توفيق سلطان: لو كان رفيق الحريري على قيد الحياة هل كان لبنان يفتقد الدواء والغذاء واللقاح والأوكسجين؟

بقيت بعيداً عن طرابلس لمدة خمس سنوات من العام 1976 ولغاية العام  1981، ومن بعدها انتقلت وعائلتي الى القاهرة من العام 1983 ولغاية العام 1992 ، كل تلك الفترة لم أنقطع عن العمل السياسي رغم استشهاد كمال جنبلاط ومن ثم حلّ الحركة الوطنية .

تعرفت على رفيق الحريري يوم دعاني لمرافقته الى الرياض على طائرته وكان برفقته الصديق فريد مكاري وتوثقت علاقتي به في مؤتمري جنيف ولوزان الى أن حضر الى بيروت وأطل سياسياً من الجامعة الأميركية ودعاني في اليوم نفسه الى منزله في قريطم ومن وقتها الى يوم استشهاده وبعده الى اليوم قلبي وعقلي مع رفيق الحريري.

بعد عقود طويلة من عملي السياسي في طرابلس وبيروت والقاهرة مع الشهيد كمال جنبلاط ومن بعده مع الزعيم وليد جنبلاط، عدت الى طرابلس لأخدم بلدي الذي أحبه وأعطيه حقه عليّ في كافة المجالات .

مع تسلم الشهيد رفيق الحريري رئاسة الحكومة سعيت لأربط طرابلس في مشروعه الانمائي لأني وجدت في ذلك فرصة لطرابلس لتعويض بعضاً من حقوقها الضائعة .

بداية سعيت لتقريب من توخيت منهم التجانس مع مشروعه الوطني والانمائي، لكن هذا الحراك على محدوديته أثار ريبة بعض القيادات وقوى الأمر الواقع، حتى أن الرفيق الزعيم وليد جنبلاط قال لي عد الى القاهرة لأني أخاف عليك.

كل هذا لم يمنعني من متابعة التآخي مع الشهيد رفيق الحريري حتى ظن البعض أنني من تياره.

حاول رفيق الحريري أن يعتني بطرابلس فكان الى جانبه نخبة من شباب طرابلس أمثال نديم المنلا ونبيل الجسر ومحمد شطح وعشرات بل مئات وآلاف، وخاصة بعد أن سمح الظرف لأهل طرابلس أن تعبر عن رأيها بكل حرية، حتى أن أكثر ممن استخدموا لمحاربته عادوا وانضووا مع ابنه الرئيس سعد.

للحقيقة والتاريخ لم أعرض على الرئيس الشهيد مشروعاً الا وتجاوب رغم المعارضات الطرابلسية والخارجية، من مشروع المعرض الى محطة التسفير في المدخل الجنوبي الى مشروع الوسط التجاري لمدينة طرابلس (سوليدير 2) الى مشروع اعادة اعمار منطقة باب التبانة من خلال شركة عقارية يساهم فيها المالك بملكه والمستأجر بحقوق المساهم بماله؛ الى مشروع الجزر الذي سرنا فيه شوطاً طويلاً وهو اليوم في “ايدال” وقد دفعنا جائزة وقدرها خمسون الف دولار لأحسن مخطط وقد تقدم ثلاثة عشر مشروعاً لا تزال في مستودعات “ايدال”.

تغييب الشهيد رفيق الحريري أساسي فيما وصلنا اليه اليوم، لو كان رفيق الحريري على قيد الحياة هل كان لبنان يفتقد الدواء والغذاء واللقاح والأوكسجين.

لقد بدأ كتم أنفاس لبنان يوم اغتيال الشهيد رفيق الحريري ولكن لن نيأس ولن نستسلم.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal