ميقاتي يعطي الاتصالات مداها قبل حسم خياراته الحكومية

يعوّل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الذي يواصل اتصالاته لتشكيل الحكومة، على تعاون الجميع لكي تكون الحكومة العتيدة منتجة ومتجانسة وقادرة على الاقل على وضع المعالجات المطلوبة ماليا واجتماعيا على سكة الحل والتحضير للانتخابات النيابية الذي يشكل الاستحقاق الابرز لتحديد الوجهة السياسية التي يريدها اللبنانيون.

من هنا، فهو يعطي الاتصالات مداها قبل ان يحسم خياراته في مهلة غير مفتوحة، ولو ان الحديث عن المهلة غير المفتوحة يستفز الطامحين الى “جرجرة” عملية التشكيل، سعيا لتحقيق مكاسب معينة او في انتظار ظروف يعتقدونها اكثر ملائمة للتشكيل. ولكن فات هؤلاء ان الرئيس المكلف يعلم ما يريد وقرر ما يريد، لكنه يستنفد كل السبل الايلة الى نجاح مهمته قبل ان يكون له كلام آخر وموقف آخر.

هذا الجهد الكبير للرئيس المكلف قابله رئيس الجمهورية ميشال عون، ولليوم الثاني على التوالي بايجابية، حيث قال في خطابه المتلفز امس انه “بالنسبة الى الحكومة، فستتشكّل بإذن الله، وبالتعاون بيني وبين الرئيس المكلّف. والاساس هو ان تكون حكومة قادرة على القيام اصلاً بالإصلاحات، وحاصلة على ثقة الكتل النيابيّة”.  

اجواء الرئيس المكّلف

يحيط الرئيس ميقاتي اتصالاته ومشاوراته بالكثير من السرية، لكن حجم “الاوراق الحكومية” امامه يؤكد المؤكد وبأنه يدرس كل شاردة وواردة وليس من النوع الذي “يبصم على العمياني”، وهذا امر خبره جيدا من واكبوه في الحكومتين السابقتين اللتين تولى رئاستهما، ومنهم مَنْ يحاول مجددا اليوم الرهان على “تطويعه”.

عندما تسأله اين اصبحت عملية التشكيل يقول”المرحلة الاستثنائية التي نعيشها تتطلب مقاربة استثنائية ، سواء لناحية منهجية التأليف وآليته او اختيار الاسماء. منذ البداية كنت اعلم بصعوبة المهمة، ولكن طالما عزمت على خوضها فسأقوم بكل ما يمكن فعله للتأليف. النقاش الان لا يقتصر فقط على الاسماء، بل على عدة مسائل مترابطة ببعضها البعض، وفي حال حققنا تقدما تُنجز الحكومة، والا فالخيارات الاساسية جاهزة لدي”.

ولدى سؤاله عن المدى الزمني الذي حدده لمهمته قال “المهمة غير مفتوحة، وفي اللحظة التي اشعر فيها ان الاتصالات استنفدت مداها، سأعلن ما انا عازم عليه من خطوات”.

وعندما تسأله عن تأثير التعديات التي استهدفت مقر اقامته خلال التحركات الاحتجاجية الاخيرة يجيب مبتسما: انا من النوع الذي يزداد صلابة في الملمات، فهل تراجعت مثلا عند تشكيل حكومتي الثانية امام ما سمّوه في حينه “يوم الغضب”؟ على العكس من ذلك، فقد اكملت مهمة حكومتي في اصعب مرحلة مرت على لبنان، وعندما شعرت بان فرص الاستمرار في العمل الحكومي المنتج لم تعد ممكنة قدمت استقالتي”.

ومن خلاصة ما تقدّم، تبدو الامور في مرحلة الاتصالات المكثفة بانتظار ما تقوله فيروز في مسرحية “صح النوم”: يا مولانا الوالي ختم واحد بعد…

المصدر: لبنان 24


مواضيع ذات صلة:


 

 

 

Post Author: SafirAlChamal