بالفيديو والصور: ″الوداع″ تقليد رمضاني يبشر بـ″عيد الفطر″.. كيف إنطلق؟… أحمد الحسن

ينتظر كثيرون من المسلمين في لبنان حلول شهر رمضان المبارك في كل عام للتمتع اضافة الى روحانية الصوم ولذة العبادات، بالعادات والتقاليد التي ورثوها عن ابائهم واجدادهم خلال هذا الشهر الكريم، ومن اهمها والتي لا تزال قرى ومدن الشمال من طرابلس الى عكار والضنية والمنية وغيرها تحافظ عليها هي طواف فرق الوداع في الايام الاخيرة من شهر رمضان على الاحياء والمنازل، حيث تبشر بانتهاء شهر الصوم وقدوم عيد الفطر السعيد.

ويستخدم فريق الوداع معدات لهذه المهمة من طبول وصنوج وفوانيس، وسابقا كان يحرص أهل العلم والفقه والمشايخ والعلماء، وكانت اصواتهم جميلة اضافة الى  مشايخ التي تنتنسب الى الطرق الصوفية، على قيادة الفريق بأنفسهم وكانوا ينشدون المدائح ويطوفون في ارجاء المدينة مهللين مكبرين، يجمعون الصدقات من الناس ويلحق بهم الاطفال والشباب وسط أجواء روحانية.

اما اليوم وبعد وفاة عدد كبير من المشايخ ومن يرعى هذه العادات باتت المهمة بعهدة أشخاص يهتمون بالموضوع ويشكلون فرقا من الشبان يجولون على البيوت ولكن هذه الفرق تفتقر الى التنظيم ومواصفات الفرق القديمة حيث لم يعد يوجد من يضبط هذه الامور فأصبح الوداع عادة لا اكثر.

وعن تاريخ الوداع يقول مؤرخون ″انه ظهر في عهد السلطان صلاح الدين الايوبي عندما امر بجمع ما يسمى ″النوبات″ التي اتخذها اهل الطريق نوعا من الشعار لأنها ادخلت البهجة الى قلب رسول الله عندما هاجر الى المدينة واستقبله اهلها بـ ″طلع البدر علينا″.

واقر السلطان الايوبي العمل بهذه النوبات فكانت تسير في مواكب الاعياد والمناسبات الدينية إضافة الى استخدامها في جمع الناس الى اماكن الذكر والوعظ. وانبثق عن هذه النوبات ما يسمى بالوداع الذي تسلمه مشايخ مختصون ينتمون الى بعض العائلات، وكانوا يقومون في شهر رمضان بتسحير الناس بشكل يومي، ويجمعون الطبول في العشر الاخير من رمضان ويطوفون على الاحياء والمنازل مبشرين بقدوم عيد الفطر السعيد، حيث كان الاهالي يعملون على تكريمهم واعطائهم ما تيسر من المال”.

ومن مشاهد الوداع قام الزميل فتحي المصري بجولة في مدينة طرابلس وعاد بفيديو وصور لفريق من الوداع يطوف في أحياء المدينة.

الوداع 1 الوداع2

Post Author: SafirAlChamal