سباق مع الوقت للبدء بالاصلاحات.. الفشل الحكومي ممنوع!.. غسان ريفي

تنطلق عجلة العمل الحكومي اليوم مع اول جلسة رسمية يعقدها مجلس الوزراء عند الرابعة من بعد الظهر في قصر بعبدا بعد نيل الحكومة الثقة، على ان يسبق ذلك اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع بدعوة من رئيس الجمهورية ميشال عون للبحث في امكانية تمديد التعبئة العامة التي من المفترض ان تنتهي نهاية الشهر الجاري على ان تقر الحكومة القرارات الصادرة عنه، وذلك في حيوية سياسية وادارية افتقدتها البلاد على مدار 13 شهرا من الفراغ، ويقودها اليوم الرئيس نجيب ميقاتي الذي يسابق الوقت في سبيل تنفيذ المهام المطلوبة بهدف تشكيل صدمة ايجابية تستعيد ثقة الداخل والخارج على حد سواء..

لا شك في ان جلسة مجلس الوزراء اليوم ستكون تأسيسية على صعيد معالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والتربوية والصحية، ووضع خارطة طريق لتنفيذ الاصلاحات التي سيكون مفتاحها التفاوض مع صندوق النقد الدولي، حيث يتطلع الرئيس ميقاتي الى تشكيل لجنة من خبراء مشهود لهم وتكون في الوقت نفسه على قدر المسؤولية الوطنية خصوصا ان نتائج هذه المفاوضات سيكون لها انعكاساتها على لبنان فإما ان يبدأ ضخ المساعدات والقروض او ان تستمر سياسة ادارة الظهر وهذا ما يخشاه ميقاتي، لذلك يصر ان يكون المعيار الوحيد لهذه اللجنة الكفاءة والخبرة والباع الطويل في ادارة مفاوضات من هذا النوع.

يدخل الرئيس ميقاتي اليوم الى جلسة مجلس الوزراء على وقع ارتدادات زيارته الباريسية الناجحة التي كسرت العزلة عن لبنان واعادته الى الخارطة الدولية، واكدت حضور رئيس حكومته في المحافل الدولية وقدرته على تجيير علاقاته لما فيه مصلحة لبنان.

كما يدرك رئيس الحكومة ان الفشل ممنوع، وان ما التزم به امام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لا بد من تنفيذه خصوصا لجهة البدء بالاصلاحات السريعة التي من شأنها ان تُحدث الفارق المطلوب، والانطلاق بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، واجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها لاعادة تكوين السلطة في لبنان.

وفي المقابل حصل الرئيس ميقاتي على تعهدات فرنسية بعدم التخلي عن لبنان، والاستمرار في تأمين المساعدات الجانبية التي تقدم الى الجيش اللبناني والمؤسسات التعليمية والهيئات المدنية، اضافة الى حث المجتمع الدولي على تقديم المساعدات والقروض، فضلا عن حمل ماكرون للقضية اللبنانية الى كل المحافل الدولية والعربية، حيث اشارت مصادر دبلوماسية الى ان ماكرون سيزور الرياض بعد نحو اسبوعين للقاء الملك سلمان وولي العهد الامير محمد بن سلمان للبحث في اوضاع المنطقة لا سيما لبنان الذي تعهد رئيس حكومته اكثر من مرة بأنه لن يكون منصة ضد الاشقاء العرب، وان الاتجاه نحو الدول العربية ليس فقط من اجل الحصول على المساعدات بل ايضا لشعور لبنان العربي الهوية والانتماء بأنه محتضن من اشقائه الذين تقع على عاتقهم مسؤولية السير به الى بر الامان.

انطلاقا من هذا الواقع، فإن الرئيس ميقاتي الذي اطلع رئيس الجمهورية ميشال عون على النتائج الايجابية لزيارة فرنسا، وكذلك اطلع رئيس مجلس النواب نبيه بري على ما تحقق وبحث معه في كيفية التعاون المثمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، يصر على ان تكون حكومته عبارة عن ورشة عمل وطنية انقاذية يشارك فيها كل التيارات السياسية والشعبية، انطلاقا من القناعة التي بدأت تترسخ لدى كل المعنيين بأن نجاح الحكومة الميقاتية هو نجاح للجميع، وبالتالي فإن الفشل الحكومي ممنوع لانه سيكون وبالا على الوطن بأسره..


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal