أقل ما يقال عن المسؤولين من كبيرهم الى صغيرهم.. يا عيب الشوم..
يا عيب الشوم على كل من اوصلنا الى الحالة التي وصلنا اليها.
يا عيب الشوم على من باع واشترى ولا يزال يتاجر بالوطن والمواطن.
يقال إن الشكوى لغير الله مذلة، لكننا نُذل كل يوم امام المستشفيات والمصارف والسوبرماركات والصيدليات.. نُذل امام اطفالنا الذين لم يعد بامكاننا تأمين علبة حليب لتغذيتهم، امام اولادنا الذين لم نعد نستطيع تأمين لقمة عيشهم، امام طلابنا وشبابنا، امام اهلنا الذين وعدناهم بالاهتمام بشيخوختهم وما عدنا نستطيع أن نهتم حتى بانفسنا، امام بائع الخضار وعند محطات البنزين ولدى اللحام وفي الافران.
بالامس من اجل كيس حليب مدعوم وغالون زيت كاد المواطنون أن يتقاتلوا لا بل تقاتلوا من اجل الحصول عليه بمشهد يشي بأننا بتنا امام المجهول وبصورة تعكس مدى الامعان في اذلالنا.
قد يكون المشهد موجع ولكنه حقيقي وهي الحقيقة الوحيدة التي بتنا نعرفها حيث نسير بخطى ثابتة نحو الجوع والفقر والعوز ولا دولة تسأل ولا حكام يتحركون.
نعم… الجوع بات حقيقة ثابتة فيما الحقائق الواجب معرفتها لا تزال في علم الغيب، فمن افقر الناس مجهول وكذلك من هدر ودائعهم، من فجر مرفأ بيروت مجهول ومن احتكر المازوت والبنزين والدواء وتلاعب باسعار الدولار غير معلوم، ومن ارتشى وسرق ونهب واغتال وقتل وتلاعب باسعار السلع مجهول، من دفع اولادنا الى الهجرة وقضى على مستقبلهم ودمر اقتصاد بلدهم لا يزال يسرح ويمرح فيما المعلوم أن البلد ينهار ونحن ننهار ونتصارع على كيس حليب وقنينة زيت وربما غداً على رغيف خبز فيما هم متخمون وصراعهم على المزيد من الجبنة وعلى حصص الطوائف والمذاهب وعدد الوزراء والثلث الضامن أو المعطل.
هم احياء بلا حياء ونحن نموت حياءً من نظرات اطفالنا الجياع الى الامن والصحة والتعليم، الى بلد يكبرون فيه بكرامة ولا يخجلون من القول انهم من لبنان الذي باعه حكامه بأبخس الاثمان.
مواضيع ذات صلة: