معارك عون وبري.. تُهدد الاستحقاقات وتُحرج حزب الله!… غسان ريفي

منذ إنطلاق عهد ميشال عون وجبهة قصر بعبدا ـ عين التينة تشهد مناوشات سياسية ترتفع وتيرتها حينا وتنخفض أحيانا، لكنها تشير الى أن الود بين الرجلين مفقود، فلا رئيس المجلس إنتخب عون، ولا رئيس الجمهورية كان حكما في الخلافات التي تنامت سريعا بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، وصولا الى تسريب فيديوهات للنائب جبران باسيل تسيء الى الرئيس نبيه بري.

ما كان تلميحا بالأمس، صار اليوم تصريحا، وما كان بالواسطة صار بالمباشر، حيث بات السجال الحاد والعالي السقف بين الرئيس عون وبري بات على المكشوف ومن يوميات السياسة اللبنانية، ما يؤكد أن الخلاف المستمر على مدى خمس سنوات من عهد عون، مستمر لكن بوتيرة أعنف ليكتمل “نقل” الخلافات حول تنحية القاضي طارق البيطار وما رافقها من أحداث في الطيونة ومؤخرا قضية تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي وما ينتج عن ذلك من تعطيل للحكومة وضرب لمصالح اللبنانيين، بـ”زعرور” القطيعة بين المؤسستين الدستوريتين الأولى والثانية التي من شأنها أن تهدد إستحقاقات سياسية وإنتخابية وأن تطيح بما تبقى من صورة الدولة.

يمكن القول إن الثابتة الوحيدة في عهد ميشال عون هي العلاقة المتوترة مع الرئيس بري، فالكل يعلم أن في السياسة لا حليف دائم ولا خصم دائم، باستثناء عون وبري اللذين دخل خلافهما سنته السادسة في ظل مؤشرات غير مطمئنة تنذر بتفاقمه وتفلته من عقاله مع بدء الحملات الانتخابية التي لا تخلو من التحريض الطائفي، الأمر الذي من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار، خصوصا بعد النموذج الدموي في “ميني الحرب الأهلية” في الطيونة التي تحولت يتفاصيلها الى القضاء المتنازع عليه بين الرئيسين، ما يجعل النار تشتعل تحت الرماد في كثير من الأماكن والمواقع.

هذا الواقع، يؤكد أن الخلاف بين عون وبري قد خرج عن السيطرة ولم يعد أحد قادرا على ترميم هذه العلاقة التي سقطت بالكامل، بمن في ذلك حزب الله الذي بات محرجا الى حد كبير، فلا هو يقبل بإنكسار عون طالما متواجد في قصر بعبدا، ولا هو يرغب في إستفزاز شريكه في الثنائي الشيعي حفاظا على وحدة الطائفة، حيث تعتبر هذه الوحدة مصدر قوتها وحضورها على الساحة اللبنانية.

لذلك، يحرص حزب الله على أن لا يكون طرفا في هذا الخلاف المستحكم بين حليفين له، كما يدرك بأن الهوة القائمة بين عون وبري يصعب عليه ردمها، وفي حال سعى الى رأب الصدع، قد يخسر الطرفين اللذين يريد كل منهما أن يقف حزب الله في صفه وأن يدعم موقفه.

وفي هذا الاطار ترى مصادر مواكبة أن التيار الوطني الحر غير مرتاح لمبدأ “النأي بالنفس” الذي يعتمده حزب الله تجاه الاشتباك السياسي مع رئيس مجلس النواب، خصوصا أن الرئيس عون كان ينتظر من الحزب دعما لا محدود له، لا سيما في سنته الأخيرة وبعد تشكيل حكومة “معا للانقاذ” لكي لا يتسم عهده بالفشل الكامل، لكنه يجد أن تعطيل الحكومة يتم بالتكافل والتضامن بين حزب الله وحركة أمل وهما يجتمعان على تنحية القاضي طارق البيطار الأمر الذي يطيح بالفرصة الأخيرة المتبقية في عهده. 

لذلك، وبحسب المصادر فإنه من الصعب جدا أن يستمر عون أو تياره السياسي باستهداف الرئيس بري، من دون إلحاق إصابات سياسية بحزب الله الذي قد يعض على الجرح ويحافظ على العلاقة مع التيار البرتقالي بالرغم من ترنحها على وقع بعض المواقف، خصوصا أن الأولوية اليوم بالنسبة للحزب هي التعاطي مع هذا الخلاف المزعج بتوازن دقيق ليبقى قادرا على الامساك بخيوط اللعبة، كونه يدرك بأن إفلات هذه الخيوط من يده قد تؤدي الى إنفجار لن يكون في مصلحة أحد.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal