وفد نقابة المحامين في طرابلس زار الرئيس عون برئاسة النقيبة القوال: متى ستنصرف السلطات الدستورية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية

زارت نقيبة المحامين في طرابلس ماري تراز القوال فنيانوس، على رأس وفد ضمّ أعضاء مجلس النقابة الأساتذة : محمد نشأة فتال، محمود هرموش، مروان ضاهر، باسكال أيوب، والنقباء السابقين: رشيد درباس، جورج موراني، خلدون نجا، عبد الرزاق دبليز، أنطوان عيروت، بسام الداية، ميشال الخوري، محمد المراد، وأعضاء لجنة إدارة صندوق التقاعد الأستاذين: سمير الحسن وخالد مطرجي، مقر الرئاسة الأولى في بعبدا في زيارةٍ بروتوكولية لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون .

وللمناسبة كان للنقيبة القوال كلمةً جاء فيها :” في إثر كلِّ انتخاب نقابي، يأتي النقيب الجديد بمعية النقباء السابقين وأعضاء المجلس، إلى القصر الجمهوري لزيارة فخامة الرئيس، في تقليدٍ يتجاوز الإطار البروتوكولي، كي يصير مناسبة لعرضِ الأوضاع المتعلقة بالمهنة في إيجابياتِها وسلبياتها، أما الإيجابيات فعلى رأسها أن نقابة المحامين في طرابلس عيَّدت هذا العام لمئويتها الأولى، بعد انقضاء قرنٍ كاملٍ على تأسيسها، وإنه لمن دواعي السرور أن يشهد عهدكم يا فخامة الرئيس ثلاث مئوياتٍ أساسية متتالية: مئوية نقابة المحامين في بيروت عام 2019، ومئوية لبنان الكبير عام 2020، ومئوية نقابتنا هذا العام، بحيث كان عهدكم جسر عبور الوطن ومؤسستيه الحقوقيتين من قرنٍ إلى قرن، على أمل أن يكون هذا العبور انتقالًا فعليًّا إلى غدٍ أفضل، على الصورة التي تشتهونها وتشتهيها أجيالنا الصاعدة.

وتابعت :” من الإيجابيات أيضًا أن النقابة، بعد تأخر عامٍ كامل فرضته دواعي التعبئة العامة المقررة لمواجهة جائحة كورونا، أجرت الانتخابات النقابية، فكان لنا في مطلع المئوية الثانية أول نقيبة مع تاء التأنيث؛ فعسى أن ينسحب هذا على الحياة السياسية والوطنية، فتُجرى الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، ويكون للمرأة فيها نصيبٌ وافر”.

وأضافت :” ولكن كيف لهذا الوجه الإيجابي أن يمحو الوجوه السلبية الكثيرة التي ترخي ببشاعتها على البلاد والعباد وتنعكس سوءًا على جميع القطاعات وبخاصة على المحامين، تعرفون يا فخامة الرئيس أننا نعاني من توقف العمل المهني توقفًا شبه تام في المحاكم والدوائر منذ مطلع عام 2019، وهذا استمر إلى اليوم وتفاقم أكثر فأكثر، فالموظفون جلُّهم مضربون وبعض القضاة لا يحضرون، والجلسات لا تنعقد وقليلٌ من الأحكام يصدر؛ وزاد الأمر سوءًا انهيار سعر العملة الوطنية فضاعت أتعاب المحامين ورواتب القضاة والموظفين وحقوق الناس أجمعين”.

وأردفت:” من المؤكد أنكم تسمعون الشكوى نفسها مرارًا في اليوم الواحد، لكننا أبعد من الشكوى نسأل: إلى أين؟ ومتى ستنصرف السلطات الدستورية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية تجاه المواطنين وحماية ودائعهم وجنى أعمارهم و وضع خطة نهوض اقتصادية اجتماعية شاملة، حفاظًا على الأجيال الشابة التي أقصى أمانيها مركبٌ متينُ الصنع يستطيع عبور البحر بهم إلى الشاطئ المقابل هربًا مما هم فيه؟ نعم هذا هو الوضع في طرابلس والشمال وكلِّ لبنان، فإلى متى؟ إننا كنقابة تحمل في خلايا تكوينِها هموم الشأن العام لن تتوانى عن عمل ما يمكن عمله من أجل تفعيل الحياة الوطنية على المستويات كافةً بدلًا من تعطيلها وتيئيس المواطنين، لهذا لا بدّ لنا أولًا يا فخامة الرئيس من المطالبة الملحة بإنجاز تشكيلات قضائية يُنصف فيها الشمال، فلا تكون محاكمه مشغولةً بالانتداب أو التكليف كما هي الحال الآن في مواقع قضائية كثيرة، ويُنصف أيضًا فيها القضاة فلا يحمّلون ما لا طاقة لهم عليه من تكاليف انتقال بين بيوتِهم وأقواسهم.، إن تشكيلات قضائية جديدة تصدر بسرعةٍ وفقًا للأصول القانونية، وتُراعى فيها هذه المعايير التي لم يعد مقبولًا تجاهلُها، ستكون إشارة انطلاق فعلي إلى عملٍ جدي لتفعيل مرفق القضاء، حرصًا على العدالة كقيمةٍ إنسانية سامية، وعلى مصالح المواطنين وكراماتهم، وطبعًا على المحامين والمحاماة.  

وأضافت:” ينبغي لي أن أشير أيضًا إلى أزمة كبرى نراها قادمةً بأمّ العين وما زلنا نتلمّس سبل مواجهتها. إنها أزمة التأمين الصحي التي ستجعل المحامين في ظلِّ الأوضاع التي تعرفون، بلا سقفٍ يحميهم من عاديات الأمراض، ما لم نجد وسيلةً تعيد للنقابة وللمحامين ولغيرهم من المواطنين أموالهم المحتجزة في المصارف، وهذه مسألة يجب معالجتها بالوسائل التي تضمن الحفاظ على حقوق المودعين، لأن استمرار تجاهلها يفاقم الأزمة الاجتماعية، ويدمر نهائيًّا الثقة المتزعزعة أصلًا بالقطاع المصرفي أحد أهم أركان الاقتصاد اللبناني”.

وختمت:” كلنا ثقة يا فخامة الرئيس بحكمتكم، وإصراركم على تسليم البلد أفضلَ مما تسلمتموه كما صرّحتم في محطاتٍ كثيرة. من هنا دعوة المواطنين، والمحامون منهم وفي مقدَّمهم، إلى عودة مجلس الوزراء للانعقاد، ودفع عجلة الحكومة إلى العمل، وكلنا أمل بأن يتحقق ذلك في المستقبل القريب، عشتم يا فخامة الرئيس وعاش لبنان”.

ثم رد الرئيس عون مرحباً بالوفد متمنياً للنقيبة والمجلس الجديد كلّ النجاح والتوفيق في مهامهم.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal