بأي حال عدت يا عيد… حرمونا الفرحة!… عزام .غ. ريفي

لطالما كان يخيّم على العيد جوا من الفرح والأمل والسلام الداخلي، فتظهر السعادة على وجه الناس حتى ولو لم يعبروا عنها، خصوصاً بعد شهر فيه من جدّ الصيام والقيام والعبادة الشيء الكثير، لكن هذه المرة جاء العيد مرتدياً عباءة سوداء، حزينا، شاحبا، فهو لم يعد سعيداً كما كان، بل أصبح كئيباً وربما قاسياً ويشكل عبئاً على السواد الأعظم في ظل الظروف الصعبة التي ترخي بظلالها المأساوية على البلاد والعباد، فبأي حال عدت يا عيد؟.

غاب طعم العيد وغابت أفراحه وألوانه، بفعل معاناة غير مسبوقة تهيمن على اللبنانيين الذين باتوا يعيشون تحت خط الفقر، بينما تعيش بعضها على المساعدات والاعاشات، ولا تجد عائلات أخرى ما يسد رمقها.

كم من عائلة عجزت في هذا العيد عن رسم البسمة على وجوه أطفالها، بشراء الثياب التي تكاد تضرب رقما قياسيا في الغلاء الفاحش لأسعارها، حيث يتراوح سعر أي قطعة مهما كانت من ثياب وأحذية وخلافه بين 150 الى 250 ألف ليرة أي ما يعادل أكثر من ثلث الحد الأدنى للأجور.

كيف للعيد أن يكون مع كل هذا الكم من الذل والقهر والفقر؟ وكيف للعيد أن يأتي في ظل هذا  التراجع المخيف للقدرة الشرائية للفرد الى حدود العدم، تزامناً مع ارتفاع سعر صرف الدولار والتهويل اليومي برفع الدعم وإستباق ذلك بالاحتكار المجرم وبرفع جنوني للأسعار؟، وكيف للناس أن تعيش فرحة العيد و”بوم” السياسة ينهعقون يوميا بالويل والثبور وعظائم الأمور؟، وكيف للعيد أن يكون وخزانات السيارات خالية من البنزين إلا لمن عاش ذل إنتظار الساعات الطويلة على أبواب المحطات للحصول على كمية قليلة بعشرين ألف ليرة.

بأي حال عدت يا عيد، والناس أسرى منازلها بقرار منع التجول “الهمايوني” الذي لا يسمن ولا يغني من حماية، ما يزيد الهم على قلوب المواطنين الذين لن يستطيعوا الخروج أقله للتمويه فيما الدولة تمعن في كل تصرفاتها وسلوكها وقراراتها على إلحاق الضرر بهم ما يجعل كورونا أهون الشرور. علما أن هذه الدولة أثبتت فشلا ذريعا بتنفيذ قرار منع التجول بعد التاسعة والنصف ليلا في رمضان حيث كان الدرك ينظمون حركة السير في بعض المناطق بسبب الزحمة الخانقة، بدل أن يسهروا على تطبيق القرار.

لم ينس اللبنانيون ما إقترفته أيدي السلطة الحاكمة بحقهم، ويكفي أنها قتلتهم في بيروت، وسرقت أموالهم، ونهبت مقدراتهم، وأغلقت مؤسساتهم وأفقرتهم، ورفعت من معدل البطالة، وحرمتهم الفرح والأمل والمستقبل، وهي اليوم تقودهم بخطى ثابتة الى جهنم أو تسعى الى جعلهم كبش فداء لفشلها أو ربما تواطئها، ما يجعل العيد مستحيلا مع هكذا طلقة سياسي..


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal