شهران على الإنهيار: هل فات أوان الإنقاذ؟… عبد الكافي الصمد

أربعة تصريحات تداولتها وسائل الإعلام في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، كانت كافية لإبداء قلق وخوف كبيرين في نفوس اللبنانيين وعقولهم، خشية ما ينتظرهم في المرحلة المقبلة، التي بات هناك شبه اتفاق بين المراقبين حولها، وبأنّ الأسوأ لم يأتِ بعد على اللبنانيين، الذين تنتظرهم أيّاماً أكثر سواداً ممّا هي عليه اليوم.

التصريح الأوّل أدلى به وزير الخارجية الفرنسي جان أيف لودريان، الذي وجّه فيه كلاماً إنتقادياً قاسياً للطبقة السّياسية الحاكمة في لبنان، ودعوته لهم للتحرّك “قبل فوات الأوان”، محذّراً من “الإنهيار الكارثي” الذي ينتظر لبنان”، وأنّ “الوقت ينفد” قبل أن ينقذ البلد من خطر “إختفائه عن الخارطة”، كما كان حذّر في تصريح سابق.

وفي حين نقلت وسائل إعلام فرنسية عن رئيس الديبلوماسية في بلادها قوله إنّ الوقت الذي حذّر من نفاده لإنقاذ لبنان من الإنهيار قد “حدّده بشهرين”، ما يؤشّر إلى أنّ الفترة القليلة المقبلة بالغة الخطورة والدقّة، سار على منواله القائم بأعمال السّفارة البريطانية في بيروت مارتن لنغدن، الذي سأل: “إلى أي مدى يجب أن يسقط لبنان، قبل أن تتحمّل قياداته المسؤولية وتشكيل حكومة إصلاحية قادرة على وقف الإنحدار المتهوّر للبلاد؟”، وتحذيره من أنّ “الوقت المتبقّي للإنقاذ ينفد بسرعة”.

أمّا التصريح الثالث فكان للنائب جميل السيد، الذي حذّر فيه إنطلاقاً من خلفيته وخبرته الأمنية، من أن تشهد الإحتجاجات وقطع الطرقات في الشّوارع شرارة فتنة حرب أهلية مقبلة، داعياً الجيش اللبناني إلى “التنبّه” والحذر من مسألة قطع الطرقات، بإشارته إلى أنّ “السُنّي والشّيعي والدرزي والمسيحي يقطعون الأوتوسترادات على الآخرين المارّين في مناطقهم، أمّا الطرقات الداخلية فتبقى مفتوحة لأبناء الطائفة، وممنوع على حدا “غريب” أن يقطع الطريق لدى طائفة أخرى”، قبل أن يدقّ ناقوس الخطر بقوله إنّ “لعبة الدم تنتظر أن يفقد أحد المارّين أعصابه، وتكون شرارة الفتنة. إنتبهوا”.

التصريح الرّابع لا يتعلق بشخص واحد أو جهة واحدة، بل بمجموعة تعليقات وتحليلات لمراقبين وصحافيين لبنانيين، تقاطعت مواقفهم ورؤاهم حول خطورة الوضع الحالي في لبنان، والوضع الأكثر خطورة الذي ينتظره.

وتتركز مواقفهم حول أنّه “إذا كان اللبنانيون يعتبرون أن الذي يعيشونه هو أسوأ وضع، فمن المؤسف القول لهم إنّ حفلة الجنون لم تبدأ بعد”، إضافة إلى التحذير من أنّه “إذا استمر التدهور والتحللّ في لبنان على هذا المنوال فإن البلاد يحتمل أن لا تبقى موجودة على الخارطة بين 4 ـ 6 سنوات على الأكثر”، وأنّ لبنان “يسير بخطى سريعة ليكون دولة فاشلة على غرار الصومال”، محذرين من أن “ساعة الحقيقة القاتلة ستكون عندما تعجز الدولة والمصرف المركزي عن دعم المحروقات والسّلع الغذائية الرئيسية بسبب الإفلاس المالي الذي تقترب ملامحه أكثر فأكثر كلّ يوم”، ما “يعطي إنطباعاً أنّ أيّاماً سوداء تنتظر اللبنانيين، وهي بدأت ـ للأسف ـ تدقّ أبوابهم بقوّة”.


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal