الأزمة تشتد.. هل إنتهت ″سنوات العسل″ بين عون وحزب الله؟… غسان ريفي

قضى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون باطلالته المتلفزة على آخر أمل بالانقاذ لدى اللبنانيين الذين إستمعوا إلى كلامه، قبل أن يضربوا كفا بكف على واقعهم المأساوي الذي يحتاج الى ″عجيبة″ تنقذهم من ″جهنم″ التي بشّرهم رئيسهم بأنهم ذاهبون إليها.

في الشكل لم يكن الرئيس عون موفقا في إطلالته التي كان يمكن أن يستبدلها ببيان موسع ومفصل كفيل بإيصال الرسالة السياسية التي يريد، خصوصا أن قراءته للكلمة المكتوبة لم تأت على مستوى الحدث، كما أن بعض ردوده على أسئلة الصحافيين كانت صادمة خصوصا لجهة قوله أننا “رايحين على جهنم”، وأن “مصريات مصرف لبنان خلصوا”، وأننا “نحتاج الى عجيبة لتنقذنا”.

ما قاله عون ربما يكون صحيحا في ظل العراقيل التي تتوالد أمام تشكيل حكومة الانقاذ، لكنه لا يرقى الى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه، ولا يليق برئيس للبلاد يفترض به أن يمنح الأمل لشعبه مهما بلغت المصاعب، خصوصا أن سعر صرف الدولار الأميركي يرتبط بشكل مباشر بالأجواء السياسية، وقد ساهم كلام عون بجنون إضافي لسعره، ما دفع متابعين الى القول: “إذا كان رئيس الجمهورية هذا حاله فكيف سيكون حال خمسة ملايين لبناني يتطلعون الى الحل والانقاذ والى حياة كريمة”.

أما في المضمون، فإن إطلالة عون حملت العديد من الرسائل السياسية أولها بوادر فك إرتباط مع حزب الله، من خلال إصرار رئيس الجمهورية على مبدأ المداورة في الحقائب الوزارية السيادية، إذ لا يجوز بحسب عون “فرض وزراء وحقائب من فريق على الآخرين خصوصاً وأنه لا يملك الأكثرية النيابية”، والتأكيد في الوقت نفسه على أن “الدستور لا ينص على تخصيص أي وزارة لأي طائفة من الطوائف أو لأي فريق من الأفرقاء”.

موقف الرئيس عون المؤيد لمبدأ المداورة، ساهم في توحيد الموقف المسيحي (رئيس الجمهورية، البطريرك الماروني، التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية) من رفض تخصيص أي وزارة لطائفة معينة، وعزز من الاصطفاف المسيحي، السني والدرزي في وجه حزب الله الذي قد يجد نفسه وحيدا في مطلبه، خصوصا مع إعلان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن الرئيس نبيه بري يتعرض لضغط كبير لرفض مبدأ المداورة، الأمر الذي يجعل الحزب في مواجهة مع كل المكونات السياسية والطائفية الأخرى، ويضع البلاد على فوهة بركان خصوصا مع نقل الأزمة من إطارها السياسي الى الاطار الميثاقي والدستوري.

وفي هذا الاطار تشير مصادر مطلعة الى أن اللقاء الذي عقده رئيس الجمهورية مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في قصر بعبدا بعيدا عن الاعلام كان سلبيا جدا، حيث رفض رعد كل الحلول التي قدمها عون الذي يشير مطلعون الى أن “طريقة الرفض أصابته بنوع من الصدمة، ما دفعه الى القول أمس وردا على سؤال حول اللقاء، “إن ما جرى في اللقاء يبقى بيني وبين الحزب”.

واللافت في كلام عون أنه هادن رؤساء الحكومات السابقين عندما إعتبر أن من حقهم أن يبدوا آرائهم في تشكيل الحكومة واضعا الأمر لدى الرئيس المكلف الذي إنتقده لعدم مشاورة الكتل النيابية المعنية بمنح حكومته الثقة، وكعادته دافع عون عن صهره جبران باسيل لدرجة أنه لم يرد الاستماع الى السؤال المطروح حوله، الأمر الذي يضعف موقفه ويفقده صفة الرئيس الجامع.

يبدو واضحا أن حلقات الأزمة تضيق وتشتد، وأن إطلالة الرئيس عون كانت في تفاصيلها وبين سطورها بمثابة نعي للمبادرة الفرنسية، وإنتهاء لسنوات العسل مع حزب الله، حيث لا يتوانى مقربون من عون ومن التيار الوطني الحر عن إنتقاد الحزب ضمنا كونه يعلم أن “سقوط المبادرة الفرنسية يعني إنتهاء العهد والدخول في المجهول”، وبرأي هؤلاء “كان الأولى بالحزب أن يبادر الى إنقاذ عهد حليفه”، في حين يبدو الغضب واضحا على عون من قبل جمهور المقاومة الذي عبر على مواقع التواصل أنه “كان الأجدر به أن يرد الجميل أن يقف الى جانب الحزب الذي يتعرض للاستهداف في أصعب الظروف”.


مواضيع ذات صلة:

  1. جريمة كفتون.. أنقذت لبنان!.. غسان ريفي

  2. في كانون الأول المقبل.. لبنان يكون أو لا يكون!… غسان ريفي

  3. لغة العالم لا تفهمها السلطة.. والعهد يطلق النار على نفسه!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal