القاسم المشترك بين فييتنام وافغانستان ولبنان!… مرسال الترس

إذا كانت افغانستان في العام 2021 تشبه فييتنام عام 1975، فإنها أيضاً توازي لبنان عام 2000!

صحيح أن بين افغانستان وفييتنام قاسم مشترك في الهزيمة والفرار عبر الطائرات المروحية أو طائرات النقل العسكرية 17C، ولكن “الجذر التربيعي” للأثنين هو الجيش الاسرائيلي الذي تدحرج من لبنان بنفس الأسلوب والطريقة، وإنما عبر الشريط الشائك!

هذا التوصيف لفتت إليه الصحافة الاسرائيلية التي تحدثت بعد يومين من إذلال أميركا في افغانستان، أن ذلك حصل مثله مع اسرائيل في لبنان. ففي حين شاهد العالم كيف حاول الأفغان الذين خُدعوا بالعم سام، أو استفادوا من دولاراته، ان يتعلقوا بدواليب طائرات النقل الأميركية، والذين بقيت آثار دماء وأشلاء بعضهم على تلك العجلات. كتبت صحيفة “الجيروزاليم بوست” في 18/08 / 2021. متحدثة عن الشبه الكبير بين الهزيمتين: “في 24 مايو/أيار 2000، وتحت جنح الظلام، أنهى الجيش الإسرائيلي على عجل انسحاباً متسرعاً وفوضوياً من لبنان، حيث سرعان ما اجتاح حزب الله المواقع التي سلّمتها “إسرائيل” لحلفائها، جيش لبنان الجنوبي، وكان هناك تدفق هائل للاجئين، وعنونت يومذاك صحيفة “الغارديان” الحدث: “الفوضى والإذلال مع انسحاب إسرائيل من لبنان”!

قد يبدي بعض اللبنانيين الذين يرتاحون للأداء الأميركي المشبوه إزاء الأزمات التي تتوالى عليهم وعلى أبناء جلدتهم، عدم رضاهم عن إيجاد قاسم مشترك بين ما أصاب أميركا في فييتنام وأفغانستان، وبين ما أصاب اسرائيل في لبنان. وذلك من باب الخوف على مكتسباتهم الآنية التي ستعود عليهم بالويل والثبور عندما تجد أميركا نفسها في ورطة المواجهة، فتسارع الى جر ذيول خيبتها وتجر معها الذلّ والهوان لإولئك الذين باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان. إذ أن اميركا تفتش دوماً عمن يحارب عنها حتى لا تورّط نفسها في خسائر بشرية ستنعكس وبالاً على حكامها في الداخل.

لذلك فإن أحد الصحافيين الاسرائيليين المشهورين كتب منذ يومين في صحيفة “يديعوت احرونوت” التالي: “إن الانسحاب السريع لقوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان سوف يترك بصمة عميقة على الوجود الاستراتيجي العالمي طويل الأمد – ويمكن لإسرائيل أن تتعلم من ذلك على الفور”!

وأضاف: “إن  إسرائيل لديها أفغانستان الخاصة بها. ففي أوائل الثمانينيات انضمت “إسرائيل” إلى القوات المسيحية في لبنان على أساس وهم بوجود قاعدة واقعية أو استخباراتية، والتي بموجبها ستؤدي هذه الخطوة – لاحتلال بيروت كنقطة بارزة – وإلى إقامة لبنان كدولة قوية ومستقرة، والانضمام إلى مصر في اتفاق سلام دافئ مع “إسرائيل”. لقد غرقت “إسرائيل” في الوحل اللبناني لعقود، وتكسرت أسنانها وأظافرها، وخرجت بانسحاب أحادي الجانب، والذي يبدو في الماضي إشكاليًا من حيث تأثيره على صورة  “إسرائيل” حيث من الممنوع الإرتباط بالقوى الفاشلة، التي تعتبر كمبنى مبني على بنية تحتية متداعية من رمال البحر”!

 فهل القوى التي تشمّر عن سواعدها في لبنان في العام 2021، والتي تتماهى مع الاستراتيجيات الأميركية في الشرق الأوسط على إستعداد للتضحية بنفسها اذا ما قررت اميركا الاتكال عليها؟ أم انها عازمة فقط على استغلال “السخاء الأميركي” كـ “بخشيش” لبيع سيادة ومقومات البلاد، والذي سيكون له حدودا وثمنا يوماً ما؟ في حين كان أحد المحاربين الأميركيين القدامى في فييتنام يقول: “يمكن لواشنطن أن تصبح حليفا لطالبان من أجل “إطلاق النار في مكان آخر”!.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal