لأن الوضع استثنائي.. ننتظر صدمات خارجة عن المألوف!… مرسال الترس

عندما طلب الرئيس حسّان دياب مهلة المئة يوم في جلسة الثقة كفترة سماح للحكومة، تجاوب معه أهل الحراك بشكل أو بآخر، حيث تراجعت التحركات الغاضبة والخارجة عن المألوف بنسبة كبيرة، وانحسرت أيضاً خطوات قطع الطرقات، ولم يبق سوى التحرك الاحتجاجي المضبوط في الشارع. وهذا هو المطلوب من الحراك وفق رأي العديد من المراقبين كي يبقى المسؤول منتبهاً بأن هناك من يتابع أية تصرفات يُشتم منها رائحة فساد!.

على خط موازٍ، بات واضحاً أن أكثر من جهة وفريق متضرر سيسعون لوضع ما أمكن من العصي في طريق الحكومة للحؤول دون تحقيقها أي إنجاز، وانهيارها اذا امكن، خلال الاشهر الثلاثة المقبلة. بهدف العودة الى سلطة تستدرج لبنان نحو الاستسلام لما يحاول بعض الغرب فرضه عليه خدمة للاستراتيجيات الصهيونية – الاميركية، متكئة الى أن الفساد مستشرٍ ومكافحته تتطلب خطوات يمكن إعاقتها في العديد من المفاصل التي ما زالت تسيطر عليها تلك المجموعات التي مصّت دم الوطن والشعب في العقود الثلاثة المنصرمة.

ما يلاحظه المراقبون أن اصحاب الثروات الذين يتملكون الحصة الاوسع من اسهم المصارف العاملة في لبنان، لم يبادروا الى أية خطوة تُسهم في لجم التدهور الحاصل في اسعار العملة الوطنية، لا بل انهم باساليب ملتوية يصبون الزيت على نار المضاربات لزيادة أرباحهم. في حين وصلت الشريحة الاكبر من المواطنين الى العوز وربما المجاعة. والانكى أنهم سارعوا الى تهريب ثرواتهم والقسم الاكبر من ودائع اللبنانيين الى خارج البلاد بحجة وجود قوانين تسمح لهم بذلك، مقفلين ضمائرهم عن أية بادرة تعكس أي تعاطف مع شعب خدمهم برموشه، وضحى بدمائه في سبيلهم على هامش مراحل مؤلمة داهمت الوطن.

وما يلاحظه المراقبون أن البحث في القضايا التي قصمت ظهر المواطنين مثل الكهرباء والنفايات ومثيلاتها، ما زالت في طور عرض الافكار والاحتمالات وإضاعة الوقت. في حين تحدثت الكثير من التقارير الاعلامية عن وجود جهات دولية مستعدة لتنفيذ مشاريع كهربائية منتجة، أو معامل لتدوير النفايات، أو إعادة تأهيل مصافي النفط خلال بضعة أشهر وعلى طريقة الـ BOT، بدون أن تحمّل الدولة أية تكاليف، على أن تسترد ما تنفقه عبر رسوم زهيدة.

ولذلك وسواه، فالخطوة الأولى المطلوبة من حكومة الرئيس دياب هي إحداث صدمة إيجابية أو أكثر لافهام من يعنيهم الامر أنه بات هناك في السلطة من يود العمل بجد من إجل تغيير الواقع  المزري، وتبديل النهج الذي كان متحكماً بالسلطة. والا فان اللبنانيين بمجملهم، وليس أهل الحراك فقط، سيتحولون الى معاول لتهديم الهياكل على رؤوس الجميع!


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس

  2. آثار المحطات الساخنة للرغبات الاميركية في لبنان؟… مرسال الترس

  3. التأرجح بين التفاؤل والتشاؤم يدفع البعض للانتحار!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal