تجمع العلماء في رسالة الأضحى: لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الفساد والهدر

 وجه تجمع العلماء المسلمين رسالة إلى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا في عيد الأضحى تلاها رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبدالله قال فيها:
“يكتسب عيد الأضحى المبارك هذا العام أهمية استثنائية، وقد جاء بعد أعوام من الجهاد ضد المحتل الصهيوني والإرهاب التكفيري، وأمتثل رجال الله أوامر الله ولبوا نداءه واندفعوا يدافعون عن الدين باذلين الأرواح، محققين وعد الله بالنصر على عدو الإنسانية، الصهيونية وصنيعتها المتمثلة بالفكر التكفيري”.
وأضاف: “إن لبنان اليوم ينعم بالأمن والآمان لا بفضل المجتمع الدولي ولا الاستكبار العالمي ولا المنظمات الدولية، بل بسبب جهاد المقاومين الشرفاء الذين لهم وحدهم هذا العيد لما بذلوه من تضحيات ما زالت مستمرة إلى اليوم.
ولذلك عمل الاستكبار العالمي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية على فرض حرب جديدة على المقاومة هي حرب التجويع والفقر لخلق مشكلة بين المقاومة وأهلها، من جهة، ولإشغال المقاومة عن حربها الأساسية مع العدو الصهيوني للالتهاء بمعالجة المشكلة الاقتصادية والاجتماعية التي خلقها له هذا الاستكبار”.
وتابع: “إن المعاني التي يحملها عيد الأضحى كثيرة ولعل العنوان الأبرز هو ما يعنيه اسم هذا العيد وهو التضحية بأغلى ما نملك في سبيل امتثال أمر الله، فكما استعد إبراهيم للتضحية بإسماعيل امتثالا لأمر الله بذبحه، علينا أن نستعد لتقديم أغلى ما نملك امتثالا لأمر الله، وعندما يعرض لنا الشيطان لثنينا عن هذا الامتثال علينا رجمه بحجارة معنوية، كما رجمه إبراهيم بحجارة مادية عبرت عن رفضه لوسوساته، ونعلن أن آذاننا وعقولنا صماء عن أن تستمع لتحريضه، فلا ندخل في فتنة ولا نعادي أهلنا بل نعتبر أن عدونا الأوحد هو العدو الصهيوني”.
وقال: ما يدمي القلب هو أن يحجب الحج هذا العام أيضا عن القلوب الوالهة والمشتاقة لأداء هذه الفريضة المباركة وكان يمكن التعامل مع الموضوع بشكل أفضل يضمن حضور أعداد أكبر مع الحفاظ على الضوابط الصحية، ومن المؤسف أن يحتشد الناس في حفلات الطرب في السعودية وتخلو باحات المسجد الحرام من الحجاج، فحسبنا الله ونعم الوكيل”.
وأضاف: “لا ننسى ونحن نتحدث عن العيد وعن التضحية فلسطين، فلا عيد لنا وفلسطين محتلة، ولا عيد لنا والقدس يدنسها الصهاينة، ولا عيد لنا وآلة الدمار الصهيونية تقتل يوميا شبابا ونساء وأطفالا وشيوخا من شعب فلسطين، وعيدنا الحقيقي يوم نعيد لفلسطين ألقها ولأهلها فرحتهم وللمسلمين عزتهم بتحريرها من الاحتلال الصهيوني، ولا يكون ذلك إلا من خلال التضحية بالغالي والنفيس والبراءة من المشركين وأعداء الإنسانية.
لقد كان للنصر في معركة “سيف القدس” أبلغ الأثر في رفع معنويات الشعب الفلسطيني الذي جسد تعاليم الإسلام ومعاني عيد الأضحى، والذي سيكون إيذانا بقرب زوال الكيان الغاصب عن الوجود”.
وتابع: “في عيد الأضحى، نقول لأهلنا في لبنان نحن وإياكم في مركب واحد ننجو معا أو نغرق معا، فلا يحاول كل فريق منا أن يتصرف بمقعده في المركب بغض النظر عن مصلحة الفريق الآخر بل علينا أن نجذف جميعا باتجاه الوصول إلى بر الآمان، وهذا لا يكون إلا بالوحدة الوطنية والخروج من المهاترات والدعوات الطائفية والمذهبية والإسراع في تأليف حكومة وحدة وطنية تعمل على حل مشاكل الوطن”.
