كان رئيس الحكومة حسان دياب الذي ينتظر ثقة مجلس النواب مصيباً جداً، ودقيقاً بالتوصيف، عندما قال آواخر الاسبوع الماضي أن حكومته قد ورثت “حطاماً أقتصادياً”. فعلى من تقع المسؤولية؟.
لا يختلف أثنان على أن المشكلة بدأت بالتفاقم منذ ما بعد اتفاق الطائف وتحديداً عندما عكفت الحريرية السياسية على رسم الخرائط الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية للبلاد، بعد حروب وصراعات إمتدت لخمس عشرة سنة زُهقت خلالها الارواح وأكلت أكثر من أخضر ويابس. فوعدت الناس (المتلهفة للاستقرار والعيش بسلام، والعودة اذا أمكن لما كانت عليه الامور قبل الحرب والدمار) بمنٍ وسلوى وببواخر الكهرباء وبعمران ينافس الدول المتقدمة.
وهنا لا يختلف أثنان أيضاً على أن الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان اليد اليمنى للرئيس الشهيد رفيق الحريري وكاتم أسراره المالية هو الذي تحكّم برقاب المالية العامة طوال عقدين من الزمن (وما زالت بصماته واضحة في معظم زوايا الادارة اللبنانية كما يؤكد العديد من العناصر الذين تسنى لهم الولوج الى لب المشكلة)، فانزلق الدين الى مئة مليار دولار، وأقوال في الكواليس أن كل ذلك كان من ضمن مخطط يقضي بتوطين الفلسطينيين في لبنان من أجل تمييع الدين، ويتم التأكد من ذلك اليوم على هامش “صفقة القرن” التي اعلن عنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب وقزّم فيها الارض العائدة للفلسطينين الى حدود الاثني عشر بالمئة من مساحة بلادهم!.
هل يشكر اللبنانيون الحريرية السياسية والسنيورة والطاقم السياسي الذي تحكم بمصير الوطن منذ ثلاثة عقود وحتى استقالة الرئيس سعد الحريري؟.
الرئيس دياب وامام الهيئات الاقتصادية قال: “الحكومة ورثت حطاماً اقتصادياً ومالياً، وغايتها ان توجد العلاجات المطلوبة، صحيح أنّ الوضع الاقتصادي والمالي صعب، لكنه وضع ليس ميؤوساً منه”. فهل يستطيع الرجل لملمة ذلك الحطام بأقل الخسائر الممكنة؟.
مختلف المراقبين يلمسون أن دياب(الهادئ) مصمم على إحداث فرق تجاه السنوات العجاف! ولكن ما ينتظره ليس بالمهمة السهلة بل سيواجه العديد من العقبات والمطبات التي “سيستقتل” المستفيدون من الآداء السابق في استنباطها!.
فاذا بدأ خطوات عملية لتحرير القضاء ومحاسبة الفاسدين فسيجد معظم اللبنانيين الى جانبه بمن فيهم أهل الحراك والثورة والانتفاضة، وسيتم تسجيل اسمه في السجل الذهبي لنادي رؤساء الحكومات.
أما اذا استطاعت المؤامرة ان تبدد طموحاته متكئة الى بيان وزاري يمهد لاجراءات موجعة ومؤلمة فان على دياب أن يصوّب سهامه نحو أصحاب الثروات الطارئة والعميقة والشركات الضخمة، وإبعاد الطبقات الوسطى والفقيرة قدر المستطاع عن مجال الضرائب والرسوم، والاّ فان من يشكلون هاتين الطبقتين سيكونون جاهزين جميعاً للتصدي لهذه السلطة التي ستكون نسخة سيئة عن من ذبحوا اللبنانيين في وضح النهار!.
مواضيع ذات صلة:
-
هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس
-
آثار المحطات الساخنة للرغبات الاميركية في لبنان؟… مرسال الترس
-
التأرجح بين التفاؤل والتشاؤم يدفع البعض للانتحار!… مرسال الترس