هو ″اللقاء الانقاذي″ ينعقد في بعبدا اليوم. اللقاء الذي أُريد منه جمع كل الفرقاء السياسيين حول طاولة حوار لبحث ما آلت إليه أحوال البلاد والعباد ووضع خطة لتدارك الانحدار نحو الهوة، أضحى فاقداً للميثاقية.
فبعد اعتذار رئيسي الجمهورية السابقين أمين الجميل وإميل لحود عن الحضور، وجد رؤساء الحكومة السابقون نجيب ميقاتي وسعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام انه ″لا جدوى″ من اللقاء. لتأتي الضربة الثالثة ثلاثية، حيث اعلنت الاحزاب المسيحية الممثلة في المجلس النيابي اي المرده والقوات اللبنانية والكتائب مقاطعة هذا اللقاء.
قد تبدو مثيرة للريبة هذه المقاطعة سيما انها ليست المرة الاولى التي يتغيب فيها المرده والكتائب عن اجتماعات بعبدا. فما الهدف من هذه المقاطعة؟..
في الشكل تجمع الاغلبية على ان الوقت لم يعد للحوار بل هو وقت على الحكومة ان تعمل فيه بأقصى جهدها لانتشال البلد من الازمات الاقتصادية التي اثقلت كاهل المواطنين.
أما في المضمون، فإعتذار الاحزاب المسيحية عن حضور اللقاء للمرة الثانية، باستثناء القوات اللبنانية التي شاركت في اللقاء الاقتصادي الذي انعقد منذ حوالي الشهر في بعبدا، يوحي بأن الخلاف السياسي مع العهد كبير والهوة تتسع بينهم.
فعند انتخاب العماد عون رئيساً كانت القوات احد عرابي هذا الانتخاب، اما المرده فهنأ ومد يده للتعاون لما فيه مصلحة البلد، فيما اتخذت الكتائب لنفسها مكانا في المعارضة منذ اللحظة الاولى.
وفي السياق تشير مصادر مطلعة الى ان المشكلة تكمن في رغبة “صهر العهد” جبران باسيل الاستئثار بكل قرارات الحكومة والقرارات المصيرية في البلاد ضارباً بعرض الحائط الدستور والاعراف المتبعة، ما عمّق الفجوة بينه وبين باقي الاحزاب المسيحية.
وتتابع المصادر: “البلد لا يحكم الا بالتوافق. ومن هنا جاءت مبادرة عين التينة للترويج للحوار. الا انها فشلت على الرغم من الاحترام الذي يحظى به الرئيس نبيه بري لدى مختلف الافرقاء.”
وتعزو المصادر نفسها اسباب المقاطعة الى الكلام الذي صدر عن النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحفي يوم السبت الفائت حيث وجه رسائل عديدة الى مختلف الجهات وكأنه الحاكم بأمره وعلى الجميع طاعته وهذا ما لا يمكن لأحد القبول به.
اذاً، بات واضحاً ان لقاء بعبدا اليوم لن يقدم اي جديد كما انه لن يتمكن من ايجاد اي حل بسبب غياب مكونات اساسية عن طاولته. فهل يستدرك الرئيس فداحة هذه المقاطعة ويأخذ بنصيحة سيّد بكركي فيعلن في الصباح تأجيل اللقاء ام ان الهوة بين الافرقاء ستذهب الى مزيد من الاتساع؟..
بانتظار ما ستؤول اليه الامور لا يملك اللبنانيون سوى الدعاء بأن يدرك المسؤولون فداحة بل فظاعة الواقع الذي يعيشونه على مختلف الاصعدة فيسارعون الى رحمتهم علهم يُرحمون..
مواضيع ذات صلة:
-
الشعب السايب بيعلم الحكام ع الحرام!… ديانا غسطين
-
حسن مقلد لـ″سفير الشمال″: الارباك إستثنائي.. ومقارنة بالأرقام وضعنا ليس مستحيلاً!… ديانا غسطين
-
منتدى ″ريشة عطر″ يكرم الزميلة حسناء جعيتاني سعادة… ديانا غسطين