عقدت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين جلسة برئاسة النائب ياسين جابر، وحضور النواب: ميشال موسى، نهاد المشنوق، غازي زعيتر، علي بزي، قاسم هاشم، عدنان طرابلسي، فريد البستاني، فؤاد مخزومي، ابراهيم عازار، جورج عقيص، جهاد الصمد، حسن عز الدين، وفيصل الصايغ. وحضر عن وزارة الخارجية السفير غادي خوري والملحق الديبلوماسي انطوان حريكي.
اثر الجلسة، قال رئيس اللجنة النائب جابر: “عقدت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين اجتماعا خاصا من اجل البحث في اعتداءات العدو الاسرائيلي غير الانسانية في فلسطين المحتلة. وفي الوقت نفسه، طرأ موضوع جديد بحثته اللجنة هو ما تحدث به وزير الخارجية”.
وأضاف: “القضية الفلسطينية ليست قضية جديدة، ولكن ما نشهده اليوم من اين انطلقت الاحداث الحالية؟ من تفاقم وضع التطهير العنصري الذي يجري في فلسطين، وهو مؤسف جدا وجريمة متمادية. ان التطهير العنصري في فلسطين أصبح مقوننا. يعني هناك قوانين صدرت سمحت للمستوطنين بمصادرة املاك الفلسطينيين في المدن الفلسطينية، وخصوصا في الضفة الغربية. واكثر من ذلك تمادي المستوطنين في الاعتداء على المقدسات الاسلامية. يعني ما حدث المسجد الاقصى والمستغرب والمستهجن أنهم لم يجدوا وقتا انسب من شهر رمضان للاعتداء ومحاولة الدخول بالعنف الى المسجد الاقصى! هذا كله كان مستنكرا ومدانا، وهو شرارة انطلاق ما يحدث اليوم”.
وتابع: “للاسف الشديد، الاعتداءات الاجرامية التي يقوم بها العدو الاسرائيلي على غزة وتدمير بنى تحتية متعمد. حسبما قرأنا أمس تم الاعتداء على 110 اهداف كلها بنى تحتية، والاعتداءات الاجرامية تسنهدف المدنيين والاطفال والمباني السكنية. كلها جرائم يندى لها الجبين. دائما نسمع عن حقوق الانسان، وكل ما يتحدث به العالم ان كل دولة تصدر قوانين لحماية حقوق الانسان. وبالنسبة الى اسرائيل كأنها مستثناة من ضرورة ان يكون هناك حقوق انسان. الفلسطيني منفي في وطنه وارضه. الشعب اللبناني ولبنان هم اكثر من يشعر اليوم بأن ما يمر به اهلنا في غزة وفلسطين سبق لنا ان عانينا الاحتلال وتعرضنا لاعتداءات اجرامية عبر السنوات الماضية واخرها حرب تموز 2006 التي هدمت مناطق كبرى من بيروت ولبنان. فاللجنة متضامنة بكل اعضائها وبمن تمثل من كتل نيابية مع الشعب الفلسطيني في محنته. وهناك طبعا موقف موحد لادانة اسرائيل والاجرام الاسرائيلي والمطالبة بان يقوم المجتمع الدولي: الامم المتحدة والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي، وكل من يستطيع ان يفعل شيئا، بان يتحرك، والحل الاساسي المطلوب هو وقف هذه الحرب الاجرامية وعملية الاستيطان التي تجري والعمل جديا لايجاد حل سياسي عبر المبادرة التي صدرت عن القمة العربية في بيروت، والتي تطالب بانشاء دولة فلسطينية. حل الدولتين هو الحل الوحيد الي يمكن ان يعيد الى الفلسطينيين بعض حقوقهم، والذي يجب ألا يتأخر العمل عليه. وقد تكون هناك بارقة امل ان الادارة الاميركية الجديدة ترفع شعار العودة الى حل الدولتين، ونأمل ان يصبح هناك اجماع دولي على هذا الموضوع”.
وقال: “بالنسبة الى ما صدر عن وزير الخارجية حيال الدول العربية الشقيقة، نحن نرحب بالبيان الصادر عن رئاسة الجمهورية وبالموقف الذي اعلن عن عدم تمثيله رئاسة الجمهورية ولبنان، وايضا اللجنة بكل اعضائها متضامنة تستنكر هذا الكلام. نحن اليوم في العالم العربي بأمس الحاجة الى التضامن، ولبنان دولة مواجهة ومعرض في أي لحظة لخطر اعتداءات اسرائيلية وهو في حاجة الى كل العالم العربي لان يكون الى جانبه. اضافة الى هذا الخطر، لبنان يعاني اليوم انهيارا ماليا واقتصاديا، وفي حاجة الى اشقائه العرب. نحن نرى اليوم ان هناك مصالحات عربية حتى اقليمية، وانفتاح دول على بعضها البعض، والجميع يفتح صفحات جديدة لبناء علاقات، نستغرب موقف وزير خارجية لبنان، وهو اصدر بيانا عبر فيه أنه لم يكن يقصد. اعتقد اننا يجب ان نكون حرصاء على علاقاتنا العربية والاقليمية والدولية. لبنان، كما قلت، في حاجة الى تضامن الجميع لدعمه في محنته التي يمر بها. ويجب الا ننسى ابدا ان احد شرايين الحياة المالية والاقتصادية للبنان هو هؤلاء اللبنانيون الذين يعملون في الدول الشقيقة والصديقة. لذلك على لبنان ان يتعامل بديبلوماسية عالية وبحرص شديد على ابقاء افضل العلاقات مع كل اصدقائه واشقائه حتى يستطيع ان يحصل على دعم هذه الدول وان يبقي علاقاته جيدة مع الجميع”.