منذ تكليفه تأليف الحكومة في 19 كانون الأول الفائت، حرص رئيس الحكومة المكلف حسّان دياب على التزام الصمت، ولم يصدر عنه أي تصريح إلا بشكل نادر، إذ كان يؤكد أنه يعتزم تشكيل حكومة بشكل سريع، آملاً إحداث صدمة وإنجاز بذلك، وأن تكون حكومة تكنوقراط متجانسة بشكل يساعدها في معالجة الكثير من الملفات.
مؤشرات الأيام الماضية أعطت إنطباعاً أن تأليف الحكومة قد قطع شوطاً بعيداً، وأن إعلان التشكيلة، الذي توقعه البعض قبل نهاية العام الماضي، قد يكون اليوم السبت أو في يوم الإثنين المقبل، بعدما ذُلّلت جميع العقد، ولم يعد مطلوباً سوى وضع الرتوش الأخيرة، قبل أن يخرج الدخان الأبيض من قصر بعبدا إيذاناً بإصدار مراسيم تشكيل الحكومة، التي تشير أغلب التوقعات أنها ستكون من 18 وزيراً على الأرجح، ليس من بينهم وزير من الحكومة السابقة أو وزير حزبي، بل وجوه جديدة من الإختصاصيين من أجل مواجهة التحديات الإقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان.
غير أن تطورات هامة شهدتها الأيام القليلة الماضية تركت إنطباعاً أن تأخير تأليف الحكومة والإسراع في إعلانها مساران متساويان، وأن المشرفين على الطبخة الحكومية، إنْ في الداخل أو الخارج، وحدهم من يحدد أي المسارين سيتقدم على الآخر.
ويمكن تلخيص هذه التطورات بالنقاط التالية:
أولاً: أصبح واضحاً أنه كلما شاعت معلومات عن اقتراب إنجاز التشكيلة الحكومية، يقوم مناصرو تيار المستقبل وحلفائهم في القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي، فضلاً عن الحراك الشعبي، بالنزول إلى الشارع وقطع الطرقات وافتعال إشكالات مع الجيش والقوى الأمنية والمواطنين، من أجل الحؤول ـ حسب رأيهم ـ دون أن تخرج الحكومة إلى النور، والضغط على الرئيس المكلف لتأخير تأليفه الحكومة والوصول إلى إعلانه الإعتذار عن التأليف، أملاً في عودة الرئيس سعد الحريري وحلفائه إلى الحكومة مجدّداً.
ثانياً: شكّل إغتيال القوات الأميركية، فجر أمس قرب مطار العاصمة العراقية بغداد، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس، وعدد من ضباط الفيلق والحشد، تطوراً هائلاً لجهة تصعيد المواجهة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، ما أثار المخاوف من إندفاع الطرفين نحو مواجهة واسعة وشاملة في المنطقة، لن يكون لبنان بمنأى عنها، الأمر الذي طرح تساؤلات حول مدى تأثير هذا التطور على الإسراع في تأليف الحكومة أم العكس، وهل إذا حصلت مواجهة شاملة وليس موضعية بين الطرفين، الأميركي والإيراني، يمكن أن تقوم حكومة تكنوقراط بتحمّل تداعيات هذه المواجهة، أم أن ذلك سيدفع باتجاه حكومة تكنوسياسية أو حكومة مواجهة، من غير إسقاط إحتمال إبقاء الوضع على حاله إذا توجّه الوضع نحو التصعيد الشامل، فلا تؤلف حكومة وتبقى حكومة تصريف الأعمال على حالها.
فيديو:
-
بالفيديو: المياه الآسنة تجتاح الطريق وتغرق سيارة
-
بالفيديو: المواجهات في حلبا تتطور.. اطلاق نار وقطع طرقات
-
بالفيديو: تحرش جماعي بفتاة في مصر.. والقبض على 7 متهمين
-
بالفيديو: العارضة الاميركية (العارية) تتسلق إهرامات مصر
-
بالفيديو: سرقة ″سيخ شاورما″ من احد المطاعم اللبنانية
-
بالفيديو: لحظة سرقة صيدلية في طرابلس
-
بالفيديو: سقوط سقف منزل على سيدة في طرابلس
لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.
لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.
مواضيع ذات صلة:
-
تشكيل الحكومة ″فرصة″ للإنقاذ والتأخير ″ضربة″ لها… عبد الكافي الصمد
-
الحريري وحيداً بلا حلفاء أو أصدقاء… عبد الكافي الصمد
-
نصر الله يرسم ملامح الحكومة المقبلة: نعم للشّراكة لا للون الواحد… عبد الكافي الصمد
-
الطائفة السنّية والأعمدة الأربعة: نهاية إحتكار أم مرحلة جديدة؟… عبد الكافي الصمد