لبنانية وطالبة في ″AUB″.. تعرفوا على السيدة الأفغانية الأولى (صور)

يوم الأحد الفائت، غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني بلاده مع دخول حركة “طالبان” كابول. وفي منشور على “فيسبوك”، قال غني إنه اتخذ هذه الخطوة “لتفادي إراقة الدماء”، معترفاً بانتصار “طالبان”.

وكشف مصدر في السفارة الروسية أن غني فر بسيارات مليئة بالمال، وما لم يتمكن من حمله معه بقي على مدرج الإقلاع بالمطار، في مشهد يذكر بطريقة تعاطي السياسيين اللبنانيين مع أزمات البلاد. بالنسبة إلى اللبنانيين الغارقين في مشاكلهم التي تزداد يومياً، من الصعب تخيّل تأثّر بيروت بما يجري في كابول. مسافة 2,926 كيلومتراً تفصل بين البلديْن، إلا أنّ ما يجمعهما رابط من نوع آخر. فغني (72 عاماً)، التحق في الجامعة الأميركية في بيروت وحصل على شهادة البكالوريوس في العام 1973. وهناك التقى بزوجته اللبنانية رولا سعادة، ثم عاد إلى بلاده في العام 1977 لتعليم الدراسات الأفغانية وعلم الإنسان في جامعة كابول ثم حصل على منحة للدراسة والحصول على درجة الماجستير في علم الإنسان في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية. 

نشأت رولا سعادة غني، المعروفة في أفغانستان بيبي جول، في كنف عائلة لبنانية مسيحية. وعاشت سعادة في الولايات المتحدة وفي فرنسا، حيث تأثرت بالثورة الطلابية في أيار من العام 1968. وتعرفت على مقاعد الدراسة بغني الذي شغل في ما بعد منصباً رفيع المستوى في البنك الدولي قبل أن يصل إلى سدة الرئاسة في بلده خلفا لحميد كرزاي. 

 وتلقت سعادة علومها الجامعية في كلية العلوم السياسية في باريس، قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة لتعيش فيها ثلاثين عاما لم تحل دون الحفاظ على لكنة فرنسية ممتازة، وهي تشعر أن واحدة من هوياتها هي الهوية الفرنسية. 

وحصلت سعادة على دبلوم من معهد العلوم السياسية في فرنسا عام 1966، وفي أيار من العام 1968، كانت رولا في قلب الحدث التاريخي الذي شهدته باريس، والذي عرف في ما بعد باسم الثورة الطلابية، في تجربة صقلت شخصيتها حتى وإن لم تكن مشاركة مباشرة في الاحتجاجات إلى جانب رفاقها الفرنسيين. وعملت سعادة لوقت قصير في مكتب وكالة “فرانس برس” في بيروت في سبعينيات القرن الماضي، حيث اكتسبت “الصرامة والسرعة والدقة” كما تقول. 

وفي العام 1974، كانت سعادة تتابع دراسة الماجستير في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت حين تعرفت على غني. وتزوج الثناني في العام 1975 ولديهما ولدان: مريم غني، وهي فنانة تشكيلية مقرها بروكلين، وطارق. وولد الطفلين في الولايات المتحدة ويحملان الجنسية الأميركية. وتحمل سعادة الجنسيات الأفغانية واللبنانية والأميركية. 

وينظر إلى الدور الذي تضطلع به السيدة الأفغانية الأولى بعين الجرأة لكونها سيدة أجنبية ومسيحية في بلد مسلم محافظ. وشكل كونها مسيحية واحدة من النقاط التي هوجم زوجها بها أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية، لكنها تقول “أعتقد أن هذه المرحلة طويت الآن”. 

وأظهرت سعادة مواقف تعد جريئة في أفغانستان، كتأييدها القانون الفرنسي الذي يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، ويسمح في المقابل بالحجاب الذي يبقي الوجه مكشوفاً. وتقول سعادة: “أنا أتفق تماما مع السياسة الفرنسية المعارضة للنقاب والبرقع اللذين يحولان دون قدرة المرأة على الحركة وهي ترى ما حولها”. لكنها في المقابل لا ترى مشكلة في أن تضع المرأة حجابا أو أن ترتدي ثيابا طويلة بما يتناسب مع قناعاتها الدينية.

وعلى عكس سواها، اعتادت سعادة التواجد مع زوجها خلال المناسبات وإلقاء خطابات في أخرى، وذلك بخلاف زينات كرزاي زوجة الرئيس السابق، الذي تولى رئاسة البلاد بعد الإطاحة بحكم حركة طالبان المتشددة في العام 2001. من جهته، لا يتوانى أشرف غني عن توجيه الشكر لزوجته علناً. ففي حفل تنصيبه في العام 2014، أظهر غني “احترامه كرجل لزوجته وتقديره لدورها” على ما تؤكد.

وفي أفغانستان، تنشط سعادة في مجال تمكين المرأة، حيث أعربت في إحدى المقابلات الصحافية عن أملها في أن ترى “الرجال في أفغانستان أكثر تقديرا لدور زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم”. وفي العام 2015، تم تصينف سعادة واحدة ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم بحسب مجلة “تايم” الأميركية. 


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal