بكركي التي تدير أذنها للغرب ماذا ستقدم للبنانيين؟… مرسال الترس

منذ أواخر القرن السابع الميلادي حين قدوم أول بطريرك على جماعة مارون ″يوحنا مارون″ إلى جبل لبنان، وهذه الجماعة عانت الأمريّن من الضغوط والصعوبات والمساومات، في حين كان مدبروها وقادتها يمارسون أسمى الأداء والحنكة للمحافظة على تشبث هذه الجماعة بهذه الأرض حتى باتا صنوان لا ينفصل أحدهما عن الآخر.

ففي نظرة سريعة إلى آداء القوى الغربية التي يعوّل عليها بعض قادة الموارنة (مدنيين ودينيين) منذ إنشاء لبنان الكبير قبل مئة سنة، نجد أن هذه القوى “باستثناء بعض مواقف الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول الذي عاش لفترة في لبنان” قد إستغلت هذا الإرتباط من أجل تمرير مصالحها واستراتيجياتها، ولم يكن يوماً مصير الموارنة في حساباتها: فالفرنسيون كانوا بصدد نقل الموارنة الى الجزائر(كما يؤرخ الأديب سركيس ابو زيد في أحد كتبه)، والأنكليز كانت لهم اليد الطولى في مفاصل عديدة مؤلمة، ولاسيما الأحداث الدامية في 1860. والأميركيون حدّث ولا حرج الذين لا يرون في هذا الكون الاّ اسرائيل وديمومتها!

واليوم يرسم المراقبون والمتابعون علامات تعجُّب عند ما طرحه البطريرك الماروني بشارة الراعي حول “الحياد الإيجابي” متكأً على همسات من الغرب.

البعض قال: انه الفاتيكان الذي زاره سيد بكركي الأسبوع الماضي واستعرض مع قداسة البابا مستجدات الطرح الذي لا يبدو أنه حقّق أهدافه.

واللافتة الثانية جاءت من وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيمس كليفرلي الذي جعل بكركي إحدى محطاته وقال: “وعدتُ صاحب الغبطة بأن أتبنى مبدأ “الحياد الناشط” في لقاءاتي المرتقبة مع السياسيين اللبنانيين”!

والسؤال الذي يطرح نفسه، إذا كان الفاتيكان على إرتباط ديني بالجماعة المارونية، فما هي الخلفية البريطانية لهذا التوجه، من دون أن ننسى أن أحد رؤساء الوزراء الإنكليز هو الذي أعطى وعد بلفور لليهود في ارض فلسطين!

في غضون ذلك تتحدث العديد من الأوساط المطلعة أن الفرنسيين الذين هرعوا الى لبنان بعد الإنفجار المدمر في مرفأ بيروت لم يعكس حباً مطلقاً للبنانيين، وإنما سعي لسلة وازنة من الاستثمارات والمصالح الإقتصادية في سباق مع الأميركيين والأتراك.

  

الواضح أن كل السفراء الاجانب ومختلف مسؤولي الغرب يتحدثون عن إنهيار لبنان فيما هم أشرفوا بشكل فاضح على كل ما جرى من نهب للاموال. فلماذا لم يتدخلوا لوقف ما يجري أو الحدّ منه، لو كانت نواياهم صادقة. وبخاصة أن معظم العمليات المالية العالمية تمر تحت نظر ذلك الغرب ولاسيما الأميركي الذي يمسك برقاب الـ”وول ستريت”! ولماذا لم يعمدوا حتى الآن إلى نشر أسماء الذين استباحوا الأموال العامة؟

ما بات جلياً أن ما يفيد المسيحيين، والموارنة جزء منهم، واللبنانيين بشكل عام، هو التأقلم مع محيطهم العربي وليس برمي الإتهامات جزافاً بهذا الإتجاه أو ذاك، لأن الغرب وحليفته اسرائيل اللذين كانت لهم اليد الطولى في إشعال غير حرب وإضطرابات في لبنان، يقف اليوم مختالاً ليتفرج على اللبنانيين وهم يعانون من الفقر، ويتجهون إلى الجوع، بعنوان التضييق على حزب الله وسحب سلاحه، خدمة لإسرائيل!          


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal