عقد اجتماع طارىء، تداعت إليه بلديات الدريب الأوسط والغربي في قاعة بلدية الدوسة، استجابة لنداء رئيس بلدية البيرة محمد وهبي وبالتنسيق مع رئيس بلدية الدوسة عثمان شريتح وبالتشاور مع رئيسي اتحاد بلديات الدريب الأوسط عبود مرعب والغربي أحمد كفا، في حضور نائب رئيس اتحاد بلديات الدريب الاوسط رئيس بلدية بربارة عبدالله عطية، رئيس رابطة مختاري الدريب الأوسط مختار الكواشرة خضر خضر، المشايخ محمد عوض مرعب وخالد وسمير علمان ورؤساء بلديات وعدد من الناشطين والمهتمين.
افتتح الاجتماع بمداخلتين للشيخين مرعب وعلمان، شددا فيهما على “وحدة الصف العكاري ونبذ الفتنة وحفظ حقوق الشهداء والجرحى ومعاقبة مسببي الانفجار”.
وبعد وقفة مع الدعاء لشفاء الجرحى والرحمة للشهداء وبحث في تداعيات الانفجار الكارثي في التليل، أصدر المجتمعون بيانا دعا إلى “إحالة ملف الانفجار على المجلس العدلي لكشف المتورطين في تخزين المحروقات وتهريبها واحتكارها وجلب كل المشاركين والفاعلين والمحرضين الى قوس العدالة وإنزال أشد العقوبات بحقهم مهما علا شأنهم ولاي طائفة أو حزب انتموا، وكذلك اعتبار الضحايا والجرحى شهداء شرف وتخصيصهم برواتب تقاعدية أسوة بباقي شهداء المؤسسة العسكرية، واعتبار ضحايا المؤسسة العسكرية من الجنود المأذونين، شهداء شرف ايضا وتخصيص الجميع بتعويضات لذويهم وتوفير العلاج اللازم للجرحى على نفقة وزارة الصحة العامة”.
وطالب ب “إجراء تحقيق شفاف عادل وعاجل من قيادة الجيش لكشف مسببي الانفجار وإصدار بيان بذلك من المؤسسة العسكرية منعا للتأويلات والتحليلات ووأدا للفتنة وللمصطادين بالماء العكرة واستغلال الواقعة لغايات سياسية، كما معاقبة المقصرين في الأسلاك العسكرية في حال ثبت ذلك”.
وقال: “يتمنى المجتمعون على ذوي الضحايا الخروج بجثامين الشهداء من المشافي بمأتم موحد لتقام لهم صلاة جنازة واحدة يحدد مكانها وزمانها لاحقا، يعلن بالتنسيق مع الاهالي، مطالبين المؤسسة العسكرية بأن تجري لهم تشريفات تليق بهم كشهداء للجيش. ويهيب المجتمعون احترام وقع المجزرة وعدم إطلاق الرصاص في أثناء التشييع حفاظا على أرواح المواطنين واحتراما لرهبة الموت، كما شكلوا لجنة للتواصل مع ذوي الضحايا لتحديد قطعة أرض وتخصيصها مقبرة للشهداء تسمى مقبرة شهداء الظلم والحرمان والقهر وإقامة نصب تذكاري لتخليد ذكراهم”.
أضاف: “نطالب السلطة السياسية بإعلان الحداد العام وتنكيس الأعلام واعتبار يوم استشهداهم يوما وطنيا مثلما تم اعتبار امثاله من الفاجعات التي آلمت بالوطن. ونؤكد رفض أي مشاركة رسمية نزولا عند رغبة ذوي الضحايا باستثناء الاجهزة الامنية والعسكرية خلال التشييع وتقديم التعازي. وندعو دار الفتوى وجميع المقامات الروحية إلى المشاركة بتآبين الشهداء. ويجب تشكيل لجنة من رؤساء البلديات التي وقعت فيها إصابات وشهداء لاحصائهم فورا وايداعهم الاتحادات ليصار الى تسليمها للجمعيات والسفارات التي ترغب بمساعدة عوائل الجرحى والشهداء والبلدات المنكوبة. ويهيب المجتمعون بالقيمين على شركات النفط وتوزيع المحروقات ووزارة الطاقة، تسليم البلديات والاتحادات فورا حاجاتها من المحروقات وبخاصة البلدات التي سقط فيها شهداء وجرحى”.
وتابع: “نعتبر أن اعتراض صهاريج المحروقات من أبناء عكار وبعض أبناء الاقضية المجاورة لمحافظة عكار، إنما يزيد حرماننا حرمانا ونرى فيه سببا من أسباب سقوط اعداد كبيرة من الشهداء في هذا الانفجار، ولا سيما عندما تتخلى القوى الأمنية عن مواكبة هذه الصهاريج وتركها صيدا سهلا لقطاع الطرق. ونطالب قيادة الجيش بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الاخلال بالأمن وزرع بذور الفتنة والشقاق بين ابناء عكار ولا سيما ابناء الدريب”.
ولفت إلى أن “المجتمعين رحبوا بالبيانات الصادرة عن فاعليات التليل والمرجعيات الدينية فيها التي طالبت بإلقاء القبض على أصحاب خزانات الموت وتسليمهم للعدالة ورفع الغطاء عن اي متورط، معتبرين انفسهم من ذوي الضحايا والشهداء”.
وأكد أن “خيار أهالي عكار سيبقى الدولة العادلة التي تؤمن كل حقوق مواطنيها بالتساوي، ولا سيما الحفاظ على الأمن ورفض الأمن الذاتي والتفلت الأمني”.