الجامعة اللبنانية في طريق العودة الى الحياة..

كتب مدير الفرع الثالث في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتور كلود عطية:

تبقى الجامعة اللبنانية القوة التغييرية الحقيقية في أوقات الأزمات.. حيث نراها تواجه بكل طاقاتها وامكاناتها لكي تفك الحصار المالي والاقتصادي عن كل موظف ينتمي بالحقيقة اليها، وعن كل استاذ متعاقد او متفرغ او في الملاك آمن بهذا الصرح الاكاديمي وانتمى اليه بعقله وروحه وفكره..

جامعة الوطن التي تحقق الانجازات رغم كل هذه التحديات والمشكلات المجتمعية.. تبقى هي المؤسسة الوطنية التي تنتج شخصيات المواجهة والتغيير وايجاد الحلول.. شخصيات صراعية تؤمن بأن الصراع القائم على المعرفة هو سلاح البقاء والاستمرارية..

أبناء الجامعة اللبنانية يواجهون الأزمة بأخلاق وليس بالألسنة المريضة والأبواق.. فالأخلاق أساس البناء الذي لا تزعزعه حروب ولا حصار ولا أزمات.. بل يبقى ويرتفع من اعتنق الاخلاق مبدأ للمواجهة وتخطي العقبات..

ويسقط تلقائيا كل من واجه الازمة بالنميمة والثرثرة ونشر الفوضى واثارة النعرات.. في هذا الصرح العظيم.. يبقى الانتاج البحثي والمعرفي نقطة الارتكاز لمساعدة الدولة والمجتمع.. وبالتالي لا يمكن أن يتوقف هذا الانتاج المعرفي او ان يتحول الى مجرد فراغ، والجامعة تقوم على المبدعين والباحثين والقياديين القادرين على تغليب مصلحة الجامعة الوطنية على أية مصلحة أخرى..

أما ضعفاء النفوس الذين يحاربون الجامعة ويطعنون بها ويشوهون سمعتها وصورتها من الداخل .. فهم يعكسون الحالة المأساوية التي عانت منها الجامعة اللبنانية منذ تأسيسها حتى اليوم، والتي يمكن اختصارها بالتدخلات السياسية والاختراق الطائفي والزبائنية وغيرها.. التي سمحت بالتوظيف العشوائي الذي دمج بين المستحقين وغير المستحقين.. وهو الواقع الذي فرضته التقسيمات الطائفية والحزبية اللبنانية.. الا أن المناعة القيمية والأخلاقية حالت دون تفتيت الجامعة وتراجعها او توقفها.. فكانت في كل مرة تعيد اثبات وجودها واهميتها ودورها وموقعها بين جامعات لبنان والعالم العربي والعالم.. حيث تكون الغلبة دائما للعلم والمعرفة والابداع والانتاج من أجل التقدم والرقي..

من هذا المنطلق، لا بد من تحصين الجامعة اللبنانية الوطنية والدفاع عنها ومشاركتها مشاكلها وانجازاتها وعدم الوقوف على الحياد في أوقات أزماتها..

ما بالنسبة الى طلاب لبنان.. الجامعة اللبنانية هي الصرح الأكاديمي الأعلى الذي لا يحتاج الى التسويق الاعلامي رغم كل هجمات التشهير والتشويش.. الذي لا يصب الا في خانة التحريض على أن لا تكون اللبنانية هي الخيار الاول والاخير بالنسبة لالاف الطلاب.. على أن يكون هذا الاستهداف لمصلحة بعض الجامعات الخاصة التي تأسست لاسباب طائفية او سياسية او تجارية..

وهذا بالطبع لا يقلل من قيمة بعض الجامعات الخاصة الاخرى التي حققت انجازات علمية وبحثية ووطنية.. الا أن الجامعة اللبنانية كانت وستبقى جامعة كل اللبنانيين المؤمنين بلبنان اللاطائفي الذي يقوم على احترام الانسان وحقه في التعليم والوصول الى أعلى المراتب العلمية..

أخيرا، لا بد من الصبر والحكمة والتعاطي بايجابية مع الاوضاع المالية والاقتصادية المؤلمة التي أصبح يعيشها الاساتذة والموظفون..

وبالتالي التعاون الى اقصى الحدود.. لكي تبقى أبواب الجامعة مفتوحة لكل من أراد أن يبصر في أروقتها النور رغم العتمة والظلام..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal