ماذا يحصل في المدارس الخاصة.. ولماذا اعتصم الاهالي في طرابلس؟… عمر ابراهيم

كما كان متوقعا فقد بدأت تتكشف تداعيات الازمة الاقتصادية في لبنان وانعكاساتها على مجمل اوجه الحياة لا سيما مع بداية العام الدراسي، حيث علت الصرخات من قبل الاهالي وادارات المدارس الرسمية والخاصة على وجه الخصوص بسبب ما تواجهه من نزوح في صفوف طلابها، الامر الذي اوقع بعضها في مشاكل مالية دفعتها الى اتخاذ قرار بتخفيض عدد الموظفين والكادر التعليمي.

ربما لم ينتظر الكثير  من اهالي الطلاب في المدارس الخاصة قرار ادارات المدارس في ما خص الزيادة على الاقساط المفترضة، فالغالبية منهم حسموا خياراتهم ربما منذ إنتهاء العام الدراسي الماضي، وبدأوا يعدون العدة لنقل أولادهم الى المدارس الرسمية بسبب سوء اوضاعهم المالية، ونظرا للاسعار الخيالية التي تفرضها بعض المدارس الخاصة وما يلي ذلك من مصاريف اخرى لجهة شراء الكتب والقرطاسية والمستلزمات المدرسية والنشاطات المفروضة والتي باتت اشبه بتجارة لبعض المدارس التي تختار الكتب الاغلى ثمنا.

حركة النزوح باتجاه المدارس الرسمية لن تكون سهلة نظرا للاعداد الكبيرة التي تفوق قدرات بعضها الاستيعابية، فضلا عن مشاكل اخرى منها ارتفاع رسوم تسجيل الطلاب الذين كان اهاليهم نفذوا اعتصاما امام دائرة التربية في طرابلس بعد ان وقع اشكال مع الموظفين، ما يشير الى مدى تردي الاوضاع الاقتصادية التي تحول دون قدرة بعض  الاهالي حتى على دفع الرسوم الى المدارس الرسمية.

لكن ما لم يكن متوقعا هو هذا العدد الكبير الذي بدأ الحديث عنه في الأوساط التربوية، التي رجحت ان يصل عدد الطلاب “النازحين” الى أكثر  من 25 في المئة، ومعظمهم في المراحل الابتدائية. 

وإذا كانت بعض إدارات المدارس الخاصة قد استشعرت  حصول موجة النزوح منذ العام الماضي، وبدأت اعتماد سياسات “ترغيبية” من خلال تقديم تسهيلات في دفع الاقساط وعرض حسومات، في حال كان في المدرسة اكثر من تلميذ للعائلة الواحدة، الا ان ذلك لم يجد نفعا ولم يشكل عامل جذب او يردع الأهالي عن قرارهم الذي اتخذوه.

في حين يحاول بعض الأهالي اعتماد سياسة حصر الأضرار، فاختار بعضهم التوجه الى مدارس خاصة انتشرت في السنوات الماضية، وهي تقدم أسعارا تنافسية مع مثيلاتها، وبدأت تستقطب الطلاب على حساب مدارس عريقة، بغض النظر عن رأي البعض في تفاوت مستوى التعليم، كون كل المدارس الخاصة بحسب رأيهم مستواها متقارب والفرق الوحيد هو الاسم الذي تحمله كل مدرسة وتاريخ نشأتها. 


مواضيع ذات صلة:

  1. المنية: لا امتيازات في الكهرباء.. وهذه هي خيارات ابناء المنطقة؟… عمر ابراهيم

  2. لهذه الاسباب يعتصم لبنانيون وفلسطينيون امام السفارة الكندية؟… عمر ابراهيم

  3. تعرفوا على صاحب اسوء حظ .. لص مصرف طرابلس بقبضة الامن .. عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal