ما بين الالتزام السياسي والطائفي ولقمة العيش.. ماذا يختار اللبنانيون؟… غسان ريفي

عندما حاولت بلدية الغبيري تنظيم الأكشاك في نطاقها، وأزالت المخالف منها، تناسى جمهور المقاومة إلتزامهم مع حزب الله ولم يوفروه من الانتقادات على الهواء مباشرة، مؤكدين أنهم ″يضحون بأبنائهم في سبيل المقاومة لكن لا أحد يمكنه أن يمدّ يده على لقمة العيش″.

وعندما حاولت بلدية بيروت القيام بنفس الأمر في الطريق الجديدة، خرج المتضررون من تحت عباءة تيار المستقبل وإنقلبوا عليه تحت شعار ″القوت اليومي ولقمة العيش خط أحمر″.

وكذلك عندما صرف الرئيس سعد الحريري آلاف العاملين في سعودي أوجيه، تناسى المصروفون الالتزام السياسي وبدأوا الاعتصامات والاحتجاجات ضد الحريري وسياسته، تحت شعار: ″قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق″.

يوم الأحد الفائت نزل المواطنون الى الشوارع بعدما شعروا أن سكين الجوع وُضعت على رقابهم، وأن الدولار يأخذ طريقه صعودا في ظل صمت مريب أو تواطؤ من قبل الدولة التي لم تحرك ساكنا على مدار إسبوعين حقق فيهما بعض تجار الدولار أرباحا طائلة على حساب المواطنين المحتاجين للدولار لتسديد أقساطهم للمصارف التي أدارت أذنها الطرشاء طيلة تلك الفترة أمام طلبات المواطنين لتوفير العملة الأجنبية.

أمام هذا الواقع، يثبت بالوجه الشرعي، أن اللبنانيين قد يغضون النظر عن الهدر في دولتهم وعن فساد بعض أركان السلطة، وعن الهدر والسمسرات والسرقات التي تكشفها وسائل الاعلام تباعا، وقد يبلعون الموسى على الحدين في أزمات الكهرباء والنفايات والتلوث والأمراض وتقصير الوزارات المعنية، وربما يتحملون زحمة السير اليومية وسوء حال الطرقات، وقد يقبلون بواقعهم من فقر وبطالة وتسرب مدرسي، لكن ما لا يمكن أن يسكتوا عنه هو زيادة الطين بلة، في اللعب بالدولار ورفع سعره، وزيادة الفقراء فقرا، والعاطلين عن العمل حاجة، خصوصا أن أكثرية اللبنانيين بكل طوائفهم ومذاهبهم وطبقاتهم كانوا قبل سنوات سلموا رقابهم الى المصارف بقروض بالدولار سيعجزون عن تسديدها في حال كان القرار برفع سعره.

لذلك، فإن رسالة الاحتجاجات يوم الأحد كانت واضحة، بأن اللبناني يبقى الى جانب طائفته أو حزبه أو تياره السياسي، ويتحمل كل الأزمات على إختلافها، طالما أن الدولار بخير وعلى سعره وطالما أن لقمة العيش متوفرة، أما في حال التلاعب بسعر الصرف وتعريضه للجوع أو للانكسار أمام المصارف، فإن ذلك يدفعه الى الانقلاب على كل إلتزاماته الطائفية والمذهبية والحزبية والسياسية وعلى الزعيم وعلى القائد، والى أن يستوطن الشارع إحتجاجا وإعتصاما ومواجهة مع القوى الأمنية حتى إسقاط هذه السلطة التي بات واضحا أن ما يمكن أن يثبت وجودها اليوم هو تثبيت سعر صرف الدولار الأميركي، وإلا فإن خيارات اللبنانيين مفتوحة على كل الاحتمالات ولن ينفع معهم طابور خامس أو مندسين أو غوغائيين أو زعران، لأن الجوع كافر، وثورته لا حدود لها.


فيديو: 

  1. بالفيديو: حطم السيارات المركونة في الدورة

  2. بالفيديو: صراخ واشكال على متن طائرة متجهة من بيروت الى انطاليا

  3. بالفيديو: اشتباكات واطلاق قذائف صاروخية والأهالي يناشدون الجيش

  4. بالفيديو: فضيحة غذائية في احد المطاعم اللبنانية


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. ميقاتي يقرع جرس الانذار بالاتجاهين.. هل وصلت الرسائل؟… غسان ريفي

  2. الشعب يريد دولة عادلة… غسان ريفي

  3. بلد من دون دولة… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal