بالنسبة لباسيل.. ألف حسان دياب ولا سعد الحريري واحد!… غسان ريفي

ينتظر الرئيس المكلف سعد الحريري إتصالا من رئيس الجمهورية ميشال عون يدعوه فيه الى اللقاء من أجل مناقشة التشكيلة الحكومية التي سبق وسلمه إياها، والبحث في إمكانية الوصول الى قواسم مشتركة جديدة من شأنها أن تذلل العراقيل من أمام الولادة المنتظرة.

يبدو الحريري مستعدا لتجاوز الفيديو المسرب لرئيس الجمهورية وتلبية دعوته الى قصر بعبدا، إذا بادر الى الاتصال به، وإذا صفت النوايا باتجاه العمل الجدي لتشكيل الحكومة التي يطمح إليها، وخصوصا بعد زيارة الاعتذار المقنعة التي قام بها الرئيس حسان دياب الى بيت الوسط، والذي حاول فيها التخفيف من أزمة الفيديو، مؤكدا أنها “صارت وراءنا وما يريده اللبنانيون هو تشكيل الحكومة” لكن الحريري يعلم أن في القصر من يعمل على قطع خطوط التواصل مع بيت الوسط، ويقنع الرئيس عون بالاصرار على موقفه تجاه الحصول على الوزارات الأمنية والعدلية، أو على الثلث المعطل الذي يسمح لباسيل بالدخول شريكا مضاربا مع رئيس الحكومة.

وبحسب المعطيات، فإن مطالبة فريق العهد بالوزارات الأمنية والعدلية، هي فقط للضغط على الحريري للقبول بالثلث المعطل، كونه لا يمكن له في ظل الظروف الراهنة أن يتخلى عن وزارة الداخلية أو أن يضع وزارة العدل في عهدة التيار الوطني الحر، في حين أن باسيل يتعاطى مع الأمر على قاعدة “أكون أو لا أكون”، فالحكومة في حال تشكلت ستبقى حتى نهاية العهد وربما الى ما بعد نهاية العهد في حال لم يتم إنتخاب رئيس للجمهورية، وعدم حصول باسيل على ثلث معطل يمنحه القدرة على التحكم بالحكومة، يعني خروجه من المعادلة السياسية.

لذلك، فإن باسيل لن يتهاون ولن يدع رئيس الجمهورية يتنازل، وليبقى البلد معطلا، ولتبقى حكومة تصريف الأعمال الى ما شاء الله، لأنه بالنسبة لباسيل، ألف حسان دياب في تصريف الأعمال ولا سعد الحريري واحد في حكومة من دون ثلث معطل.

بعد زياره الرئيس دياب الى بيت الوسط، لاحظ مقربون أن الرئيس الحريري غير متفائل بإمكانية حلحلة العقدة الحكومية، فلا الأجواء توحي بذلك، ولا دياب ذاك الشخص المؤثر الذي يمكن أن يعيد وصل ما إنقطع، ولا الرسائل التي تصل من قصر بعبدا أو من ميرنا الشالوحي مشجعة، لذلك لم يعط في التصريح الذي أدلى به أهمية كافية للملف الحكومي، في حين شدد على ضرورة الوقاية من كورونا، وعلى أنه سيقوم بجولات خارجية لتأمين اللقاحات والدعم للبنان بما يمكنه من مواجهة هذه الجائحة. 

أمام هذا الانسداد في الأفق السياسي، والانهيار الكبير الذي يخيم على لبنان صحيا بفعل كورونا الذي يستشرس ويقتل اللبنانيين، وإجتماعيا في ظل الفقر الذي يمتد أفقيا، وماليا مع جنون الدولار وغلاء الأسعار، يعول كثيرون على تسلم الرئيس جو بايدن مهامه في البيت الأبيض، بما يمكّن حزب الله من العمل على تدوير الزوايا والجمع بين الرئيسين، لكن مصادر مطلعة تؤكد أن إدارة بايدن لن تختلف كثيرا عن إدارة ترامب لجهة التعاطي مع حزب الله، باستثناء الانفتاح على مناقشة الملف النووي الايراني.

وتقول هذه المصادر: إن حكومة الاختصاصيين ليست منزّلة، وأنه مع تراجع المبادرة الفرنسية وفشل المبادرات الأخرى، قد يسقط خيار حكومة الاختصاصيين لمصلحة حكومة سياسية مطعمة باختصاصيين، أو حكومة سياسية صرفة لكن ذلك لا يلغي مطالبة فريق العهد بالثلث المعطل، كما أنه يعيد المشهد اللبناني الى ما قبل ثورة 17 تشرين الأول 2019.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal