أيهما أقوى على الرئيس عون.. تأثير الكنيسة أم تأثير باسيل؟!… غسان ريفي

يُدرك البطريرك الماروني بشارة الراعي كما سائر القوى السياسية، حقيقة “القطبة” البرتقالية المخفية في تشكيل الحكومة، وهي إما أن يكون سعد الحريري رئيسا بشروطنا (ثلث معطل ووزارات أمنية وهيمنة سياسية) أو أن يعتذر أمام عمليات الاحراج للاخراج التي يحضّرها فريق العهد، وتصدر تارة من ميرنا الشالوحي وتارة أخرى من قصر بعبدا، تلميحا وتصريحا وعن طريق الخطأ المقصود، المهم أن تصل الرسالة الى الرئيس المكلف وأن يفهم مضمونها.

لم يعدم الرئيس ميشال عون ومعه النائب جبران باسيل وتكتل لبنان القوي وسيلة من أجل قطع الطريق على الحريري، سواء قبل التكليف حيث وجه عون عشية الاستشارات نداء الى النواب لحسن الاختيار، وإستكمله تكتل لبنان القوي بعدم تسميته، أو بعد التكليف في اللقاءات الـ 14 التي تشير مصادر مقربة من “تيار المستقبل” الى أنها “حفلت بكم هائل من التناقضات في مواقف رئيس الجمهورية الذي كان يتوافق مع الحريري على صيغة معينة، ثم يتراجع عنها بعد إجتماعاته الليلية مع باسيل الذي سارع في مؤتمره الصحافي الى إتهام الحريري بالتراجع عن مواقفه، فكيف علم باسيل بالتفاصيل المملة التي أوردها في مؤتمره لو لم يكن مطلعا على أدق التفاصيل من الرئيس عون ولولا مساهمته في تبديل مواقفه؟”.

بعد اللقاء الـ 14 بدأت الأقنعة تتكشف وتخرج النوايا المبيته الى العلن، فالرئيس الحريري وضع تشكيلته الحكومية بحسب رؤيته (كفاءات غير حزبية ومن دون ثلث معطل) في عهدة عون، وفتح باسيل جبهة ميرنا الشالوحي على بيت الوسط، وشن أعنف هجوم على الحريري الذي “لا نأتمنه على الاصلاح”، ثم جاء الخطأ المقصود من دوائر قصر بعبدا، حيث سجل رئيس الجمهورية سابقة في إتهام الرئيس المكلف بـ”الكذب”، ليطلب بعد ذلك تكتل لبنان القوي من الحريري “إستئناف عمله في تشكيل الحكومة بمعزل عن التأثيرات”، وكأن شيئا لم يكن، وذلك تعبيرا عن الاستخفاف بالرئيس المكلف وصولا الى الاساءة إليه.

يمكن القول، أن المشهد بات مكتمل الوضوح أمام البطريرك الراعي الذي يعي تماما أن المبادرة لم تعد في يد الحريري الذي ينتظر رد عون على التشكيلة الحكومة إما رفضا أو توقيع مراسيم، لذلك فقد جاءت تمنياته في عظة الأحد أمس على رئيس الجمهورية لدعوة الرئيس المكلف الى لقاء مصالحة، لتحمل رسائل في عدة إتجاهات، أولا بأن مبادرة البطريرك مستمرة الى حين تشكيل الحكومة، وثانيا بأن الرئيس المكلف قام بواجبه الدستوري وقدم تشكيلة حكومية من المفترض أن يبت رئيس الجمهورية بشأنها، وثالثا بأن التعطيل مصدره قصر بعبدا ومن يلف لفه، أما الرسالة الرابعة فكانت ذات شقين الأول الى جبران باسيل بأن كفّ يدك عن عملية التأليف التي يجب أن تبقى محصورة بين الرئيسين، والثاني الى تكتل لبنان القوي الذي سبق ودعا الحريري الى إستئناف عمله الذي أنجزه، وبالتالي فإن على رئيس الجمهورية إنجاز عمله، فإما أن يقبل التشكيلة ويوقع مراسيمها، وإما أن يرفض ويعلل أسباب الرفض ويناقشها مع الرئيس المكلف في لقاء بينهما.

أمام هذا الواقع، يدخل الجميع في لعبة عض الأصابع، وإذا كان الشعب اللبناني هو أول من صرخ ألما، من الأزمات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والصحية، معطوفة على جنون الدولار وإنهيار الوضع الصحي أمام ضربات كورونا، فإن عون وباسيل والحريري يستمرون في المكابرة ويشهدون على السقوط المدوي للبلاد، فهل يكون للكنيسة ورأسها تأثير إيجابي على الرئيس ميشال عون؟، أم أن تأثير باسيل سيبقى أقوى؟..


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal