فراشات ″السيدة الملونة″ تجتاح البترون.. ما هو تأثيرها على الزرع؟… لمياء شديد

زائر مميز حلّ ضيفا على منطقة البترون مع بداية فصل الربيع.. بشورة الصيف أو  الفراشة ″فانيسا كاردوي″ التي تجتاح قرى وبلدات منطقة البترون منذ بداية عطلة نهاية الاسبوع.

يؤكد البترونيون انهم تعودوا على رصد هذه الظاهرة المميزة سنويا في مثل هذا الموعد بحيث تصل هذه الفراشة بأعداد لا تحصى قادمة من اوروبا واليها كما الطيور المهاجرة.

وكان لبنان قد شهد  خلال الأسبوع الماضي عبور الملايين من فراشات ″فانيسا كاردوي″ المعروفة بالسيدة الملونة في مختلف المناطق. 

وما أن حلت هذه الفراشة بألوانها الميزة على المنطقة حتى انهالت اتصالات البترونيين من مختلف القرى والبلدات الساحلية من شكا الى البترون المدينة والوسط والجرد على خبراء في علم الفراشات وعلى مصلحة الابحاث العلمية الزراعية للاطمئنان على القطاع الزراعي بما في ذلك قفران النحل.

كما فوجىء السائقون بموجة كثيفة من الفراشات خلال عبورهم طرق المنطقة وكذلك الاوتوستراد الساحلي بمسلكيه الشرقي والغربي. ويشير البترونيون الى أن هذه الظاهرة التي تشهدها البترون بعد غيرها من المناطق، قد بدت أكثر كثافة عن السنوات الماضية ولفت خبراء الى أن ذلك يعود الى طبيعة الطقس الماطر الذي حل هذا العام في فصل الشتاء.

وهذا ما أكده المواطن أحمد حيدر من بلدة رشكيدا وهو أحد مربي النحل في المنطقة فأشار الى أن هذه الظاهرة ملفتة خصوصا في الوديان والبراري حيث رأيت خلال تفقدي قفران النحل فراشات بالملايين تطير بالطريقة نفسها وبالمسار نفسه للنحل انما في مواقع بعيدة عن القفران وهي بالتأكيد لا تقترب ولا تشكل أي ضرر أو اذى على النحل إنما بشكل عام يعتبر وجودها ايجابي خصوصا لجهة التلقيح.

وقال حيدر: ان هذه الطاهرة هي نتيجة الامطار والمتساقطات وهذا دليل نمو زائد وهذا ما بدا واضحا على نبتة القصعين التي ازهرت بشكل يفوق الاعوام الماضية.

ومن جهة أخرى أكد مهندسون زراعيون أن هذه الفراشة بحلولها بهذه الكثافة لا تشكل أي ضرر على المزروعات والنباتات وهي فراشة من انواع الفراشات التي يتم العثور عليها في كل بلدان العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية واوستراليا وهي تعبر من اوروبا الى افريقيا والمتوسط لتعود الى اوروبا في مثل هذه الايام ويبلغ متوسط عمرها حوالى العام من البيض الى الموت.

رئيسة مختبر الحشرات في وقاية النبات في مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية المهندسة زينات موسى قالت لـ سفير الشمال: شهد لبنان خلال الأسابيع المنصرمة عبور الملايين من فراشات Vanessa cardui المعروفة بالسيدة الملونة في مختلف المناطق. أنها فراشات مهاجرة حيث أنها تهاجر سنويا مع بداية الربيع ضمن أسراب متجهة من شمال أفريقيا نحو أوروبا هربا من درجات الحرارة المرتفعة ثم تعود في الخريف الى أفريقبا هربا من البرد في أوروبا. إلا أن كثافة السرب يختلف من سنة الى اخرى وفقا للظروف المناخية خاصة الرياح، الأمطار ودرجات الحرارة. كما إن إرتفاع تعداد الفراشات المهاجرة خلال فصل الربيع مرتبط بكمية الأمطار الغزيرة والحرارة المعتدلة في أفريقيا خلال الخريف الذي يسمح بزيادة عدد النباتات البرية التي تشكل مصدر غذاء جيد ليرقات الفراشة التي تعطي بعد تحولها الى فراشات جيل الربيع المهاجر الى أوروبا. وتساعد الرياح القوية أو التيارات الهوائية  في طيران الفراشات حيت تصل سرعة الطيران الى 45 كلم/الساعة. كما ينفق بعضها خلال رحلتها الطويلة.

تزور الفراشات الزهور بحثا عن الرحيق وتكون بذلك قد تساهم في تلقيحها. تفضل النباتات الشائكة التي تنتمي الى عائلة Asteraceae و النفل الأحمر أو النفل الزغبي المعروف بالبرسيم الذي ينتمي الى عائلة Fabaceae . كما تتغذى على المادة العسلية التي تفرزها حشرات المن. تعيش الفراشات البالغة بين 2 و 4 أسابيع خاصة في مناطق ذات مساحات مفتوحة وواسعة كالبراري، المروج والغابات، تتزاوج محليا وتضع البيوض منفردة على النباتات البرية.

تتغذى اليرقات على العديد من النباتات البرية حوالي 100 نوع تنتمي الى عائلات: Asteraceae, Malvaceae, Apocynaceae  بالإضافة الى القريصUrtica والأمسنكية Fiddleneck. عند غياب هذه الأنواع المفضلة لديها تلتجـأ الى أنواع أخرى مثل عائلة البقوليات  Fabaceae خاصة فول الصويا و الصلبيات  Brassicaceaمثل الخردل البري المتوفر بكثرة هذه الأيام، الملفوف والقرنبيط. هي ليست آفة على الزراعة ولكن عند غياب النباتات البرية التي هي متوفرة بكثرة في الربيع تلتجىء الى المحاصيل الزراعية المذكورة سابقا. ففي أميركا مثلا تقوم البلديات والمواطنين بزرع مساحات واسعة من النباتات البرية خاصة الصقلاب Milkweed لتأمين الغذاء لها خلال رحلتها من المكسيك، من جهة أخرى تشكل يرقاتها غذاء للعديد من الطيور والمفترسات والطفيليات، كما أن الأمطار الغزيرة وإنخفاض درجات الحرارة التي شهدها لبنان الأسبوع المنصرم يلعب دورا في خفض تعداد اليرقات، تختلف فترة نمو اليرقات من اسبوعين الى 4 أسابيع وفقا لدرجات الحرارة، تتحول الى شرنقة ثم الى فراشات بعضها يستوطن في لبنان والبعض الآخر يكمل رحلته الى أوروبا.


مواضيع ذات صلة:

  1. البترون: ″طريق النحل″ في عبرين.. غني بـ النحالين وبانتاج العسل… لميا شديد

  2. أنفاق رأس الشقعة ذكريات عثمانية ـ إنكليزية.. لا يمحوها الزمن… لميا شديد

  3. شكا تسعى لأن تكون نظيفة وسليمة وخالية من النفايات ورواسبها… لميا شديد


 

Post Author: SafirAlChamal