تناقضات العلاقة بين العهد وباسيل وبين الحريري.. تبادل أدوار أم تفاهم الضرورة؟… غسان ريفي

كثيرة هي التناقضات التي تتحكم بالعلاقة القائمة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من جهة، وبين رئيس الحكومة سعد الحريري من جهة ثانية، والتي نتجت عن تسوية رئاسية أوصلت عون الى رئاسة الجمهورية، والحريري الى رئاسة الحكومة، وسمحت لباسيل بأن يكون لديه أكبر كتلة نيابية مسيحية.

يقول رئيس الجمهورية أن ″الحكومة غائبة عن الوعي″، كما يُنقل عنه قوله أن ″رئيسها كسول″، لكن ذلك لا ينعكس سلبا على العلاقة مع الحريري فتعقد جلسة مجلس الوزراء وكأن شيئا لم يكن.

يُدرك الحريري أن كل المحيطين بالرئيس عون يريدون سلبه صلاحياته التي كفلها له الدستور لصالح رئيس الجمهورية، وأن التيار الوطني الحر لا يحترم الشراكة القائمة معه، بل على العكس لا يتوانى عن محاولة إضعافه سواء في مجلس الوزراء، أو من خلال التصدي له في مجلس النواب، وكل ذلك لا ينعكس سلبا على العلاقات القائمة بين عون وباسيل والحريري على الرغم من تراجع شعبية الحريري في شارعه السني.

يسيء عضو كتلة لبنان القوي النائب زياد أسود الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري بشكل غير مسبوق، ولا يُصدر التيار الوطني الحر أو الكتلة توضيحا أو إعتذارا أو تبرؤا من كلام أسود، فيرد الحريري بالغاء لقاء الوزير جبران باسيل مع كوادر تيار المستقبل في القنطاري يوم 9 تشرين الأول الجاري، من دون أن يُفسد ذلك في الود قضية.

يتراشق نواب المستقبل ونواب التيار الوطني الحر بكل أنواع الانتقادات وصولا في بعض الأحيان الى الشتائم المبطنة، في حين تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بحرب كلامية بين أنصار المستقبل وأنصار الوطني الحر، لكن من دون أن يؤثر ذلك على العلاقة بين رئيسيّ الحزبين والتي تبدو حتى الآن ثابتة.

هذا الواقع يؤكد أن كل ما يحكى عن تفاهمات وإتفاقات نتجت عن التسوية الرئاسية لم تؤد الى أي تقارب بين تياريّ المستقبل والتيار الوطني الحر، لا على صعيد النواب والقيادات ولا على صعيد القواعد الشعبية.

هذه التناقضات الكثيرة في العلاقة بين الحريري وباسيل، تجعل العديد من المتابعين يضعون ذلك في إحتمالين: فإما أن يكون الحريري وباسيل متفقان سلفا على كل ما يحصل، ويتبادلان الأدوار السياسية، فيساهم كلام الحريري ونوابه بتقوية باسيل وفريقه في الشارع المسيحي، ويؤدي إستهداف الوطني الحر للحريري الى تقويته مع تياره في الشارع السني، علما أن ما يتعرض له الحريري يُضعفه في شارعه الذي يتهمه بتقديم التنازلات، وليس العكس.

أم أن الرجلين ومعهما العهد يجمعهم تفاهم الضرورة الذي يُمكّن كل منهم الحفاظ على مصالحه ومكاسبه في الحكم.

يقول متابعون ممن يرجحون أن العلاقة القائمة هي عبارة عن تفاهم الضرورة: إن الحريري يعي تماما أن رفع السقف في وجه العهد وباسيل الى نقطة اللاعودة ربما يؤدي الى فرط عقد حكومته باستقالة 11 وزيرا، كما يعي أنه في حال خرج من السلطة لن يكون من السهل العودة إليها.

كذلك يدرك الرئيس عون أن وجود الحريري على رأس الحكومة يدعم عهده سواء بالعلاقات العربية والخارجية، أو من خلال مقررات مؤتمر سيدر لحل الأزمة الاقتصادية، كما يدرك باسيل أن تحقيق طموحاته الرئاسية لا يمكن أن تتحقق من دون الاستمرار بمفاعيل التسوية الرئاسية.

أمام هذا الواقع (بحسب المتابعين) يبدو واضحا أن هذه التناقضات ستستمر وتتنامى، وأن ما تبقى من عهد ميشال عون من المفترض أن يكون عبارة عن “صحبة طريق” بينه وبين باسيل من جهة، وبين الحريري من جهة ثانية ليس أكثر لضمان إستمرار منظومة الحكم، إلا إذا حصل ما لم يكن في الحسبان وسقطت التسوية أو أُسقطت..


فيديو:

  1. بالفيديو: الجيش اللبناني يدمر مجموعة إرهابية محصنة

  2. بالفيديو: في لبنان مطاردة هوليودية.. شاهدوا ما حصل

  3. بالفيديو: اشكال وتدافع بين طلاب ″القوات″ و″حزب الله″ في القديس يوسف

  4. بالفيديو: صراخ واشكال على متن طائرة متجهة من بيروت الى انطاليا


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. القصة الكاملة للقاء باسيل في القنطاري.. من الاتفاق الى الالغاء… غسان ريفي

  2. ما بين الالتزام السياسي والطائفي ولقمة العيش.. ماذا يختار اللبنانيون؟… غسان ريفي

  3. ميقاتي يقرع جرس الانذار بالاتجاهين.. هل وصلت الرسائل؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal