من كل حدب وصوب تطلق صرخات التحذير من فيروس كورونا الذي بدأ يتفشى بشكل كبير ويسجل ارقاما قياسية يومية لامست الـ 2000 حالة، ويهدد المجتمع اللبناني بكارثة لا يحمد عقباها حيث الخشية من أن يتجسد السيناريو الاوروبي الذي مازال يعاني من الوباء حتى الان، خصوصا مع اقتراب موسم الانفلونزا في فصل الشتاء الامر الذي سيؤدي الى اختلاط “الحابل بالنابل” كون الكوفيد – 19 يشبه الى حد كبير الانفلونزا.
لاشك في ان طفرة كورونا الجديدة ليست فقط في لبنان، بل هي في عدد من دول العالم مثل (فرنسا، بريطانيا، ايطاليا وغيرها…) ولكن الفارق هو ان هذه الدول اتخذت قرارا جريئا بالاقفال وسط اجراءات احترازية ورفع جهوزية الى اعلى مستوى تزامنا مع خطوات اقتصادية تواكب الاقفال، اما في لبنان البلد الرازح تحت عبء ازمات لا تعد ولا تحصى لم يتجرأ الى الان على إتخاذ قرار الاقفال التام بل يخوض في موجات تخبط بين الوزارات والسياسيين، فمنهم من يريد الاقفال ومنهم لا يريد، واخر لا يستطيع فرض الاقفال بالقوة لتجنب الكارثة الصحية المتوقعة.
بعيدا عن الاقفال التام وفي خضم الحرب ضد كورونا تتجلى الكثير من الفضائح في التعامل مع هذا الوباء الخطير ابتداء من الادوية المفقودة والتي قد تساعد في علاج مرضى كورونا في منازلهم، مرورا بالمستشفيات التي امتلأت اسرتها وغيرها التي ترفض ادخال مصابي كورونا رغم الاتفاق الذي حصل مع لجنة متابعة كورونا في السراي الحكومي الذي ألزم كل المستشفيات الاستعداد لمحاربة كورونا وصولا الى الفضيحة الكبرى وهي توقف فحوصات pcr المجانية التي كانت تجريها وزارة الصحة للمخالطين في المناطق اللبنانية كافة.
تقول مصادر خاصة لـ”سفير الشمال”: هناك تقنين قاس بتسليم فحوص الـ pcr الى عدد من المناطق في لبنان، خصوصا في عكار، فعند ارسال عدد من اسماء المخالطين الى طبيب المحافظة لاجراء فحوصات لهم في مركز تل حياة حيث تجريها فرق الوزارة مجانا، يكون الرد صادما بعدم توفر فحوصات مجانية بعد الان، وكذلك الامر بالنسبة لمستشفى عبدالله الراسي الحكومي في حلبا.
وتشير المصادر الى ان الامر يعود الى عدم تسليم وزارة الصحة الفحوصات من دون سبب واضح، حيث تضاربت المعلومات بين نفاذ هذه الفحوصات في مستودعات وزارة الصحة وبين من شكك بان قرارا اتخذ لعدم تسليم فحوصات بهدف خفض عدد الحالات لتغطية الانتشار الواسع لفيروس كورونا خاصة وان فحوصات الـ pcr موجودة في المستشفيات ولكن ليست مجانية بل يجب على المواطنين دفع ثمنها.
وتختم هذه المصادر: غريب امر هذا البلد الذي يريد محاربة وباء خطير من دون “سلاح” فلا دواء ولا فحوصات ولا اماكن في المستشفيات بل يعتمد على وعي الناس الذي ثبت غيابه بالتفشي السريع نتيجة لعدم اتخاذهم التدابير الوقائية اللازمة.
مواضيع ذات صلة:
-
التخبط في فحوصات كورونا.. يتسبب بكارثة في عكار… أحمد الحسن
-
القصة الكاملة لـ″مجزرة كفتون – الكورة″.. إغتيال سياسي أم سطو مسلح؟… أحمد الحسن
-
التهريب الى سوريا ينشط في عكار.. ماذا عن تفاصيل المعابر؟… أحمد الحسن