رسائل رئاسية.. أم كيدية شخصية؟… رغيد الأدهمي

لبنان الغارق في الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تتفاقم يوما بعد يوم، يواجه اليوم تقييم وتحليل وتذليل عواقب الرسائل المتبادلة التي تتحول من كونها رسائل رئاسية الى كيدية شخصية تتمثل في العقم القائم حول أي توافق محتمل لتشكيل الحكومة الجديدة.

فرئيس الجمهورية محاط بمستشارين متمرسين في خوض المعارك البعيدة عن مصلحة المواطن، ورئيس الحكومة المكلف محكوم بالرد على هذه الرسائل وتسجيل أهداف لا تحرز أي تقدم، انما تثبت حالة العقم البعيدة كل البعد عن إنتاج حل يخرج البلد من الحالة الكارثية التي وصل اليها داخلياً وخارجياً.

يخسر رئيس الجمهورية يوما بعد يوم أيامًا اضافية من عهده (الاصلاحي) كما يخسر رئيس الحكومة المكلف الفرصة تلو الأخرى في الحصول على أي دعم خارجي مرتجى.

ماذا بعد؟

كيف يأتي الانقاذ، هل بالمزيد من التعنت والمكابرة أم في التنازل والوضوح والشفافية في المعالجة.

لم يعد التلاقي بين الرئيسين ممكنا ولم يعد التوافق التحاصصي ممكنا أيضاً مع الاشارة الى ان التوافق التحاصصي لم ولن يكون لمصلحة الوطن والمواطن انما هو دائما لمصلحة توزيع المغانم على الافرقاء وقد يكون افلاس البلد والخزينة سببا اضافيا لعدم حصول المحاصصة اذ لم يعد هناك شيء يُحاصص عليه.

لا ثقة ولا أمل وان وجد، فهو لا شك انه ضعيف جداً ومن المستحيل تحقيقه في ظل الظروف الحالية.

هل يكفي تشكيل حكومة ان شكلت لحل الأزمة أم أن هناك برنامج متكامل مطلوب الاتفاق عليه.

برنامج يضع جانبا كل اشكال الكيدية والتعنت ويرفع اليد عن القضاء ويعطي صلاحيات استثنائية لأخصائيين حقيقيين ناجحين قادرين على وضع البلد على الطريق الصحيح.

برنامج اقل ما يراد منه ان يكون انقلابيا على الحالة الفاسدة المستشرية والمتعددة الجوانب يعيد تدريجيا ثقة الخارج بلبنان ويعيد ثقة المغترب اللبناني ببلده ويضع اليد على الجرح الحقيقي ويخلص بالتالي الى التشخيص المطلوب والمباشرة في التنفيذ.

لا شك في ان الاستمرار بهذا النهج الذي يعطي المسؤولين عن الانهيار فرصة الهروب الى الأمام وتقاذف التهم لن يصل بالبلد الا للمزيد من الأزمات بحيث يصبح الحل مستحيلا ويقضي بالتالي على أي أمل بالإنقاذ.

فهل يترفع رئيس الجمهورية عن ممارسة هذه الكيدية ويكف يد مستشاريه وفريقه عن المضي في هذا النهج؟، هل هو على استعداد لتقديم مصلحة الجمهورية على مصلحته إفساح المجال للانقاذ والعدالة الإجتماعية؟، وهل رئيس الحكومة المكلف مستعد لأن يجري مراجعة شاملة تمكنه من طرح برنامج انقاذي متقدم قوامه عمل تنفيذي ممنهج ومنتج، أم أن على اللبنانيين إنتظار معجزة الهية تخلصهم من البلاء الذي حل بهم؟!.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal