حتى فارس سعيد رفض دعوة القوات لمعارضة العهد! … مرسال الترس

جزمت مصادر صحافية وبشكل علني أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يحلم بحرب إلغاء ضد العونيين وحزب الكتائب، قال في مجلس خاص أن هدفه الأساسي هو الوصول الى قصر بعبدا ولو تطلّب الأمر  التحالف مع “الشياطين”، وتحدته في حال نفى، مهددة إياه، بالاعلان عن الجهة التي قال أمامها هذا الكلام!.

على هذه الخلفية بدأ “قاطن معراب” بترويج مشروع معارضة سياسية للعهد يؤدي الى إنهائه قبل موعد نهايته في خريف العام 2022 . ولكن المفاجأة كانت برفض هذا المشروع من قبل جميع حلفائه أو الذين يعتقد أنهم أقرب الناس إلى تفكيره وتوجهاته. ابتداء من تيار المستقبل وصولاً إلى الحزب التقدمي الاشتراكي حتى أن النائب السابق فارس سعيد الذي كان يُعتبر أحد الآباء الروحيين لفريق 14 آذار والناطق الأسبوعي في مسلسل تهشيم العهد لما تبقى منه، قد أعلن رفضه لهذا المشروع الذي يستند بشكل محوري على المطالبة بإجراء الانتخابات النيابية التي برأي جعجع ستكون جسر العبور إلى إنهاء عهد الذي قال عن صاحبه يوماً أنه “يمون”.

وفي حين رأت المصادر المتابعة أن جعجع غير قادر على تنفيذ ما يفكّر به وما يخطط له وحيداً، لاحظت أن مواقف جميع المعوّل عليهم في هذه الخطوة لا تشجّع: فنادي رؤساء الحكومات السابقين لا يستسيغ أن يكون تابعاً، خصوصاً أن حامل اللواء هو من غير طائفة، لا بل أنه من الطائفة المارونية تحديداً لما يشكّل له من حساسية، في حين أن هم “النادي” المحوري هو مواجهة من يسعى لتجاوز اتفاق الطائف الذي هو مصدر قوته، والوصول إلى مؤتمر تأسيسي أو ما شابه!

تيار المستقبل المنبثق من لدن آل الحريري لا يمكن أن ينفرد بتوجه على هذا المستوى، كما تتوقع القوات على خلفية تناحره مع التيار الوطني الحر. أضف إلى ذلك أن الرئيس سعد الحريري لا يمكن ان ينسى ما سلّفه إياه جعجع في غير مرحلة مفصلية!

الحزب التقدمي الاشتراكي وزعيمه وليد جنبلاط في حيرة قاتلة، فهو لا يرغب في فك تحالفه الاستراتيجي القديم مع الرئيس نبيه بري والقائم منذ ما بعد “القوات المشرولة” في ثمانينات القرن الماضي، إلى حين إطلاق مقولته الأشهر حول”الموارنة والجنس العاطل”. في وقت إستغرب فيه المراقبون كيف يمكن أن تضع القوات مثل هكذا مواقف وراء ظهرها من أجل مصلحة آنية!

حزب الكتائب والعديد من القوى المسيحية التي تُصنّف في خانة المستقلين الذين ذاقوا الأمرّين من السيّر إلى جانب جعجع وحزبه، لا يبدو أنهم سينضمون إلى المشروع الجديد. حتى إن النائب السابق فارس سعيد المقتنع “بان معركة رئاسة الجمهورية هي معركة محقّة وفيها مصلحة مسيحية وتسمح بانتزاع ورقة ثمينة من يد حزب الله” هو أيضاً يدير الأذن الطرشاء، ولعل أحداً وشوشه بأنه من الاسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية!

وحتى يُفصح جعجع عن أسماء “الشياطين” التي سيتحالف معها سيبقى طريق قصر بعبدا مليئاً بالالغام التي تعرقل تحقيق أحلامه بالمدى المنظور.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal