آمالٌ ضئيلة بولادة الحكومة اليوم والإحتمالات مفتوحة… عبد الكافي الصمد

يصعد الرئيس سعد الحريري اليوم إلى قصر بعبدا، لعقد لقاء متفق عليه ومعلن عنه مسبقاً مع رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي كان التقاه يوم الخميس الماضي، بهدف تذليل ما أمكن من عقبات لتسهيل ولادة الحكومة العتيدة، التي يصادف اليوم مرور 5 أشهر بالتمام والكمال على تكليف الحريري تشكيلها في 22 تشرين الأول من العام الماضي.

إحتمال صعود الدّخان الأبيض اليوم من قصر بعبدا يبدو ضئيلاً جدّاً، لأنّ شيئاً لم يتغيّر بما يتعلق بتمسّك كلّ طرف بمواقفه ومطالبه المتعلقة بتأليف الحكومة، سواء لجهة العدد أو الأسماء أو الحقائب أو الحصص، وهي عقد لم يتم معالجة أيّ منها منذ اليوم الأول لتكليف الحريري، وخلال 17 لقاء عقدهم الرئيس المُكلّف مع عون لهذه الغاية، وبالتالي من غير الممكن معالجة كلّ العقد في لقاء واحد، بسبب غياب أيّ بوادر إيجابية داخلية، كما أنّ كلمة السرّ الخارجية لم تأتِ بعد، فضلاً عن أنّ السجال بين الرئيسين الأسبوع الماضي يحتاج إلى وقت، ليس بالقليل، لنسيانه وتجاوز تداعياته.

إزاء ذلك تتشعب إحتمالات ما يمكن أن ينتج عن لقاء غد ومصيره في أكثر من اتجاه، لعل أبرزها هو التالي:

أولاً: برغم أنّ لقاء اليوم قد أعلن الحريري عن عقده بعد لقائه الأخير مع عون، فإن احتمالات إرجاء عقد اللقاء بانتظار مزيد من المشاورات يبقى احتمالاً قائماً، برغم ما سينتج عن ذلك التأجيل، إذا حصل، من إرتدادات سلبية، سياسية ومالية.

ثانياً: يبدو احتمال عقد اللقاء الـ18 بين الرئيسين هو المرجّح، لكن احتمال التفاهم بينهما على تشكيلة الحكومة المنتظرة يبدو مستبعداً، برغم الإتصالات واللقاءات البعيدة عن الأنظار التي ستبقى قائمة حتى موعد عقد اللقاء، لأنّ وجهات النّظر بينهما حول شكل الحكومة المقبلة ما تزال متعارضة جدّاً، وعليه سيبدو منطقياً أن يخرج الحريري ليقول إنّ المشاورات مستمرة، وأنّ هناك تقدّماً يحصل في عدد من النقاط، ومعلناً عن عقد لقاء آخر، سيكون الـ19، سيحدد موعده في حينه، في خطوة ستبدو وكأنّها محاولة جديدة لإنقاذ المشاورات والإتصالات من الفشل.

ثالثاً: جاءت زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، أول من أمس السبت، إلى قصر بعبدا لترسم قواعد جديدة لتأليف الحكومة، بعد إعلانه أنّه ليس لديه “ايّ مطلب درزي”، ما يفتح المجال أمام تجاوز عدد أعضاء الحكومة من 18 إلى 20، وهو أمر يرفضه الحريري بشدّة، مقابل تمسك عون به، كما أنّ زيارة جنبلاط إلى بعبدا جاءت من غير علم الحريري بها، وشكّلت مفاجأة له قام بها حليفه، ستجعله في موقف ضعيف أمام عون، خصوصاً أنّ تمسكه بحكومة الـ18 كانت أساساً كرمى لجنبلاط. رابعاً: هل يعتذر الحريري عن تأليف الحكومة ويفتح المجال أمام سواه؟ يبقى هذا الإحتمال قائماً إذا تعذّر عليه التفاهم مع عون، سواء اليوم أو لاحقاً؛ لكنّ هذا الإعتذار، الذي نفى الحريري دائماً إمكانية حصوله، بلا التفاهم مسبقاً ومعه على بديل سواه، سيؤدي إلى نشوب أزمة سياسية جديدة في البلد الذي يترنّح في قعر هاوية أزمات لا تعدّ ولا تحصى.


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal