حياد لبنان.. خيار استراتيجي بين نقيضين (3)… صبحي عبدالوهاب

تنشر ″سفير الشمال″ على حلقات كل يوم ثلاثاء دراسة حول طرح ″الحياد″ أعدها الباحث صبحي عبدالوهاب، وفيما يلي الحلقة الثالثة..

في مرحلة لاحقة أوضح البطريرك الراعي قائلاً: “نحن لسنا ضد حزب الله لكننا نريد أن نعيش سوية بمساواة وببناء مجتمعنا اللبناني ولا حل إلا باخراج لبنان من هذه الأحلاف السياسية والعسكرية مع أي دولة ويكون لبنان بذلك دولة حيادية فاعلة ومفيدة من أجل السلام والإستقرار وحقوق الشعوب.

هذا ما نحن نعمل من أجله فكانت ردة الفعل العارمة في لبنان وكأنهم وجدوا باباً للخلاص لهذه الأزمات التي نعيشها. وتناول الراعي الآلية التي يجب إتباعها من أجل هكذا حياد؟ فاشار أولا نحن نستمر في بحث هذا الموضوع مع القيادات اللبنانية والشعب اللبناني ثم مع سفراء الدول، ثم مع الكرسي الرسولي، حتى يصل هذا الأمر الى الأمم المتحدة دولة أو دولتين أو أكثر من الدول التي تشكل مجلس الأمن، الدول الستة. يكفي أن دولة واحدة أم إثنتين تقدم إقتراحا الى الأمين العام مع لبنان ليكون لنا نظام الحياد الايجابي والفاعل.

الأمين العام يطرح على التصويت. وهذه هي الآلية داخلية وإقليمية ودولية. ونحن نعول على دور الكرسي الرسولي الفاعل في هذا الموضوع. نحن ننادي بالحياد ولن نتراجع عنه لأنه خير للجميع والحياد ليس مشروعاً سياسياً بل عودة الى الجذور والهوية والثقافة اللبنانية، وهذه الدعوة هي فعل محبة من بطريرك الى كل اللبنانيين.

وفي كلمته خلال ختام الجولة الإفتتاحية للمواقع الدينيّة الأثرية الأربعة في منطقة جبّة بشري يوم الجمعة الواقع فيه 17 تموز 2020 لفت الراعي الى أن في هذا الوادي مع النساك كانت تختمر بالصلاة والتضحيات فلسفة وفكرة الكيان اللبناني حتى ولد في أول أيلول من العام 1920 فكان هذا الوطن مميزاً عن جميع بلدان المنطقة حتى قال عنه القديس البابا يوحنا بولس الثاني إنه نموذج للشرق والغرب وهذه مسؤولية في أعناقنا، نعم هذا اللبنان النموذج اليوم تأملنا فيه. وأود أن أشكركم عليه ومن دون حسابات هذا الإحتفال في هذه المواقع متناسب مع عيد القديسة مارينا وهذا يعني أن ما صنعتم من خلال هذه المواقع الأربعة التي زرناها أعدتم الحياة الى جذورنا وتاريخنا ومعنى وجودنا وهذا اليوم شكل رياضة روحية وطنية عميقة بدأناه في الوادي المقدس مع البطاركة وأكملناه مع النساك ومع كل الذين سبقونا من الأجداد الذين عاشوا على هذه الأرض المعطاء، نعم هذه الأرض هي أرض الحرية والكرامة والإستقلالية ،هذه هي القيم التي عاش من أجلها بطاركتنا في عمق الوادي وكأنهم سجناء لكي يحيا هذا الكيان اللبناني.

وإعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في لقاء حواري معه في جامعة الروح القدس “الكسليك” حول الحياد بدعوة من أكاديمية بشير الجميل “ان الرئيس الشهيد بشير الجميل “شهيد حياد لبنان” لأنه كان ينادي بالدولة اللبنانية الحرّة وتوحيد الجيش اللبناني ووضع حد لكل الميليشيات ما يعطي للبنان دوره ورسالته” لافتاً الى ان “الحياد لم يولد نتيجة مبادرة من البطريرك او من الصرح في بكركي وانما هو الكيان اللبناني الذي نستعيده، وما يؤكد ذلك ردود الفعل القوية التي اظهرت وكأن اللبنانيين الذين احسوا بضياع هويتهم عادوا وعثروا عليها. ووثيقة الحياد هذه وضعت في متناول الراي العام اللبناني ليطلع اكثر على المعنى الحقيقي للحياد واهميته ونتيجته. وفي هذا السياق سلّمنا كافة السفراء الذين التقيناهم هذه الوثيقة وهم جميعا من عرب وغربيين ابدوا حماسة لموضوع حياد لبنان نظرا لقيمة هذا الوطن.”  

وتابع: “الحياد في لبنان هو مبدأ وقاعدة ومصير. انه مبدأ لأنه يشكل ركيزة للميثاق الوطني أي لا شرق ولا غرب اي استقلال تام عن كل الدول لا وصاية ولا حماية ولا امتياز ولا مركز ارتكاز كما قال الرئيس بشارة الخوري في العام 1945. لبنان متساو مع باقي الدول وغير تابع لأي منها.

بدوره اكد رئيس الحكومة رياض الصلح على حياد لبنان عندما قال نحن نريد لبنان سيدا عزيزا حراً لا ممرا ولا مقرا. والحياد هو قاعدة ايضا بسبب سياسته ونهجه وايديولوجيته السياسية، كما انه المصير ذلك ان خلاص ومستقبل لبنان المشرق يتأمن من خلاله. انه ضرورة وطنية ليستمر لبنان وهذا ما عايشناه منذ الـ 1920 وحتى 1989 وكذلك بعد اتفاق القاهرة 1969 الذي تسبب بالإجتياح الإسرائيلي عام 1982 والدخول السوري ونشوء الميليشيات والحرب الاهلية والتي مع بدايتها ظهر نجم بشير الجميل الذي اراد اعادة الوضع الى ما كان عليه”.  


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal