوس في رحلته من تجاوز ذلك الخط. وتصف العالمة مونيكا غريدي تلك الرحلات بأنها إنجازات تكنولوجية لما تمثله من أهمية علمية في المستقبل.
التحيز العنصري في نظام الرعاية الصحية
تُعدّ 2021 -بنظر آن فينيكس أستاذة الدراسات النفسية والاجتماعية في كلية لندن الجامعية (UCL)- السنة التي شهدت اختلالات بشكل معروف على نطاق واسع في مجال النتائج الصحية للأفراد ذوي البشرة السوداء والمنحدرين من أصول آسيوية.
وترى عالمة النفس البريطانية أن تلك الاختلالات، أو بمعنى آخر أوجه عدم المساواة، في جزء منها هي نتاج لما تسميه مزيجا من التحيزات المهنية، والمنهجية، والتقنية التي تفرز “عنصرية مؤسسة”.
فهي السنة -كما تقول- التي اشترى فيها كثير من الناس أجهزة قياس التأكسج النبضي (التي ترصد بشكل غير مباشر تشبع الأكسجين بدم المريض) اعتقادا منهم بأنها قد تنبههم لطلب المساعدة الطبية عند إصابتهم بفيروس كورونا “كوفيد-19”.
وقد علم الأفراد السود والآسيويون أن هناك احتمالا أكثر بـ3 مرات أن تخطئ أجهزة قياس التأكسج النبضي في قراءة مستوى انخفاض الأكسجين لدى أصحاب البشرة الداكنة.
وذكرت فينيكس أن وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد -الذي ينحدر هو نفسه من أسرة باكستانية- أجرى تحقيقا بشأن الموضوع في تشرين الثاني.
وأشارت العالمة البريطانية إلى أن هذا يحدث في ظل جائحة يصبح واقع الحال فيها “أننا جميعا في وجه عاصفة واحدة، لكننا لسنا في مركب واحد”، إذ بات واضحا أن السود والآسيويين معرضون على الأرجح للوفاة بوباء “كوفيد-19” بمعدلات أكثر بكثير من البيض، فقد اتضح أن التحيزات التقنية لا تجدي فتيلا، حسب تعبيرها.
فما لم نركب كلنا في القارب نفسه فلا أحد يستطيع التيقن بأنه بات في أمان، وفقا لما أظهرته الجائحة، كما تقول فينيكس التي تضيف أن الثقة تُبنى بالتأكيد على أن اللقاحات صُنعت للسود والبيض على حد سواء.
وتختم رأيها بالإعراب عن أملها أن تكون 2021 سنة تاريخية يدرك فيها عدد كافٍ من الناس أهمية إرساء مساواة حقيقية في نظام الرعاية الصحية في بريطانيا.
مؤتمر الأطراف 26
في آب الماضي نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة أول جزء من تقريرها السادس، الذي يُعنى بمدى إلمامنا بنظام المناخ وما ينبّئنا العلم به من توقعات لما سيحدث في المستقبل.
وتوافق تقرير التقييم السادس مع المضمون العام الذي ورد في التقرير الخامس الصادر في 2014، إلا أنه جاء أكثر وضوحا وأقوى عبارة من سابقه إذ أشار إلى أن الأمور بلغت درجة من السوء تستوجب إجراء صارما تجنبا لأسوأ العواقب، حسب ما تؤكد هيلين تشيرسكي عالمة الفيزياء البريطانية واختصاصية علوم المحيطات بكلية لندن الجامعية.
وأعربت العالمة البريطانية عن اعتقادها بأن اهتمام وسائل الإعلام انصبّ على مؤتمر الأطراف بشأن المناخ بدلا من التركيز على علم المناخ في حد ذاته، مضيفة أنه على الرغم من أن مزيدا من العلوم يكتسب أهمية على الدوام فإن لدينا بالفعل ما يكفي من علم يعيننا على اتخاذ ما يلزم من إجراء.
الفيبروميالغيا: فهم جديد قد يؤدي إلى علاج الآلام المزمنة
الفيبروميالغيا نوع من المرض يسمى بالعربية متلازمة الألم العضلي التليفي. ومن أعراض الفيبروميالغيا ألم في عدد من المناطق العضلية في الجسم، وشعور بالإنهاك الشديد، والاضطراب العاطفي، وتصيب واحدا من كل 40 شخصا أغلبهم من النساء. ولا يُعرف سبب للإصابة بهذا المرض كما لا يوجد علاج له، حسب فرانشيسكا هاب أستاذة علم الأعصاب الإدراكي بكلية لندن الجامعية.
طفرة في قدرة الذكاء الاصطناعي على التكهن ببنية البروتين الدقيقة
أسفرت سلسلة من الطرائق التقنية التجريبية القوية بحلول عام 2020 عن تفسير بنيوي لأكثر من ثلث البروتينات المشفرة بواسطة الجينوم البشري. وعلى الرغم من ذلك -كما تقول إريكو تاكانو أستاذة البيولوجيا التخليقية بجامعة مانشستر (University of Manchester)- ظلت البروتينات مستعصية على التقنيات المختبرية التقليدية فأحدث ذلك فجوة كبيرة في فهم المعلومات المتعلقة بتسلسل جينوم ترميز البروتين.
وقد شهد عام 2021 تقدما كبيرا في التغلب على هذه المعضلة بالاستناد إلى طرق التنبؤ بالهيكل الحسابي المدعوم بالذكاء الاصطناعي بدرجة من الدقة غير مسبوقة، على حد وصف تاكانو.
الأحوال المناخية القاسية أضحت أشد قسوة
اتسم العام المنصرم بتأجيل مؤتمر الأطراف 26 وبإصدار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تقريرها في نهاية الأمر. لكن هانا كلوك أستاذة علم المياه بجامعة ريدينغ (University of Reading) تعتقد أن عوامل الطبيعة غير المتوقعة المتزامنة مع عجز الحكومات عن الاستعداد لها كما ينبغي هي التي أتاحت التحقق من مخاطر المناخ.
أعداد قياسية من الأطفال يعانون بدانة مفرطة
تقول تيريزا مارتو مديرة وحدة البحوث السلوكية والصحية في جامعة كامبردج (University of Cambridge) إن أهم حدث في هذا العام لم يكن -بنظرها- فتحا علميا بل نكسة.
فقد كشف برنامج قياس الأطفال الوطني عن زيادة صادمة في أعداد تلاميذ المدارس بإنجلترا الذين يعانون السمنة المفرطة، فقد ارتفع المعدل من الثلث إلى خُمس الأطفال في الفئة العمرية من 10 إلى 11 سنة. ولعل الأكثر إثارة للصدمة هو اتساع رقعة التفاوت بين الأطفال في الأحياء الراقية وتلك الأشد حرمانا، إذ تبيّن أن 14% من أطفال الأحياء الراقية يعانون السمنة المفرطة في مقابل 34% من نظرائهم في الأحياء الفقيرة.
وتشير مارتو إلى أن جائحة “كوفيد-19” فاقمت الوضع، فالفقر يؤدي إلى البدانة المفرطة تماما مثل البيئات التي تجعل تناول الطعام الصحي والنشاط البدني أكثر صعوبة.
نيزك وينشكام هدية من الفضاء
عثر سكان محليون في بريطانيا في 28 فبراير/شباط 2021 على نيزك سقط من كرة أضاءت السماء فوق منطقة وينشكام بمقاطعة غلوسيسترشاير.
ويعدّ النيزك المعروف باسم “نيزك وينشكام” (Winchcombe Meteorite) من بقايا بواكير مجموعتنا الشمسية، طبقا لإيما بانس عالمة الفيزياء والفلك بجامعة ليستر (University of Leicester)، كما أنه نوع نادر من “الكوندريت الكربوني” الذي يحتوي على مواد لم يطرأ عليها تغير منذ تشكل النظام الشمسي قبل نحو 4.5 مليارات سنة.
جسيمات الحمض النووي الريبوزي تنقذ البعض على الأقل
على الرغم من أن أول لقاح مصنوع من الجينات قد اعتُمد في كانون الأول من العام الماضي، فإن البشر لم يكونوا على دراية بفعالية لقاح فايزر على أرض الواقع إلا في عام 2021، على حد تعبير إجيوما أوتشيغبو أستاذة علوم النانو الصيدلانية بكلية لندن الجامعية.
وتقول أوتشيغبو إن لقاحات الحمض النووي الريبوزي يمكن تعديلها نظريا لتكون قادرة على التصدي للمتحورات الجديدة من فيروس “كوفيد-19”.
الاعتراف أخيرا بدور الطبيعة في التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري
تقول جوليا جي بي جونز أستاذة حماية البيئة بجامعة بانغور (Bangor University) في ويلز إن الجهود العلمية الضخمة التي بُذلت طوال العقود العديدة الماضية قد أثمرت أخيرا هذا العام.
وتضيف أن مؤتمر المناخ الذي نظمته الأمم المتحدة في مدينة غلاسكو بأسكتلندا أطلق عليه اسم “مؤتمر أطراف الطبيعة” نظرا للأهمية الكبيرة التي أوليت للمحافظة على النظم البيئية وإصلاحها، لا سيما الغابات باعتبار ذلك من وسائل التصدي للاحتباس الحراري.
(الجزيرة)
المصدر: االجزيرة
Related Posts