وقال: “انطلاقا من مفاهيم عيد الأضحى المبارك، ولكي يكون الإحياء إحياء حقيقيا، فإننا ندعوكم إلى ما يلي:
أولا: ندعوكم إلى التزام تعاليم السماء مهما كانت طائفتكم أو مذهبكم، فكل الرسالات دعت الى لمحبة والألفة والتكامل والتكافل ونهت عن التطرف، لذا فإن المطلوب هو الدعوة الى العيش المشترك ونرفض ونشجب أية دعوة للتعصب الطائفي أو المذهبي.
ثانيا: ندعو الى التمسك بخيار المقاومة باعتباره الطريق الوحيد لصون الوطن وحمايته من الأطماع الصهيونية وهو السبيل لإستكمال التحرير باسترجاع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وحماية ثرواتنا الطبيعية في مياهنا وأرضنا ونفطنا وغازنا، ونرفض الحياد بل إننا في قلب الصراع وواجبنا هو الدفاع عن أنفسنا بالقوة التي نمتلكها لا بالاستجداء من الدول الكبيرة التي تعمل لمصلحة الكيان الصهيوني.
ثالثا: ندعو فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الإسراع في إجراء الاستشارات النيابية. وندعو النواب الى اختيار شخصية من خارج نادي رؤساء الحكومات السابقين على أن يكون مستعدا لتبني الخيار الوطني وعدم الإذعان للإملاءات الخارجية.
رابعا: ندعو الدولة الى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الفساد والهدر وتوفير الحاجات الضرورية للشعب اللبناني من غذاء ودواء ومحروقات، والضرب بيد من حديد على المحتكرين واللصوص مهما علا شأنهم، وتمكين المواطنين من الافادة من مدخراتهم المحجوز عليها في البنوك ولجم الارتفاع غير الطبيعي للدولار بإزاء الليرة اللبنانية.
خامسا: ندعو المواطنين الى التزام الإرشادات التي تدعو إليها الدولة في موضوع مواجهة الكورونا، ونؤكد أن الاستهتار في إجراءات الحماية محرم شرعا.
سادسا: ندعو الى رفض الفكر المتطرف من أي جهة أتى، والتركيز على الحوار سبيلا وحيدا للوصول إلى القواسم المشتركة التي نحمي بها الوطن ونصون استقلاله.
سابعا: ندعو علماء الدين الإسلامي الى توجيه المؤمنين نحو الوحدة الإسلامية ونبذ الفتنة والتمسك بأهداف الدين الحنيف، وكذلك الدعوة الى الوحدة الوطنية سبيلا وحيدا لحماية الوطن والعيش الكريم.
ثامنا: ندعو علماء الدين الإسلامي الى محاربة الفكر التكفيري الظلامي وتبيان حقيقة الدين الإسلامي المحمدي الأصيل كدين يدعو الى المحبة والإلفة”.
وختم: “إن الإسلام هو دين الرحمة والتضحية والمحبة وليس دين القتل، أما الجهاد فهو فرض علينا نحارب من خلاله من يحاربنا ولا نعتدي، وندفع الأذى عنا ولا نفتري، ونصون إرادتنا واستقلالنا ولا نهيمن. إن الإسلام دعوة عالمية هدفها ربط الإنسان بالخالق الذي نظم حياتنا في الدنيا لخيرنا وسعادتنا فمن تقبل بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رفض وأبى فله دينه ولنا ديننا ولا يضر ذلك بنا شيئا.، إنما أردنا أن يفتح الله قلبه للإيمان من خلال دعوتنا لأنه “نظير لنا في الخلق” ولأن الناس كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله”. وكل عام وأنتم بخير.


مواضيع ذات صلة:

Post Author: SafirAlChamal