الفوعاني: للاقلاع عن الشعبوية والعودة الى التلاقي

أحيت حركة امل – اقليم البقاع، يوم الخامس من تموز، باحتفال حاشد في موقع انفجار عين البنية، حيث أزيح الستار عن النصب التذكاري لشهداء المنطقة، في حضور وزير الزراعة والثقافة في حكومة تصريف الاعمال عباس مرتضى، النائبين غازي زعيتر وعلي بزي، الوزير السابق حسن اللقيس، رئيس الهيئة التنفيذية في الحركة مصطفى الفوعاني، مسؤول اقليم البقاع أسعد جعفر، عضو الهيئة التنفيذية بسام طليس، أعضاء المكتب السياسي محمد الجباوي وعلي رحال، ممثل عن السفير الفلسطيني وحركة فتح، رئيس بلدية بريتال علي طليس وفاعليات.
وألقى الفوعاني كلمة الحركة رأى فيها أن “يوم شهيد أمل هو يوم كتب تاريخ لبنان الحديث والمقاوم بأحرف من عز وكرامة وبذل وتضحية، حيث كانت الانطلاقة التي عمدت بدماء الشهداء وأنين الجرحى في عين الوطن في عين البنية، وكانت المقاومة التي دعا إليها الامام القائد السيد موسى الصدر بعد أن كانت الدولة آنذاك غائبة ولا تؤدي دورها في حماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية اليومية والمتكررة على الجنوب، فما كان من الامام موسى الصدر إلا أن أقام المهرجانات وأبرزها مهرجان القسم في بعلبك عام 1974 وفي صور، ويدعو إلى أنصاف المحرومين وإلى التدريب وحمل السلاح لمواجهة العدو الاسرائيلي الطامع بمياهنا وأرضنا وثرواتنا، وأعظم ثروة في لبنان إنسانه وعيشه المشترك ووحدته الداخلية، وهو الذي قطع اعتصامه الذي بدأه في أواخر حزيران عام 1975 ليتجه الى البقاع حافظا قيم العيش الواحد، وفي 5 تموز دوى انفجار لغم الحياة ليرسم معالم الوطن الحقيقية من هنا”.
وأضاف: “كل ما ننعم به من انتصار على العدو الإسرائيلي كان بفضل هذه المقاومة التي أسسها وأرسى قواعدها الامام القائد السيد موسى الصدر وعندما وقع لغم الحياة منفجرا ارتفعت قامات شهدائنا إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر وخط شهيد أمل وجريح أمل بدمائه الطاهرة: (كونوا مؤمنين حسينيين)”.
ولفت الى أنه “بفضل هذه المقاومة وبفضل تضحيات وعظمة الشهداء الذين قدموا أرواحهم وأغلى ما يملكون من أجل وحدة هذا الوطن انتصرنا وكان النصر تلو النصر، فلا يشككنَّ بعض مراهقي السياسة وبعض من لا يزال يحبو ان ينال من هذه الحركة وتاريخها المشرق، ولتصمت أبواق الفتنة التي ما برحت تستهدف قيادة الحركة لهؤلاء ولغيرهم نؤكد: حركة أمل أسقطت مشاريع الاحتلال والتطبيع والفدراليات ستبقى عند أقدام مجاهديها كل المحاولات اليائسة للنيل من حضورنا الذي يشع كرامة وشهادة ونهجا صدريا”.
وقال:”ان الامام القائد السيد الصدر أراد لهذا الوطن ان يكون بوتقة حضارية ليس في لبنان فحسب وليس في المنطقة العربية والإسلامية بل أراد لبنان ان يكون بوتقة حضارية إنسانيه شاملة، كان لا بد من أن يكون هنالك درب لبناء الإنسان ولبناء هذا الوطن، فكان الامام موسى الصدر حريصا أشد الحرص على ان يتخذ من سلوك الامام الحسين منهجا وان يكون هذا السلوك فعلا لا ان يكتفي فقط بالنظريات، فكانت البداية والانطلاقة من هنا، وكان المبتدأ الأول والخبر الأول، وكان التاريخ يكتب صفحاته بمداد شهيد امل”.
واعتبر الفوعاني أن “لبنان يمر بأصعب مراحله واذلال الناس وإفقارهم وتجويعهم بات مشهدا يتكرر مع طلعة كل صباح، فالناس ضاقت ذرعا من اللامسؤولية عند البعض ممن يرون الوطن يحترق، غير آبهين الا بالمصلحة الضيقة وبتحقيق المكاسب على حساب وجع الناس”، لافتا الى “أن طوابير الذل أمام محطات الوقود والغلاء الفاحش وانقطاع الدواء وصعوبة الاستشفاء اذا لم يعالج بمسؤولية، فالانفجار الاجتماعي بات وشيكا، والامور بدأت تتفلت، وعلى الحكام ان يعدلوا قبل ضياع الوطن”.
ونبه من “خطورة ما آلت اليه الامور في المؤسسات الاستشفائية وقد نغرق، فكفى استهتارا، وحذار الضغط أكثر على الناس والعبث بصحتهم”.
وأكد ان “المجلس النيابي يقوم بدور تشريعي يعوض غياب المؤسسات الاخرى، وهناك سعي جدي الى التخفيف من الازمة الاجتماعية والاقتصادي عبر اقرار عدد من القوانين ذات صلة بالمواطن”، مشددا على الانحياز التام للناس، داعيا البعض الى “الاقلاع عن الشعبوية التي لا طائل منها والعودة للتلاقي وفتح قنوات حوار لنوقف الانهيار وننطلق بخطة إصلاح حقيقية”.
وختم الفوعاني مؤكدا “الالتزام بخط ونهج شهدائنا من أجل إنساننا، ونؤكد انه كما انتصرنا على كل من تربص بنا شرا وعدوانا سننتصر على من يريد إذلالنا وإفقارنا وتجويعنا”، معاهدا الشهداء والجرحى أن “تبقى حركة أمل افواج مقاومة على تخوم الوطن، وفي الداخل صوت حوار ونقاش، مع انحياز تام لانساننا المحروم والمعذب”.
ثم اقيم مجلس عزاء حسيني في موقع الانفجار.


مواضيع ذات صلة:

Post Author: SafirAlChamal