استضافت المملكة الأردنية الهاشمية اليوم الأربعاء الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي، مصر والأردن وسوريا ولبنان، تم خلاله الاتفاق على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك.
حضر الاجتماع وزيرة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة هالة زواتي، ووزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا، ووزير النفط والثروة المعدنية السوري المهندس بسام طعمة ووزير الطاقة والمياه اللبناني ريمون غجر.
وقالت الوزيرة زواتي للصحفيين، ان الاجتماع يهدف بشكل أساسي للتعاون في مجال إعادة تصدير الغاز الطبيعي المصري للجمهورية اللبنانية عبر الأراضي الأردنية والسورية من خلال خط الغاز العربي، وان الاردن سيبذل كل جهد لمساعدة الاشقاء اللبنانيين للخروج من محنة الطاقة وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأكدت ان الاجتماع يأتي إيمانا بأن التعاون بين دول خط الغاز العربي سيكون خطوة فعالة ومؤثرة في دعم المشاريع الاستراتيجية وتعزيز المصالح المشتركة والتي من شانها الانعكاس ايجاباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول، مؤكدة اهمية الاجتماع في إطار التعاون المشترك بين دول خط الغاز العربي والعلاقات الوثيقة التي تجمعهم واستمرار التعاون في مجال قطاع الطاقة بشكل عام والغاز الطبيعي بشكل خاص.
وأشارت زواتي الى اجتماعات فنية عقدت على هامش الاجتماع الوزاري تم خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربعة والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية على أن ينهي الفريق المشكّل أعماله ضمن مدة محددة، وان يتم رفع النتائج ليتم اعتمادها بتوافق الاطراف والعمل بمضمونها بأسرع وقت.
من جانبه، قال وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا، انه انطلاقا من دور مصر الدائم تجاه الاشقاء العرب في جميع القضايا وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى بتسخير جميع الإمكانات لمد يد العون للشعب اللبناني الشقيق والتكاتف معه وتضافر الجهود لتجاوز محنة أزمة الطاقة والتحديات التي يواجهها لبنان، تعمل مصر علي سرعة التنسيق لوصول الغاز الطبيعي المصري الى لبنان عبر الاردن وسوريا حرصا من مصر في التخفيف عن كاهل الشعب اللبناني والمساهمة في دعم لبنان واستقراره.
واكد الملا حرص مصر على دعم هذا التعاون “ادراكا لما يمثله الغاز الطبيعي المصري من اهمية كبيرة لمساندة لبنان وتلبية احتياجات شعبه الكريم”.
بدوره، قال وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة، ان مشروع خط الغاز العربي يعد من أهم مشاريع التعاون العربي المشترك والذي تجسّد بشكل واضح على الأرض منذ العام 2003.
وأضاف ان سوريا ولبنان ومصر ومن ثم الأردن هي الدول الأساسية في مذكرة التفاهم الموقعة في العام 2000 والتي انضمت إليها الأردن في العام 2001.
وقال، إيماناً من سوريا بأهمية مشاريع التعاون العربي المشترك، تمت الزيارة إلى الأردن في شهر حزيران الماضي وتم الاتفاق على تشكيل لجان فنية في مجال الغاز والكهرباء وقد اجتمعت لاحقاً في 23/8/2021 واتفقت على خطة عمل فنية وزمنية واضحة.
وأضاف طعمة، انه عملاً بتوجيهات الرئيس السوري بشار الأسد للمساعدة في تجاوز الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني في مجال الطاقة، سنبذل كل جهد ممكن من أجل إنجاح نقل الغاز المصري أو الكهرباء الأردنية إلى لبنان لما فيه خير ومصلحة بلداننا العربية الشقيقة، وقد أبلغنا الجانب اللبناني موافقتنا على نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سوريا خلال زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق يوم السبت الماضي 4/9/2021.
وأكد الوزير طعمة انه سيتم متابعة تنفيذ البرنامج الفني والزمني الذي توصلت إليه الأطراف المعنية من خلال الاجتماعات الفنية ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية بحيث تكون البنى التحتية جاهزة تماماً لاستقبال الغاز المصري وتسليمه إلى لبنان.
بدوره، اعرب وزير الطاقة والمياه اللبناني الدكتور ريمون غجر عن شكره للأردن ومصر وسوريا على المبادرة التي قامت بها لإعادة احياء الاتفاقية الرباعية لاستجرار الغاز المصري الى لبنان، عبر الاردن وسوريا.
واكد ان المبادرة لا يمكن ان تحصل لولا التعاون الحاصل بين الدول الاربعة، وبمواكبة لصيقة من البنك الدولي في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان ليؤمّن الغطاء او المظلة المالية ليستطيع لبنان التوقيع على هذه الاتفاقية، خصوصاً ان الفرق الفنية التي شكلت في هذا الاجتماع الرباعي ستدرس الاتفاقية من جوانبها كلها التقنية والادارية والفنية والمالية كي تكون متوازنة لكل الدول.
وقال ان هذا التعاون سيؤدي في المستقبل الى اعادة احياء اتفاقية اخرى هي استجرار الطاقة الكهربائية من الاردن التي من الممكن ان تكون اسعارها منخفضة مقارنة بأسعار توليد الطاقة في لبنان.
وأكد ان لبنان، حكومة وشعباً، يشكر الدول المعنية الشقيقة على هذه المبادرة، متمنيا ان ينجز فريق العمل الخطة اللازمة والجدول الزمني المحدد بالسرعة المطلوبة كي نستفيد من الغاز المصري في تغذية معمل دير عمار وقدرته حوالي 450 ميغاواط، والذي يؤمّن أكثر من 4 ساعات تغذية بالطاقة الكهربائية للمواطنين اللبنانيين.
يذكر ان خط الغاز العربي تم تنفيذه على ثلاث مراحل، المرحلة الاولى من العريش إلى العقبة بطول (265) كلم وقطر (36) بوصة وباستطاعة (10) مليارات م3 في السنة وتم البدء بتوريد الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن بموجب هذه المرحلة بتاريخ 27/7/2003.
اما المرحلة الثانية فقد امتدت من العقبة الى منطقة رحاب في شمال الاردن وبطول (393) كم، وتم البدء بتزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء في شمال المملكة في شهر شباط 2006، في حين تم استكمال المرحلة الثانية لخط الغاز العربي من رحاب ولغاية الحدود الأردنية السورية بطول (30) كلم وقطر (36) بوصة في شهر آذار من عام 2008.
وتم الانتهاء من تنفيذ الجزء الجنوبي من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي داخل الأراضي السورية والممتدة من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كم وقطر (36) بوصة، وتشغيلها في شهر تموز من عام 2008، وتم البدء بتصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن في شهر تشرين الثاني 2009، الى ان توقف في عام 2011.
وأكد الوزراء ان كل دولة ستتحمل كلفة إصلاح الشبكة داخل اراضيها، قائلين “خلال ثلاثة أسابيع سنكون جاهزين لمراجعة الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية”.
وبخصوص تصدير الكهرباء الاردنية الى لبنان اكدت الوزيرة زواتي أنه سيتم عقد اجتماع اخر قريبا لوضع خطة عمل من أجل إعداد الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية بخصوص تصدير الكهرباء للبنان.
وكان استقبل رئيس الوزراء الاردني بشر الخصاونة، في مكتبه برئاسة الوزراء، وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية المهندس طارق الملا، ووزير النفط والثروة المعدنية في الجمهورية العربية السورية المهندس بسام طعمة، ووزير الطاقة والمياه في الجمهورية اللبنانية الدكتور ريمون غجر، وبحضور وزيرة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة هالة زواتي.
وأكد رئيس الوزراء ترحيب الأردن بعقد هذا الاجتماع لوزراء الطاقة في الدول الأربع، لبحث سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة وإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وإمكانية توسيع هذا التعاون ليشمل الأشقاء في العراق.
كما أكد رئيس الوزراء أهمية هذه المشروعات، ودورها في تعزيز العمل العربي العربي المشترك والتعاون، والتكامل بين الدول العربية، وبما يعود بالنفع والفائدة على الدول وشعوبها.
ولفت الخصاونة إلى وجود مجالات أشمل للتعاون بين الدول الأربع في قطاعات الطاقة والزراعة واللوجستيات، مشيرا إلى العلاقات الوثيقة والأخوية التي تربط الأردن مع كل من مصر وسوريا ولبنان.
وأكد الخصاونة أن الحكومة، وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني، حريصة على تقديم الدعم والإسناد الذي يحتاجه لبنان، للخروج من التحديات والظروف الاستثنائية، التي يمر بها، ومنها بشكل خاص تحديات الطاقة.
كما أعرب رئيس الوزراء عن الأمل بعودة الأوضاع إلى طبيعتها في سوريا، وإعادة تشبيك هذا البلد الشقيق مع محيطه العربي.
واستمع رئيس الوزراء إلى إيجاز من وزراء الطاقة في الدول الأربع حول جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي من مصر إلى لبنان عبر خط الغاز العربي، مرورا بالأردن وسوريا، إضافة إلى بعض الأمور الفنية والتعاقدية، التي سيتم الاتفاق عليها في اجتماع وزاري قادم سيعقد لهذه الغاية خلال الاسابيع المقبلة.