بين نائبي الأمة اللبنانية غير السعيدة، عضو “كتلة التنمية والتحرير” علي بزي وعضو “تكتل لبنان القوي” زياد أسود، دار أمس سجال سهل ممتنع في الظاهر، يشبه “الرمانة بقلوبها المليانة” عنوانه العريض “شرّابة خِرج”.
فعلى حسابه عبر التويتر كتب النائب أسود باللغة العامية ” المشكلة أنو المسيحيين مش ضروري يكونو بالدولة وبالسياسة والرئاسة والمجلس والحكومة والإدارات…نحنا بس شرّابة خِرج لبيت بري وتوابعه…هيك مناصفة عدد وهمي مش قرار”، في إشارة الى تغييب دور المسيحيين وإقصائهم عن القرار الوطني بكل مندرجاته من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وحلفائه، بحسب أسود.
النائب بزي ” ما كذّب خبر” على ما يقول المثل الشعبي، فردّ على زميله بالفصحى مخاطباً:”بمناسبة عيد الميلاد المجيد، نبحث عن أجمل الكلمات لنقولها فرحاً وحباً وتهنئة ببشارة عيسى إبن مريم، ولأننا نحتفل فرحين بميلاد السيد المسيح نربأ أن ننزل الى مستوى كلماتك وتوصيفاتك بحق المسيحيين”، في إشارة الى إنفتاح أبناء الوطن على شراكة عيش حقيقية ومتوازنة، كما يُستشف من فحوى جواب النائب بزي.
أما شِرّابة الخِرج، فهي بحد ذاتها “قصة”، فالعبارة هي خليط لغوي بين الفارسية والقبطية وهي توصيف لشخص أو لشيء عديم الفائدة.
فالخِرج كلمة فارسية من خورة أي الكيس الذي يّوضع فيه الزاد والطعام، وهو عبارة عن جراب طويل يشبه الشنطة وله غطاء من شرائح القماش عديمة الفائدة لأنها لا تغطي الكيس بإحكام، أما كلمة شرابة فهي قبطية أصلها “شورب” أي المتقدّم أو الأول، وهي تعني مجازاً الغطاء لأنه يكون في مقدّم كيس الطعام.
وبناء على ما تقدّم وما تم نقله بأمانة، ما على العارف بعلم الألسنية الا التفسير، وعلى العارف بكواليس ودهاليز السياسة إلا البلاغ والإبلاغ….والسلام.
Related Posts