نصَبَ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد أمس ″قبة حديدية″ لاعتراض ″صواريخ″ جبران باسيل الطائفية لمنعها من دخول المجال اللبناني والتسبب بـ″فتنة″ بات واضحا أنه يفتش عنها ويعمل لها، لدعم معاركه الشخصية من الحصول على الثلث الحكومي المعطل، الى ضرب إتفاق الطائف، وصولا الى رئاسة الجمهورية.
استبق الراعي اطلالة باسيل التلفزيونية، فأكد في عظته اننا “لا نشكو من قلة الصلاحيات بل نشكو من قلة المسؤولية”، وذلك في اشارة واضحة الى “التعطيل البرتقالي” الممنهج لتشكيل الحكومة، والذي بدا واضحا في كلام باسيل الذي قطع كل الطرقات امام عملية التأليف ورفع السواتر السياسية بينه وبين اكثرية المعنيين بها، وفي إشارة أيضا الى انعدام المسؤولية الوطنية والذي تجسد بتجاوز ازمات الكهرباء والمحروقات والادوية والاستشفاء والغذاء وحليب الاطفال والبطالة والجوع والفقر والتهديد الوجودي لكل اللبنانيين، والتفتيش عن مكاسب سياسية تحت شعار “حقوق المسيحيين والصلاحيات ووحدة المعايير والميثاقية، فضلا عن نغمة جديدة وهي رفع التحدي لعدم العودة الى ما قبل العام 2005”.
كان الرد البطريركي الاستباقي مدويا، كونه جاء من أعلى مرجعية مسيحية ـ مارونية عبّرت بشكل أو بآخر عن أن الأولوية المطلقة هي لانقاذ اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، وليس الوقت لمعارك “طواحين الهواء” التي تؤكد حجم التخبط الذي يرخي بثقله على باسيل سواء ضمن تياره أو في الشارع المسيحي الذي حاول إستثارة عصبياته، لكن الراعي سبقه وأفسد عليه التجييش الطائفي الذي سرعان ما إستبدله باسيل بإشعال جبهة القوات اللبنانية في سلوك شعبوي بات يلجأ إليه كلما أراد الهروب الى الامام.
بدا الارباك واضحا على باسيل، ما أوقعه في سلسلة تناقضات، كان أبرزها رفضه صيغة (الـ3 ثمانيات) كونها تعطي المسلمين أفضلية تسمية 16 وزيرا مقابل 8 للمسيحيين وتؤسس لمثالثة مقنعة، وإنتقاده حصول الشيعة على وزارة المالية، وإيحائه بأن المسلمين يصادرون صلاحيات المسيحيين ويريدون إعادتهم الى ما قبل العام 2005، وهجومه العنيف على مبادرة الرئيس نبيه بري، ثم بعد ذلك تفويض أمره وأمر من يمثل الى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي كان قدم خارطة طريق واضحة للمعنيين بعملية التأليف، تتضمن لقاءات مطولة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري الى حين تبلور إتفاق على تشكيل الحكومة، أو الاستعانة بصديق هو الرئيس نبيه بري القادر على تدوير الزوايا، لكن باسيل أخرج معاون بري النائب علي حسن خليل في اللقاء الثالث معه عن طوره بفعل رفضه كل الطروحات ما يؤكد أنه يفتش عن مكاسبه الشخصية تتعارض مع كل المبادرات المطروحة.
تقول مصادر سياسية مطلعة: إن إستعانة باسيل بصديق هو السيد حسن نصرالله تنطوي على رسالة عتب كبرى لا تخلو من الانتقاد لحزب الله الذي من المفترض برأي باسيل أن يقف الى جانبه في معركته كونه مستهدف، وذلك تجسيدا لتفاهم مار مخايل، لكن الحزب آثر الوقوف على الحياد.
وتؤكد هذه المصادر أن باسيل أخطأ في أسلوب وطريقة التعاطي مع السيد نصرالله الذي لا يمكن أن يقف الى جانبه على حساب الرئيس نبيه بري، ولعل الصمت الذي ساد في صفوف حزب الله أمس دليل واضح على الانزعاج من باسيل، خصوصا أن مواقف سابقة صدرت عن نواب الحزب تؤكد أن مبادرة الرئيس بري هي المدخل الأساس لتشكيل الحكومة.
مواضيع ذات صلة: