بيان تضامن ودعم عربي لثورة الشعب العراقي

أصدر أكثر من 450 من الناشطين والمثقفين والكتّاب والإعلاميين والمناضلين والمهتمّين بالشأن العربي العام من مختلف الدول العربية، بيانا عبروا فيه عن التضامن وتقديم كل الدعم لثورة الشعب العراقي، وجاء فيه:

“بعد ان خرج المارد الشعبي العربي من القمقم في موجة ″الربيع العربي″ الأولى، أتت الموجة الثانية لتؤكد أن الجماهير العربية لن تتراجع في مسيرتها الثورية مهما كانت التضحيات. فعقب السودان والجزائر، ها هي الجماهير في العراق ولبنان تقضّ مضاجع الطبقات المستبدّة الحاكمة وأسيادها في الخارج.

إن الثورة العراقية تستحق إنحناء كل إنسان حرّ أمامها إعجاباً وتقديراً، وأمام إرادة وشجاعة وصلابة وغيرة الشعب العراقي الثائر ضد الطغمة الفاسدة الحاكمة، وأمام الأمل الذي يشعّ في عيون الشّابّات والشّبّان من الثوار ويَعِدُ بولادة عراق عربي جديد حرّ سيّد موحّد مسْتقِل.

وأضاف البيان: لقد دَشَّن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 مرحلةً خطيرةً بالتواطؤ مع الطغمة الحاكمة في ايران، بدأت باستباحته وتدميره المنهجي الشامل، دولةً وجيشاً وثروات وتاريخاً وحضارةً. ثم ترَكَ اليد الطولى لهذه الطغمة لتستكمل هيمنتها على العراق وتتغلغل في مناطقه ومؤسساته وإداراته و.. وخاصّةً في نسيجه الاجتماعي والشعبي والوطني، وهنا يكمن الخطر الأكبر الذي يتعاظم عبر توسّع المشروع الإيراني وتغلغله في المنطقة العربية وخاصة في سوريا ولبنان واليمن.

وتابع البيان: تحت إشراف وبإرادة التحالف الموضوعي الإجرامي للإحتلالين الأمريكي والإيراني، أسَّسَت الطغمة العراقية الحاكمة، بكل مكوّناتها، وبَنَت نظام الاستبداد والفساد والمحاصصة الطائفية والصفقات وسرقة المال العام…  والأسوأ من هذا، انها ليست فقط تؤمّن حماية مصالحهما السياسية والاقتصادية والعسكرية، بل انها أيضاً فتحت الأبواب أمام النهب الداخلي والخارجي المنظّم لثروات العراق، بما فيه استخدام النفط في تمويل الهيمنة الإيرانية وفي شراء الكثير من الذمم العربية والغربية.

وليس سرّاً أن تدمير مواقع وعناصر القوَّة، بكل أنواعها، في العراق أتى ويأتي تحقيقاً لمصالح العديد من الدول وبشكل خاص إيران والعدو الصهيوني، وأن المصالح الأمريكية والإيرانية المتناحرة، ما زالت تتقاطع في العراق وتتكامل إن لم نقل تتطابق.

 وقال الناشطون في بيانهم: نحن الموقّعين أدناه، ناشطين ومثقفين وكتّاب وإعلاميين ومناضلين ومهتمّين بالشأن العربي العام، تعبيراً عن التزامنا بقضايا الحرية والديمقراطية والعدالة والتقدم، نعلن ونؤكد ما يلي :

أولا: وقوفنا الحازم وتأييدنا المطلق للشعب العراقي في ثورته السلمية لاستعادة حقوقه كاملةً وتحقيق مطالبه المشروعة باسقاط الطغمة الفاسدة واستعادة السلطة من الفاسدين والمجرمين والتابعين للخارج وإسقاط دستور وحكومة وأحزاب “بريمر”، ولتحرير وبناء العراق الوطن والمواطن ودولة الحريات والعدالة والديمقراطية والعيش الكريم،

ثانيا: إدانتنا بأشد العبارات لاستخدام العنف والقتل والقمع والقنص الذي تمارسه قوى السلطة وأجهزتها الأمنية وميليشياتها الطائفية ضد المتظاهرين السلميين.

ثالثا: استنكارنا الشديد لشيطنة الثورة وتخوين قواها واتهامها زوراً وبهتاناً بالعمالة لأمريكا وللعدو الصهيوني، ولتهديد السلطة الإيرانية باستخدام القوة ضد الثوار وبإرسال جنرالها المدعو سليماني ليقود عمليات قمع الثورة.

رابعا: دعوتنا لكل أفراد وضباط الجيش والشرطة بالانحياز الى الشعب وحمايتهم له والمشاركة في ثورته السلمية، ثم مواكبته في نضاله المدني لاسقاط سلطة الفساد ولبناء العراق الجديد المتمتع باستقلاله وسيادته الكاملة على كل أراضيه.

خامسا: دعوتنا لكل القوى العربية الحرّة، السياسية والإعلامية والمدنية والشبابية، لإطلاق أوسع حملة تأييد وتضامن ودعم الشعب العراقي في ثورته السلمية وتأييده لتحقيق مطالبه المشروعة، وفضح تعرُّضِهِ للعنف والقتل على أيدي الأجهزة الأمنية والميليشيات الطائفية.

تحية إكبار وإجلال للشعب العراقي المنضوي تحت لواء الثورة بكل فئاته وأديانه ومذاهبه ومناطقه، ولكل أفراده في كل أرجاء العراق، الذين خرجوا بصدور عارية لكسر قيود الطائفية والتبعية والفساد، ولتحرير وطنهم مؤكدين بأنهم لن يسمحوا لأيّ محتلّ أو غازٍ، مهما كانت جنسيته أو عقيدته، من استمرار احتلال وطنهم.

وذيّل البيان بأسماء 450 ناشطا من مختلف الدول العربية من المتضامنين مع ثورة العراق.

Post Author: SafirAlChamal