لا صوت يعلو فوق الاصوات الخائفة والمتوجسة من فيروس كورونا وانعكاساته على لبنان الذي يعاني اصلا من فيروسات سياسية واقتصادية واجتماعية موجعة..
ولان درهم وقاية خير من الموت بعطسة او استهتار، تداعى عدد من الاطباء لرفع الصوت عاليا والمطالبة بخطوات طبية ملزمة لناحية تأمين المستلزمات الطبية التي قد يحتاجها مرضى الكورونا في حال ازدياد الحالات.
يقول الاخصائي الدكتور رالف سعادة في دردشة مع ″سفير الشمال″: انه بعملية حسابية بسيطة يتبين اننا سنكون امام نقص حاد في آلات الأوكسجين بدءا من نهاية شهر اذار الجاري، كاشفا انه بحسب الحسابات فقد تم تسجيل حالتيّ وفاة في لبنان من اصل 61 حالة مؤكدة فيما نسبة الوفيات من هذا الفيروس تتراوح بين 0.5 و 3٪ في الدول المتطورة التي لا تمر بأزمة دولار ومعدات طبية كما هو الحال في لبنان.
ويلفت الطبيب سعادة الى ان معدل الوقت بين الإصابة والوفاة هو 17 يوما أي أن الشخص المتوفي أصيب بالفيروس يوم 22 شباط تقريباً، وإذا أخدنا معدل الوفيات 2% من عدد الإصابات، يعني نهار 22 شباط كان هناك ما لا يقل عن 50 إصابة غير مشخصة.
ويشرح ان معدل تكاثر الفيروس حسب تجارب باقي الدول هو تضاعف عدد الإصابات كل 6 أيام في المرحلة الأولى (على ان تتضاعف كل 48 ساعة فوق معدل معين!)، ما يعني انه في 22 شباط: 50 إصابة، 29 منه 100 إصابة، في 3 اذار 200 إصابة، في 12 اذار 400 إصابة إذا ما أخذنا معدل الوفيات 2%، أما إذا كان معدل الوفيات 1% فيكون العدد الفعلي للإصابات غير المشخصة 800 إصابة!.
من جهة اخرى يشير الطبيب سعادة الى ان فيروس الكورونا يسبب التهابا حادا في الرئتين مما يؤدي للوفاة في النسب التي اشرنا اليها سابقاً، وما يعني ان من 1 الى 5% من الحالات يحتاج فيها المريض لآلات المساعدة على التنفس، كاشفا ان في لبنان 500 آلة للتنفس (في أحسن الحالات)، 80% منها يبدو انها غير صالحة للعمل (حسب مقال في الأخبار نقلاً عن وكيل استيراد هذه الآلات) نتيجة غياب الصيانة اثر أزمة الدولار، ما يعكس بقاء 100 آلة فقط قيد العمل.
ويخلص الدكتور سعادة الى الاشارة الى انه “إبتداءً من 28 آذار يكون العدد الفعلي للإصابات قد تخطى ال 2000 إصابة على أقل تقدير وبالتالي نكون قد تخطينا قدرة لبنان على معالجة الحالات الحادة والصعبة من المرض نتيجة أعداد آلات التنفس القليلة”.
ويختم انه “بالمختصر، امام الدولة أقل من شهر واحد من اليوم لتأمين أعداد كافية من آلات التنفس عبر فرض تصليحها على المستشفيات وفتح اعتمادات استثنائية لشركات الاستيراد للتعامل مع الخارج بالدولار لتصليحها ومحاولة شراء أخرى فيما على المواطن التحلي ببعض المسؤولية والتخفيف من الاستهتار والنظريات وملازمة البيت قدر المستطاع والالتزام بالإرشادات للحد من انتشار هذا الفيروس!.
مواضيع ذات صلة:
-
إرباك في زغرتا من تضخيم أعداد المصابين بالكورونا.. ما هي الحقيقة؟… حسناء سعادة
-
بطل لبنان يوسف بك كرم.. أول علماني على درب القداسة!… حسناء سعادة
-
هل وصلت الرسالة اللاذعة للمطران عبد الساتر الى المسؤولين اللبنانيين؟… حسناء سعادة