المستقبل ينأى بنفسه عن مشهدية ″سبت بكركي″!!… غسان ريفي

بدت زيارة ″كتلة المستقبل″ النيابية يوم أمس الى الصرح البطريركي في بكركي ولقائها مع الكاردينال بشارة الراعي منفصلة تماما عن كل ما حصل يوم السبت الفائت من حشد شعبي وإطلاق مواقف سياسية عالية النبرة للراعي، حيث تؤكد مصادر مستقبلية أن ″هذه المواقف تحتاج الى دراسة معمقة حول تأثيرها على الواقع اللبناني قبل إتخاذ أي موقف منها″.

الزيارة كانت محددة مسبقا قبل سبت بكركي، وهي جاءت ضمن الجولات التي تقوم بها “كتلة المستقبل” الى المرجعيات الدينية والتي بدأت قبل أيام من دار الفتوى، وذلك لوضعها في أجواء حراك الرئيس سعد الحريري تجاه الخارج ونتائجه، وإطلاعها أيضا على جديد ما وصلت إليه عملية التأليف الحكومي وطرح العقبات والعراقيل والبحث في الحلول الممكنة.

وقد بدا واضحا أن البيان المعد سلفا وبإتقان والذي تلاه النائب سمير الجسر، لم يأت على ذكر أي تفصيل من “سبت بكركي”، بل أعاد التذكير بإعلان بعبدا الذي يتبناه “تيار المستقبل” إنطلاقا من مشاركته فيه وموافقته على بنوده التي تتضمن “التزام قرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة، بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينين في العودة الى أرضهم وديارهم، وعدم توطينهم”.

أما ما تبقى من البيان فقد إكتفى بالاشارة الى الجهود التي يبذلها الحريري من أجل تشكيل حكومة مهمة، وإلتزامه بتطبيق الدستور وإتفاق الطائف نصا وروحا وخصوصا ما ينص عليه لجهة حفظ حقوق اللبنانيين مسيحيين ومسلمين على حد سواء.

يمكن القول، إن “كتلة المستقبل” أرادت أن تنأى بنفسها عن مشهدية “سبت بكركي”، إنطلاقا من حرص الرئيس الحريري على عدم إستحداث أية أزمة جديدة من شأنها أن تفجر الوضع الحكومي، وعلى عدم فتح المجال لحصول أي صدام مع الطائفة الشيعية، وهذا الأمر سبق أن ترجم بأكثر من عشرين جلسة حوار ثنائية بين المستقبل والحزب بهدف نزع أي فتيل يمكن أن يؤدي الى تفجير، ويترجم اليوم بتفاهم واضح بين الحريري والثنائي الشيعي حول تشكيل الحكومة، إضافة الى على عدم إزعاج بكركي التي يتمع الحريري بعلاقة أكثر من مميزة مع سيدها، علما أن موقف المستقبل واضح ولا يحتاج الى تفسير تجاه رفض إستدراج لبنان الى سياسة المحاور، أو الى أي صراعات عسكرية في المنطقة، وهذا الموقف سبق وأعلنه المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى.

لذلك، تشير معلومات الى أن الحريري أبدى إنزعاجا من النائب السابق أحمد فتفت الذي وضع نفسه في خانة الداعمين والمنظمين لـ”سبت بكركي” الى جانب النائب السابق فارس سعيد، ما يشير الى تباين في المواقف الداخلية أو تبادل أدوار لتوجيه بعض الرسائل، أو عزف منفرد من فتفت الذي لم يعد من ضمن الكتلة.

وفي الوقت الذي حاول فيه البطريرك الراعي والفريق المحيط به عبر تصريحات عدة من تخفيف وطأة مواقف “سبت بكركي” وملاقاة ذلك بشكل إيجابي من قبل حزب الله، والذي أثمر دعوة بطريركية لاستئناف الحوار سواء بالمباشر أو من خلال القنوات المعتمدة، تشير مصادر مستقبلية مطلعة الى أن “كتلة المستقبل” إستوضحت البطريرك الراعي خلال اللقاء عما تضمنه خطابه من مواقف سياسية، وكذلك حول الآلية التي يمكن أن تعتمد في تنفيذ ما أعلنه، وطالبت البطريرك بإعطائها ملخص يتضمن كل التفاصيل لدراستها ومناقشتها وتبيان ما إذا كانت تصب في مصلحة لبنان تمهيدا لاتخاذ الموقف المناسب منها.

وتؤكد المصادر الزرقاء أن الرئيس الحريري همه الوحيد تأليف الحكومة، وهو لن يكون طرفا في أي صراع جديد من شأنه أن يحرف الأنظار عن مهمته الأساسية.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal